المليشيات تتحكم برقاب العراقيين

9/1/2011
الجزيرة نت-بغداد
أعقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003 ظهور العشرات من المليشيات المسلحة ترتبط بأحزاب وتيارات دينية وأخرى مجهولة.
وبشأن هذا الملف أصدرت منظمة "عز العراق" المعنية بحقوق الإنسان، بياناً رصدت فيه أكثر من مائة وخمسة تشكيلات لمليشيات تعود لأحزاب وتيارات دينية.
وجاء في بيان المنظمة العراقية الذي أصدرته في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أنه تم رصد 555 كيانا وتكتلا وتجمعا سياسيا وحزبيا، حسب إحصائيات مفوضية الانتخابات العامة المستقلة.
وأوضح أن أغلب هذه الكيانات والتجمعات لديها مليشيات خاصة بها، ومن أهمها، جيش المهدي بكافة تشكيلاته وتسمياته، وقوات بدر بمختلف مسمياتها إلى جانب مليشيات لحزب الدعوة ومليشيا جهاز الأسايش الكردية، وفرق موت مجهولة.
وذكر البيان أن جميع هذه المليشيات تتخذ مقار وواجهات لها في مختلف مناطق العراق، وتم رصد 13 ألفا وخمسمائة مقر، بواجهات مختلفة كأن يكون مقر شركة مقاولات وهمية أو جمعية خيرية أو تجمع سياسي كغطاء لأعمال الأحزاب وهذه المقار هي في حقيقة الأمر تضم مليشيات تابعة لهذه الجهات والأحزاب.
تقنين

وبشأن ما جاء في البيان قال عضو البرلمان العراقي عن التيار الصدري بهاء الأعرجي إن المليشيات الآن أخذت مساراً قانونياً وشرعياً، عندما قامت الأحزاب بدمج مليشياتها بالمؤسسات العسكرية، مضيفا أن بعض الأحزاب قامت بزج عناصر غير مهنية ضمن المؤسسات العسكرية.
إعلان
وأكد الأعرجي أن المليشيات عندما تكون داخل المؤسسة العسكرية يكون خطرها أكبر من وجودها خارج هذه المؤسسات، فهي الآن تستخدم أدوات وأسلحة الدولة.
وأشار إلى أن الكثير من الجرائم التي حصلت في الفترة الأخيرة جرت بتسهيلات ومساعدة هذه الأدوات التي تستخدمها عناصرالمليشيات التي تم زجها في الأجهزة الأمنية.
وطالب الأعرجي بإعادة النظر بهذه العناصر والتشكيلات التي زجت فيها، مع تدقيق كافة الأسماء الموجودة في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.

عجز
أما الملا ناظم الجبوري -أحد المسؤولين البارزين في صحوات العراق- فقال إن الحكومات المتعاقبة لم تتمكن من حسم المعركة بشكل كامل مع المليشيات.
وأكد بدوره أن عددا من هذه المليشيات دخلت المؤسسة الأمنية وخرجت منها مليشيا مؤسساتية، سواء داخل وزارة الداخلية أو الدفاع، وبدأت تمارس أعمالها تحت غطاء قانوني، وتمارس أعمال "إرهاب" منظم ضمن حدود مناطق عملها بسلاح وسيارات الدولة، مضيفا أن هذه المليشيات لها ارتباطات داخلية وخارجية مع بعض دول الجوار.
وعن أهم هذه المليشيات قال الجبوري، إنها واضحة بالساحة العراقية، منها المرتبطة بإيران كجيش المهدي والتي انشقت عنها فصائل مثل "لواء اليوم الموعود" و"عصائب أهل الحق".
المصدر : الجزيرة