الأحزاب العربية تناقش خطر التجزئة

الجزيرة نت-الرباط
تحت شعار "مواجهة الفتن الداخلية وأعاصير التجزئة الخارجية" ناقش ممثلو الأحزاب العربية في مؤتمر-اختتم اليوم الأحد بالعاصمة المغربية الرباط- المشاكل التي يتخبط فيها العالم العربي، في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها فلسطين وإجراء الاستفتاء في جنوب السودان.
وتباحث المشاركون بأعمال الدورة الرابعة والخمسين للأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية التي انطلقت يوم الجمعة الماضي، سبل مواجهة أخطار النزعات الانفصالية والطائفية التي تهدد الأقطار العربية، إضافة إلى مواضيع الديمقراطية وحقوق الإنسان بالعالم العربي، وضرورة إنهاء ظاهرة الاعتقال السياسي وغيرها.
واعتبر الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية عبد العزيز السيد أن الهدف من تنظيم الاجتماع هو التأكيد على ضرورة تبني الأحزاب العربية للقرارات التي التزمت بها في أقطارها.

خيارات
وأشار في تصريح للجزيرة نت أن الأحزاب المنضوية تحت لواء المؤتمر، تبنت خيار مساندة المقاومة في مواجهة الجهات الداعية للفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة في لبنان.
كما أكد أن القوى الخارجية -من بينها الولايات المتحدة الأميركية- تدعم انفصال جنوب السودان عن شماله، وهو ما "سيؤسس لإسرائيل جديدة" أخطر من إسرائيل التي تأسست عام 1947، على حد تعبيره.
ودعا السيد إلى إقرار الوحدة بين المعارضة والقوى الحاكمة في السودان، معتبرا أن "المعارضة مخطئة" عندما تتحدث عن إقالة النظام في ظل الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد، وهو ما يلزم الجميع بالتعاون للخروج "بأقل الخسائر" وتجنيب الشمال مزيدا من التشظي.
من جهته قال ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في سوريا وعضو قيادتها السياسية جمال عيسى إن مؤتمر الأحزاب العربية يسعى إلى تشكيل قوة ضاغطة من أجل أن يتحمل الجميع مسؤوليته القومية تجاه القضية الفلسطينية.
واعتبر عيسى في تصريح للجزيرة نت أن الأحزاب العربية هي "القلب النابض للعروبة" وأن دورها يتمثل بتوجيه الشارع العربي عبر برامج تقوي الروح والثقافة القومية لدى أبنائه، إضافة إلى دورها في الضغط على السياسات الرسمية لتتحمل مسؤولياتها.

ظروف خاصة
ورأى رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية بالمغرب سعد الدين العثماني أن تنظيم اجتماع مؤتمر الأحزاب العربية يتزامن مع ظروف خاصة يعيشها العالم العربي مع تأزم الأوضاع في السودان، إضافة إلى التحديات الأخرى التي تواجه الأمة.
ودعا العثماني في تصريح للجزيرة نت جميع الأحزاب العربية إلى تكثيف جهودها، وإجراء مشاورات لوضع خطة عمل مستقبلية للمساهمة في الخروج من الإشكالات التي تعاني منها المنطقة.
ومن جهتها أشارت منسقة الأحزاب العربية بملتقى الأحزاب والتنظيمات السياسية بالمغرب العربي بديعة الراضي إلى وجود مشاكل كثيرة تواجه التعاون بين الأحزاب المغاربية، واعتبرت أن الاجتماع الحالي قد يكون مناسبة لحل تلك المشاكل "المتضخمة" خصوصا في شقها المرتبط بالعلاقة بين المغرب والجزائر.
وقالت في تصريح للجزيرة نت إن الأحزاب المغربية ستقوم بجولة مغاربية تبدأ من الجزائر لمحاورة الأحزاب الجزائرية، من أجل تجنب القطيعة وإغلاق الحدود بين البلدين على حد قولها.