جهود سودانية لضمان استفتاء آمن

7/1/2011
رماح الدلقموني-الخرطوم
تبذل كافة الأطراف في شمال السودان جهودها للتأكيد على أن استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر الأحد المقبل سيكون سلميا ولن تعكر صفوه أي عقبات.
ففي حين تؤكد وزارة الداخلية السودانية أن الأمن متأهب لتأمين التصويت، تشير مفوضية الاستفتاء إلى أن الاستعدادات في كافة المراكز اكتملت وأن الأجواء توحي باستفتاء آمن.
وبدوره حث لقاء للقوى السياسية والمدنية في الخرطوم السودانيين على ضرورة أن يمر الاستفتاء بصورة سلمية بغض النظر عن نتيجته.
وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية الفريق أحمد إمام التهامي للجزيرة نت أن الوزارة نشرت 33 ألف شرطي في مختلف ولايات الشمال كما دربت نحو أربعة آلاف ضابط وجندي لتأمين الاستفتاء.
وأشار إلى أن التحضير الأمني بدأ مع الانتخابات السودانية في أبريل/ نيسان الماضي وسيستمر حتى انتهاء المرحلة الانتقالية في يوليو/ تموز 2011.
وأكد التهامي أن مرحلة التدريب انتهت قبل يومين حيث جرى "إنعاش لذاكرة الضباط" بشأن ما تدربوا عليه، وأن الوزارة الآن في مرحلة زيارات إلى الولايات على مستوى هيئة الإدارة برئاسة وزير الداخلية الذي يقوم الآن بزيارة لإقليم دارفور في حين ينتشر بقية أعضاء الهيئة في ولايات الشمال والوسط.
إعلان
وأوضح أن عدد مراكز الاقتراع في ولايات الشمال يبلغ 169 مركزا أكثر من سبعين مركزا منها في ولاية الخرطوم، تليها دارفور ثم ولاية النيل الأزرق.
وذكر التهامي أن أغلب التوقعات تشير إلى أن عدد الذين سيصوتون الأحد المقبل سيكون أقل بكثير من المسجلين فعليا نظرا لأن معظم الجنوبيين غادروا الشمال إلى الجنوب، على حد قوله.

أسبوع التصويت
وقالت في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت إن كافة الاستعدادات في مراكز الاقتراع قد اكتملت وأصبحت جاهزة لاستقبال المقترعين، مشيرة إلى أن هناك 273 ألف جنوبي في الشمال يحق لهم الاقتراع، وقد سجل منهم للتصويت نحو 115 ألفا.
كما بينت أن عملية الاقتراع ستتم عبر البصمة، مؤكدة أنها طريقة "مضبوطة ومؤمنة" نافية ما تردد من مخاوف تلاعب في هذا الصدد.
وأوضحت سعاد أن الناخب الجنوبي عندما تقدم للتسجيل للاستفتاء وضع بصمته في السجل الانتخابي، وعندما يأتي للتصويت سيضع بصمته لتتم عندها مقارنة البصمتين باستخدام الحاسوب.
وأضافت أنه بعد انتهاء التصويت وإغلاق كافة المراكز يوم 15 من الشهر الجاري ستبدأ عملية فرز وعد الأصوات وإظهار النتيجة في نفس المركز، ثم ترسل نتائج المراكز المختلفة إلى المنطقة ثم إلى الولاية التابعة لها.
وقالت إنها سترسل بعد ذلك إلى الجنوب وأخيرا بعد تجميع كافة النتائج ترسل إلى المفوضية في الشمال التي ستعلن النتيجة الأولية.
وتعقيبا على ذلك أكد حسن إبراهيم جاد الكريم مدير إدارة المراكز الخارجية وإدارة العمليات بالإنابة أن الإعلان الأولي للنتائج سيتم بعد تجميع النتائج من المراكز في المناطق الثلاث المتمثلة بجنوب السودان وشماله ودول الخارج وهي مصر وإثيوبيا وكينيا وأوغندا وأستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وإيطاليا.
إعلان
وأضاف أنه ستبدأ بعد ذلك مرحلة استقبال الطعون في النتائج التي تستمر حتى منتصف فبراير/ شباط المقبل، لكنه نوه بأنه سيتم استخدام الحبر إلى جانب البصمة عند الاقتراع لضمان مزيد من المصداقية للاستفتاء.

ميثاق شرف
وجاء هذا اللقاء في إطار الإعداد لما وصف بـ"ميثاق شرف" من أجل الوصول إلى توافق بين كافة الأطراف على إجراء الاستفتاء في أجواء آمنة واحترام نتيجته بغض النظر عن طبيعتها.
وفي كلمة خلال اللقاء شدد عضو مجلس الأحزاب حسن عابدين على أن انفصال جنوب السودان ليس نهاية التاريخ أو من علامات الساعة، مؤكدا أن على السودانيين النهوض ببلدهم بعد الانفصال لجعله قدوة لدول أفريقيا، على حد تعبيره.
كما أشار معاوية شداد المتحدث باسم منظمات المجتمع المدني إلى ضرورة احترام نتيجة الاستفتاء مهما كانت وعدم إثارة المشاكل بعد إعلان النتيجة، وهو ما دعا إليه مبيكي الذي طالب بقيام علاقة احترام متبادل بين الجنوب والشمال بغض النظر عما سيسفر عنه تقرير المصير.
المصدر : الجزيرة