هدوء بالجزائر بعد مظاهرات احتجاجية

هشام موفق-الجزائر
عاد الهدوء صباح الخميس إلى مناطق مختلفة من الجزائر بعد ليلة دامية، اشتبك فيها شباب الأحياء الشعبية بقوات الشرطة المحلية احتجاجا على ما أسموه "الغلاء الفاحش للأسعار".
ولوحظ هذا الصباح في حي باب الواد -وهو أحد الأحياء التي شهدت صدامات عنيفة ليلة الأربعاء إلى الخميس- عودة تدريجية للحياة الطبيعية.
وانتشر عمال النظافة في كل الأحياء التي شهدت الاشتباكات، وقاموا برفع مخلفات الأحداث التي لم يبق من آثارها شيء يذكر إلا في مناطق محدودة.
وذكر أحد عمال النظافة للجزيرة نت أنه تم استدعاؤهم "في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس، حيث وجدوا زملاء لهم كانوا في المكان خلال الليلة الماضية، بينما بدا على بعض المحلات آثار تكسير، ومايزال بعض الزجاج المكسور والحجارة متناثرة في بعض الأزقة الفرعية.

أمن مستتب
ولم يُشاهد الوجود الأمني في حي باب الواد بتلك الصورة المتوقعة، بالنظر لعنف المواجهات، فقد اقتصرت التعزيزات في ثلاث مناطق رئيسية.
ونالت محافظة الشرطة الخامسة الموجودة بقلب الحي، حصة الأسد من هذه التعزيزات، وهي المحافظة التي قالت التقارير الصحفية الأولية ليلة الخميس إنها حوصرت من قبل المتظاهرين.
ونقل موقع "كل شيء عن الجزائر" ليلة الخميس عن مصدر أمني قوله "إن متظاهرين يحملون قضبانا حديدية وحجارة حاولوا اقتحام المحافظة، إلا أن الشرطة ردت بإطلاق أعيرة نارية في الهواء لتفريقهم".
كما شهدت محطة حافلات ساحة الشهداء -وهي منطقة تبعد عن باب الواد المركز بعشرات الأمتار فقط- وجودا أمنيا، لكنه أقل بكثير من النقطتين الأوليين.
محلات مفتوحة
وفتح أصحاب المحلات بهذه المناطق متاجرهم، كما نصب بائعو الأسواق الشعبية طاولاتهم، مثلما يصنعون كل يوم، إلا أنه لوحظ حركة مرور خفيفة للسيارات على خلاف الأيام الأخيرة، حيث لم تشهد هذه المناطق ازدحاما مروريا كالمعتاد.
وطغى على حديث المارة في هذه المناطق حديث المظاهرات والصدامات، كما شوهد ازدياد اقتناء المواطنين للصحف الخاصة، وهي وسائل الإعلام الوحيدة تقريبا التي غطت الصدامات، في ظل "عزوف" الإعلام الرسمي عن تغطيتها.