فتور غربي إزاء دعوة إيران

استقبلت الدول الغربية بفتور الدعوة التي وجهتها إيران لسفراء، الصين وروسيا والمجر -بصفتها رئيسة الاتحاد الأوروبي– ودول أخرى، المعتمدين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا لزيارة مفاعلات نووية إيرانية رئيسية، وهي دعوة لم تشمل بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة.
وتأتي هذه الدعوة كبادرة "حسن نية" من إيران قبل أسابيع من جولة محادثات جديدة بشأن برنامجها النووي ستجريها في إسطنبول أواخر يناير/كانون الثاني الحالي مع الدول الست الكبرى (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة).
ففي آخر ردود الفعل، قالت المفوضية الأوروبية اليوم الأربعاء إن الاتحاد الأوروبي لم يرد بعد على عرض من إيران بزيارة منشآتها النووية لكنه يرى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي التي يجب أن تقوم بمثل هذه الخطوة.
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية في إفادة صحفية -ردا على سؤال بشأن ما إن كان الاتحاد الأوروبي قبل عرض طهران أم لا؟- "لم نرد على الخطاب".
وأضاف "ما نريد التأكيد عليه، هو أن هناك عملية تجري، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي المعنية بالتفتيش في منشآت إيران النووية".
وقبل ذلك، رفضت الولايات المتحدة وبريطانيا أمس الثلاثاء الدعوة الإيرانية التي وصفتها واشنطن "تهريجا" لن يحل محل "تعاون شفاف"، بحسب الخارجية الأميركية، وأضافت "أنها محاولة لصرف الانتباه عن عدم احترام (إيران) التزاماتها حيال الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
أما لندن فقد عابت اختيار عدد محدود من المواقع وقالت إنه "من المستبعد أن تقدم مثل هذه الزيارة الضمانات التي يحتاجها المجتمع الدولي".
" دبلوماسي غربي بدلا من الرد على تساؤلات الوكالة والسماح لمفتشيها بالوصول إلى أشخاص وخطط ومنشآت تقوم إيران بدعوة مبعوثي دول لدى الوكالة ليأتوا وليقوموا بمهمة التحقق التي يجب أن تقوم بها الوكالة " |
ردود منتقدة
على علاقة بنفس الموضوع، قال دبلوماسي أوروبي أمس في العاصمة النمساوية فيينا إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا سوف ترفض زيارة المواقع النووية إذا ما وجهت لها الدعوة.
وأضاف الدبلوماسي الأوروبي "زيارة المواقع ليست دور السفراء" مضيفا أن "الهدف هو تحسين التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وليس مع السفراء" في إشارة إلى رفض إيران السماح لمفتشي الوكالة الدولية بزيارة مواقع بعينها.
أما المجر -وهي إحدى الدول التي تلقت الدعوة من إيران بصفتها الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي- فقالت إنها ستتشاور مع المفوضية الأوروبية بشأن هذه الدعوة.
وعلقت فرنسا –التي لم توجه لها الدعوة- على الموضوع بالقول إنه يعود للوكالة الذرية أن تجري عمليات التفتيش في المواقع الإيرانية.
وفي تعليقه على هذه التطورات، قال دبلوماسي غربي -طلب عدم نشر اسمه- إن إيران تقوض سلطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصفتها الجهة المكلفة بالتأكد من أن الدول لا تحول مواد نووية للاستخدام في أغراض عسكرية.
وأضاف الدبلوماسي "بدلا من الرد على تساؤلات الوكالة والسماح لمفتشيها بالوصول إلى أشخاص وخطط ومنشآت، تقوم إيران بدعوة مبعوثي دول لدى الوكالة ليأتوا وليقوموا بمهمة التحقق التي يجب أن تقوم بها الوكالة".
ردود إيجابية
وضمن الردود الإيجابية، أكدت مصر رسميا أنها ستقبل الدعوة الإيرانية التي وجهت لها نيابة عن حركة عدم الانحياز إضافة إلى دعوة مسؤول من الجامعة العربية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي إن بلاده ستشارك في الزيارة بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وأكدت الصين الثلاثاء أنها مدعوة مع دول أخرى لزيارة مواقع نووية في إيران، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بكين هونغ لي "إن الصين تلقت الدعوة من إيران وستواصل اتصالاتها مع طهران بهذا الخصوص".

برنامج الزيارة
في الجهة المقابلة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست أن السفراء الذين وجهت لهم الدعوة "ربما يزورون إيران وبعض المنشآت النووية" يومي 15 و16 يناير/كانون الثاني الجاري.
وأضاف مهمانبراست خلال مؤتمر صحفي أن الدعوة "أظهرت مرة أخرى حسن نية بلادنا فيما يتعلق بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأنشطة النووية السلمية لإيران".
بدوره قال مبعوث إيران إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية إن "الخطة هي أن يتوجه السفراء إلى منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم ومفاعل أراك الذي يعمل بالماء الثقيل".
وأشار إلى أن "السفراء مدعوون لزيارة مواقعنا النووية، خاصة في نطنز وأراك، وهذا يتماشى مع سياستنا النووية الشفافة" مضيفا أنه سيجري أيضا تنظيم اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين كبار.
يشار إلى أن القوى الكبرى تطلب من إيران وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي تشتبه في أنه ستار لمساعي صنع سلاح نووي، فيما تقول طهران إن برنامجها للأبحاث النووية مخصص فقط للأغراض السلمية.