شجرة لكل شهيد بغزة

5/1/2011
أحمد فياض-غزة
في سابقة هي الأولى في قطاع غزة، أطلقت سلطة جودة البيئة بالتعاون مع وزارتي الزراعة والعمل، حملة لزراعة شجرة أمام منزل كل شهيد تخليدا لذكراه، وتشجيعا لزيادة رقعة الغطاء النباتي.
وتتزامن الحملة التي تحمل عنوان "نحو بيئة خضراء وفاء للشهداء" مع الذكرى الثانية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي جرفت خلالها قوات الاحتلال مساحات كبيرة من الأشجار المثمرة والأراضي الزراعية.
ويهدف المشروع الممول من مؤسسة الرحمة العالمية للإغاثة والتنمية الكويتية إلى تحسين جودة البيئة في غزة ومحاربة ظاهرة تجريف الأراضي وزيادة إنتاج محصولي البلح والزيتون.
ويقول رئيس سلطة جودة البيئة يوسف إبراهيم إن الحملة تأتي تخليد لأرواح الشهداء الذين قضوا نحبهم خلال الاعتداءات الإسرائيلية على مدار التاريخ من أجل القضية الفلسطينية.
وأوضح أن سبب اختيار أشجار النخيل والزيتون لما تحمله هاتين الشجرتين من دلالات في الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالقضية الفلسطينية.
مائة ألف شجرة
وبيّن إبراهيم للجزيرة نت أن المشروع الذي سيستمر لمدة عام سيشمل كافة محافظات القطاع، وسينتهي بزراعة قرابة مائة ألف شجرة، عشرة آلاف منها للشهداء وباقي الأشجار ستزرع داخل المؤسسات التعليمية والحكومية.
وبيّن إبراهيم للجزيرة نت أن المشروع الذي سيستمر لمدة عام سيشمل كافة محافظات القطاع، وسينتهي بزراعة قرابة مائة ألف شجرة، عشرة آلاف منها للشهداء وباقي الأشجار ستزرع داخل المؤسسات التعليمية والحكومية.
إعلان
وقال "نستهدف في المقام الأول الأسر والمدارس والجامعات التي تخرّج منها الشهداء، عبر خلق أندية بيئية داخل تلك المؤسسات التعليمية من أجل الحث على رعاية أشجار النخيل والزيتون التي ستزرع داخل وخارج المدرسة والجامعة".
من جهته أشار يوسف سليم -وهو أحد المشرفين على المشروع- إلى أن وزارة الزراعة وفرت قرابة خمسة آلاف شجرة نخيل وزيتون للبدء في المرحلة الأولى من المشروع الذي يستهدف منطقة شمال قطاع غزة التي تعتبر أكثر المناطق تضررا على مستوى تجريف الأشجار وأكثرها ارتفاعا في عدد الشهداء.
وقال سليم للجزيرة نت إن هذه الحملة أقل ما يمكن تقديمه لأهالي الشهداء تجسيدا لذكرى أعزائهم، مضيفا أن المشروع في مسماه يحمل طابع الوفاء للشهداء ولكنه في نفس الوقت يحرص على الاهتمام بالبيئة.
" المشروع في مسماه يحمل طابع الوفاء للشهداء، ولكنه في نفس الوقت يحرص على الاهتمام بالبيئة " |
صدقة جارية
وأضاف "لقد أوصينا أهالي الشهداء بالاهتمام والعناية بالأشجار التي تمت زراعتها أمام منازلهم لتكون ثمارها في المستقبل بمثابة صدقة جارية عن روح الشهداء".
وذكر سليم أن اعتداءات الاحتلال -ومن ضمنها سياسة تجريف الأراضي والأشجار- لن تكسر عزيمة الشعب الفلسطيني، بل ستكون دافعا للوصول إلى حياة أجمل وبيئة أفضل.
من جانبه عبر حازم ناصر شقيق الشهيدين طارق ورامز ناصر اللذين استشهدا خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، عن ترحيبه بالحملة التي تخلد أرواح الشهداء، معتبرا أنها رسالة تحدٍّ للاحتلال الذي لا يكف عن تجريف الأشجار والأراضي الزراعية.
وحث ناصر في حديثه للجزيرة نت أسر الشهداء على تشجيع ودعم مثل هذه الحملات التي تذكر بالشهداء الذين ارتقوا من أجل نصرة القضية الفلسطينية.
وأضاف للجزيرة نت أنه يفتخر بتسمية الأشجار التي زرعت أمام منزله بأسماء أشقائه، مؤكدا أنه سيعمل على "العناية بها والمحافظة عليها لتكون رمزا للعزة وتخليدا لأرواحهم الطاهرة".
إعلان
المصدر : الجزيرة