حوار إسلاميي الأردن ومتقاعدي الجيش

مسيرة للاخوان المسلمين - ارشيف - إخوان الأردن يفصلون خمسة ترشحوا للانتخابات - محمد النجار – عمان

تشكل وفد الحركة الإسلامية للحوار من قيادات تمثل مختلف التيارات الداخلية (الجزيرة-أرشيف)

محمد النجار-عمان

يرصد مراقبون باهتمام الحراك الجديد وإعادة التموضع في هيكلية المعارضة الأردنية التي بدأت تنتقل من إطار لجنة تنسيق حزبية تجمع سبعة أحزاب قومية ويسارية مع الحركة الإسلامية، إلى مربع قد يقود لتحالف مستقبلي بين الإسلاميين والمتقاعدين العسكريين وحركات الاحتجاج الجديدة للمعلمين وعمال المياومة وغيرهم.

وتوقف أكثر من سياسي ومحلل عند قرار اتخذه المكتبان التنفيذيان لجماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي بتشكيل لجنة حوار مع اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين.

وجاء قرار الإسلاميين الذي اتخذ الأحد الماضي ليشكل وفق مراقبين علامة تحول في الشكل المقبل للمعارضة الأردنية تقود لإصدار شهادة وفاة للجنة تنسيق أحزاب المعارضة.

ومنذ عام 1993 أعلن عن إطار لجنة تنسيق أحزاب المعارضة لتضم لأول مرة في تاريخ البلاد حزب جبهة العمل الإسلامي مع أحزاب قومية ويسارية كان الإسلاميون يكفرون فكرها في سنوات سابقة، بينما كانت الأحزاب الأخرى تنظر لهم باعتبارهم "قوى رجعية".

وكشفت مصادر مطلعة للجزيرة نت عن لقاءات عقدها قياديون إسلاميون مع لجنة المتقاعدين التي تمثل الإطار غير الرسمي للعسكريين المتقاعدين، وأعلنت ولادتها سياسيا بقوة في بيان الأول من مايو/أيار 2010، والذي وجهوا فيه انتقادات لأسلوب إدارة المملكة، وتحدث عن تقييد صلاحيات الملك بالدستور وحدد ملامح للعلاقة الأردنية الفلسطينية.

وعقد اللقاء الأول بمبادرة من اللواء المتقاعد في الجيش موسى الحديد، والثاني استضافه القيادي الإسلامي أحمد الزرقان، فيما سيعقد لقاء ثالث الأسبوع القادم.

وتشكل وفد الحركة الإسلامية للحوار من قيادات تمثل مختلف التيارات الداخلية، ويضم زكي بني أرشيد ورحيل غرايبة ومراد العضايلة ونمر العساف ومحمد عقل.

وبنوع من الحذر تحدث أمين سر جماعة الإخوان المسلمين جميل أبو بكر عن أن اللقاء المقبل يندرج في إطار قرار الإخوان بالتحاور مع كل شرائح المجتمع الأردني.

وقال للجزيرة نت "لا نرفض لقاء أي طرف خاصة إذا كنا سنتحاور وفق برنامج وطني ومع جهة وطنية لها حضورها".

 واعتبر أبو بكر أن هناك تقاطعات في مواقف الطرفين مع وجود نقاط تحتاج للمزيد من الحوار.

ونفى أبو بكر أن يكون لدى الإسلاميين أي نية لتغيير حلفائهم بالمعارضة، وقال "لم يطرأ على تحالفاتنا أي تغيير".

نفى أبو بكر أن يكون لدى الإسلاميين أي نية لتغيير حلفائهم بالمعارضة (الجزيرة-أرشيف)
نفى أبو بكر أن يكون لدى الإسلاميين أي نية لتغيير حلفائهم بالمعارضة (الجزيرة-أرشيف)

وذهب أمين سر اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين سالم العيفان لتخفيف وطأة التركيز على لقاءاتهم بالإسلاميين، معتبرا أن اللقاءات تتم في إطار حوارات اللجنة مع مختلف شرائح المجتمع الأردني السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وقال للجزيرة نت إن اللقاءات السابقة معهم كان هدفها توضيح بعض ما ورد في بيان أيار والتحضيرات لعقد مؤتمر وطني يجمع كل من التقى مع المتقاعدين في البيان.

ولم يخف العيفان أهمية الحوار مع الإخوان المسلمين -أصحاب أكبر حزب منظم له تواجده على الساحة وامتداده في كافة شرائح المجتمع- لكنه استطرد بالقول "المتقاعدون عددهم 150 ألفا ولهم امتداد سياسي واجتماعي في كافة العشائر وباتوا رقما مهما في المعادلة السياسية رغم عمر تشكيلهم الزمني القصير".

ويرى المحلل السياسي عريب الرنتاوي لقاء الإسلاميين بالمتقاعدين "تطور مهم لأن حركة المتقاعدين حركة احتجاجية خرجت من رحم الشرائح الشرق أردنية، فيما الصبغة السياسية للإخوان هي أنهم أكثر تمثيلا للشرائح الفلسطينية".

وقال للجزيرة نت إن هذا الحوار يمثل اتجاها معاكسا لخط الاستقطاب الحاد الذي يشهده المجتمع.

ولم يخف الرنتاوي تخوفه على مستقبل الحوار، معتبرا أن الإخوان بحاجة له بعد حالة الانقسام الداخلي الذي عاشته الجماعة وقرار المقاطعة الذي سيبقيهم خارج البرلمان لأربع سنوات قادمة.

ووافق الرنتاوي على اعتبار كيان أحزاب المعارضة "ضعيف"، وقال إن اتجاه الإخوان نحو حركات الاحتجاج الجديدة قرار صحيح كونها باتت تمثل المعارضة الحقيقية في الشارع.

ولا يرى الرنتاوي أن حوار الإخوان والمتقاعدين العسكريين يعتبر اختراقا لخطوط حمر في نظر مؤسسات القرار العليا.

وقال "من يريد عملا سياسيا لا ينتظر إذنا من أحد، والخطوط وألوانها وهمية إلا في نظر من يصدقها".

وإضافة للحوار مع المتقاعدين العسكريين حاور الإسلاميون عمال المياومة، ودخلوا بمساندة قوية لمطالب تأسيس نقابة للمعلمين، وهو ما يعزز حضورهم بالشارع الذي تخشى السلطة من "اختطاف" الإسلاميين له، وفقا لمحلل سياسي بارز.

المصدر : الجزيرة

إعلان