حزب العمل يهدد بترك حكومة نتنياهو

هدد حزب العمل الإسرائيلي بأنه سينسحب من الحكومة إذا لم يحدث أي تقدم في عملية السلام، في حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه كان مستعدا لتجميد النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية لولا تراجع الإدارة الأميركية عن هذا المطلب في اللحظة الأخيرة.
وقال وزير البنية التحتية بنيامين بن اليعازر إن حزب العمل سيغادر الحكومة في أوائل مارس/آذار المقبل إذا بقيت عملية السلام عالقة.
من جانبه قال نتنياهو إن مسؤولين أميركيين من بينهم دينيس روس مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط سيصلون إلى المنطقة في وقت لاحق من هذا الأسبوع لتجديد جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
كما أعلن نتنياهو خلال لقائه أعضاء من حزب الليكود أنه سيجري محادثات في القاهرة الخميس المقبل مع الرئيس المصري حسني مبارك.
ملف الاستيطان
وفي وقت سابق قال نتنياهو خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست إنه وافق على الطلب الأميركي بتمديد تجميد الاستيطان لمدة ثلاثة أشهر غير أن الأميركيين هم من تراجعوا عن هذا المطلب في اللحظة الأخيرة، وذلك عقب اقتراح قدمه ببدء محادثات متواصلة ومباشرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حتى التوصل لاتفاق سلام.
وأوضح نتنياهو في جلسة استماع أمام لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي أن واشنطن التي طالبت في البداية بتمديد تجميد الاستيطان الذي استمر عشرة شهور تراجعت في النهاية عن مطلبها.
وقال "الحقيقة هي أننا كنا مستعدين للقيام بذلك، ونحن -على عكس ما قيل- لم نرفض تجميد الاستيطان، ولكن الأميركيين في النهاية قرروا أن لا يسلكوا ذلك السبيل، وهم محقون حسب رأيي".
وحمل نتنياهو الجانب الفلسطيني المسؤولية عن الجمود وعدم التقدم في المفاوضات المباشرة، مشيرا إلى أن إسرائيل قدمت الكثير ولم يقدم الفلسطينيون شيئا حسب تعبيره.
كما ألقى بالمسؤولية عن عدم انطلاق المفاوضات مع سوريا على دمشق التي قال إنها تريد الحصول على كل شيء قبل بدء هذه المفاوضات، مبديا مع ذلك استعداده للتفاوض معها.
وذهب نتنياهو أبعد من ذلك في تبرئة نفسه وإلقاء التهم على الآخرين، فحمل تركيا مسؤولية التدهور في علاقاتها مع إسرائيل، وقال إن ترميم تلك العلاقات جار الآن.
وقال نتنياهو إن إسرائيل ستواصل بناء الجدار الفاصل بينها وبين مصر، بل ربما تبني جدارا آخر على حدودها مع الأردن لمنع ما سماه التسلل.
أما عن لبنان فقال إن إسرائيل لا علاقة لها بما يجري فيه، وأكد أنها ليست طرفا في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ولكنها معنية بما يمكن أن يؤثر على حدودها الشمالية.
اقتراح
وكان نتنياهو قد اقترح على الرئيس الفلسطيني محمود عباس إجراء محادثات متواصلة حتى التوصل لاتفاق سلام، وعدم التركيز على تجميد الاستيطان.
ودعا نتنياهو في تصريحات له أمس الفلسطينيين إلى التحول عن تركيزهم على موضوع الاستيطان، والعمل بدلا من ذلك على القضايا الأوسع نطاقا اللازمة للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي.
وأعرب نتنياهو عن استعداده للجلوس مع عباس في محادثات متواصلة ومباشرة حتى انطلاق الدخان الأبيض، في إشارة إلى لون الدخان الذي يطلقه الفاتيكان لإعلان البابا الجديد، وقال "إذا وافق أبو مازن على اقتراحي بمناقشة مباشرة لجميع القضايا الجوهرية، فسنعرف بسرعة هل نستطيع التوصل لاتفاق".
ولم يذكر نتنياهو تفاصيل أخرى، لكن اقتراحه بني على فكرة أن كل القضايا العالقة ستوضع على الطاولة خلافا لمطالب السلطة الفلسطينية بتجميد الاستيطان والاتفاق العام بشأن الحدود قبل استئناف المفاوضات.
إعلان فارغ

وفي تعليقه على دعوة نتنياهو، اعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن عرض نتنياهو وصل إلى أكثر قليلا من مجرد "إعلان فارغ". ودعاه إلى توضيح رؤيته للسلام، وتحديدا الالتزام بالانسحاب شبه الكامل من الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وقال عريقات إنه خلال أسابيع المحادثات المباشرة الثلاثة في سبتمبر/ أيلول الماضي لم يقدم نتنياهو أي مقترحات تتعلق بالترتيبات المستقبلية بين إسرائيل وفلسطين، مضيفا "لقد حان الوقت بالنسبة له لتقديم رؤيته للسلام ودولتين على أساس حدود 1967، مع التعديلات المتفق عليها".
من جهته قال المفاوض الإسرائيلي السابق يوسي بيلين إن بنيامين نتنياهو لا يملك خطة سلام، لذلك فإن "مثل هذه الدعوة (لإجراء محادثات دون توقف) جوفاء"، مشيرا إلى أن نتنياهو "بعيد جدا" عن مطالب القيادة الفلسطينية.
وقال المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية إيتان بنتسور إن المحادثات المباشرة قد تعطي عملية التفاوض بداية جديدة، ولكن من غير المرجح الاتفاق على جميع الخلافات العميقة في هذه المرحلة، لافتا إلى أنهم "سيواجهون قريبا جدا القضايا الجوهرية التي يتعين التغلب عليها".
وكانت محادثات السلام المباشرة قد استؤنفت بوساطة من الإدارة الأميركية في سبتمبر/ أيلول الماضي بعد توقفها أكثر من عام، إلا أنها توقفت من جديد بعد أسابيع من إطلاقها بسبب رفض إسرائيل تمديد قرار تجميد بناء المستوطنات في الضفة والقدس.
وترفض السلطة الفلسطينية العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل قبل تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس.