مصر.. سيناريوات الغضب

31/1/2011
أشرف أصلان-الدوحة
فاجأت أيام الغضب المصرية الجميع تقريبا في داخل مصر وخارجها, وأربكت حسابات الساسة والمحللين وصناع القرار, إلى درجة بات معها التنبؤ بالمستقبل شكلا من أشكال التخمين, في ظل ظرف دولي وإقليمي أخذه المشهد الراهن, وأصبح الموقف من نظام الرئيس حسني مبارك موضعا لعلامات استفهام متزايدة.
تبدو في أغلب الصورة مشاهد لأعداد متزايدة من المصريين يصرون على تنحية مبارك, وفي الجانب الآخر تقف قوات الجيش وقد تجد نفسها في لحظة من اللحظات مضطرة للمواجهة.
الصدام المحتمل
ويبدو احتمال الصدام بين الشعب والجيش كابوسا لا يريد أحد من المصريين التفكير به, رغم أن تطورات الأوضاع قد تؤدي لذلك. فالجيش الذي يلقى ترحيبا من الشارع حتى الآن, بات عليه حفظ الأمن وفرض حظر التجول, على الأقل بعد انسحاب مريب للشرطة من كافة مواقعها فاتحة الباب لأعمال سلب ونهب غير مسبوقة تكاد تصرف الأنظار عن ميدان التحرير وسط القاهرة, وبقية المحافظات الملتهبة.
ويبدو احتمال الصدام بين الشعب والجيش كابوسا لا يريد أحد من المصريين التفكير به, رغم أن تطورات الأوضاع قد تؤدي لذلك. فالجيش الذي يلقى ترحيبا من الشارع حتى الآن, بات عليه حفظ الأمن وفرض حظر التجول, على الأقل بعد انسحاب مريب للشرطة من كافة مواقعها فاتحة الباب لأعمال سلب ونهب غير مسبوقة تكاد تصرف الأنظار عن ميدان التحرير وسط القاهرة, وبقية المحافظات الملتهبة.

وفي محاولة لتجنب الصدام مع الجيش, يتجه المتظاهرون لتأكيد استمرار التظاهر السلمي, لكن هذه الآلية تتجه لاستنفاد أغراضها, بعد أن أوصلت رسالتها ولا مجيب حتى اللحظة, في ظل إصرار مبارك على البقاء.
يبدو السيناريو التالي إذن برأي ناشطين هو الدعوة لعصيان مدني شامل, حتى يتنحي مبارك.
إعلان
أجندة أميركية
على جانب آخر, تبدو الولايات المتحدة وقد فاجأها تحرك المصريين على النحو الراهن في حالة ارتباك, بسبب ارتباط مصالحها بنظام الرئيس مبارك. وهنا يتوقع محللون أن يكون تعيين مدير المخابرات عمر سليمان نائبا للرئيس وقائد الجوية السابق أحمد شفيق رئيسا للحكومة جزءا من سيناريو أعدته واشنطن لترتيب ما كشفت عنه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بشأن "انتقال سلس للسلطة".
على جانب آخر, تبدو الولايات المتحدة وقد فاجأها تحرك المصريين على النحو الراهن في حالة ارتباك, بسبب ارتباط مصالحها بنظام الرئيس مبارك. وهنا يتوقع محللون أن يكون تعيين مدير المخابرات عمر سليمان نائبا للرئيس وقائد الجوية السابق أحمد شفيق رئيسا للحكومة جزءا من سيناريو أعدته واشنطن لترتيب ما كشفت عنه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بشأن "انتقال سلس للسلطة".
وترتبط التحركات الأميركية على هذا الصعيد بمصالح حليفتها إسرائيل التي تحبذ استمرار نظام مبارك, حتى لو رحل الرئيس, وهو الأمر الذي يتوفر فيما يسمى بحكومة الجنرالات عمر سليمان وأحمد شفيق.
أجندة الشارع
وبعيدا عن الأجندة الأميركية والمخاوف الإسرائيلية, يبدو اهتمام الشارع منصبا على ملفات داخلية أساسية, أغلق أحدها تقريبا، وهو توريث الحكم لجمال نجل الرئيس مبارك.
وبعيدا عن الأجندة الأميركية والمخاوف الإسرائيلية, يبدو اهتمام الشارع منصبا على ملفات داخلية أساسية, أغلق أحدها تقريبا، وهو توريث الحكم لجمال نجل الرئيس مبارك.
هناك أيضا ملفات لا يملك أحد في مصر عصا سحرية لحلها على الفور, في مقدمتها البطالة وأوضاع المعيشة الصعبة, الأمر الذي يتطلب برنامجا عاجلا بسقف زمني واضح ومحدد.

ورغم رفض الشارع اللافت لتعيين سليمان نائبا للرئيس, فإن خلو منصب الرئيس المحتمل قد يفتح الباب أمام إصلاحات وإجراءات تنزع فتيل التوتر, مثل حل مجلس الشعب وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وتشكيل جمعية تأسيسية تتولى صياغة دستور جديد يحدد على الأقل مدد الرئاسة بمدتين فقط.
تحقيق مثل هذه المطالب بسقف زمني واضح للجماهير قد يدفع إلى مرحلة من الهدوء, قد تظل مصر معها عرضة لمزيد من التقلبات, حيث تتكاثر عليها أجندات الداخل والخارج في نفس الوقت, خاصة أن الاحتجاجات انطلقت متجاوزة القوى السياسية المصرية من أحزاب وجماعات, وهو الأمر الذي يضع علامات استفهام حول مستقبل تلك القوى في مرحلة ما بعد مبارك.
إعلان
ساعة الرحيل
ولا تبدو ساعة الرحيل وشيكة للرئيس مبارك, الذي يصر على الدفع بالجيش بديلا لقوات الشرطة, التي يعتقد البعض أن انسحابها كان بأوامر عليا لفرض الأمر الواقع على الناس, إما القبول بالفوضى والانفلات الأمني, أو العودة للاستقرار في ظل مبارك.
ولا تبدو ساعة الرحيل وشيكة للرئيس مبارك, الذي يصر على الدفع بالجيش بديلا لقوات الشرطة, التي يعتقد البعض أن انسحابها كان بأوامر عليا لفرض الأمر الواقع على الناس, إما القبول بالفوضى والانفلات الأمني, أو العودة للاستقرار في ظل مبارك.
المصدر : الجزيرة