ليلة مع لجنة الدفاع الشعبي بالقاهرة

خاص-الجزيرة نت
ليلة لن تنسى في تاريخ مصر بل لن ينساها عشرات الملايين على أرضها، فبعد اختفاء الشرطة وعدم استكمال انتشار الجيش داخل المدن والأحياء ومع هروب السجناء من الأقسام والسجون المحروقة أو المنهارة ظهرت عمليات سلب ونهب في بعض المناطق لا سيما في القاهرة، فتنادى الشبان والشيب في مشهد مذهل ومبهج رغم حجم الهلع للدفاع عن أرواحهم وأهاليهم وأموالهم.
فبعد صلاة عصر أمس السبت وفي منطقة حدائق القبة تنادى الأهالي للاجتماع بعد صلاة المغرب لحماية المنطقة إثر تواتر الأنباء عن الانهيار الأمني المتواصل وعمليات السلب والنهب، ومهاجمة اللصوص لشارع مصر والسودان المجاور.
لبى الشيوخ قبل الشباب نداء التجمع خاصة بعد استخدام مكبرات الصوت في المساجد لاستدعاء الرجال من المنازل مسلمين ومسيحيين، فتجمعت حشود غير متوقعة بعضهم يحمل أسلحة مرخصة وآخرون يحملون عصيا وقضبانا حديدية أو أسلحة بيضاء، في حين أعد بعض الشباب ما يعرف بقنابل المولوتوف.
انطلقت الجموع إلى مفارق الطرق لإقامة المتاريس ونقاط التفتيش في الشوارع، وبدأ توزيع الأدوار لمراقبة السيارات والدراجات النارية وتفتيشها، خاصة بعد ورود أنباء عن أن الدراجات تجوب بعض المناطق لاستكشاف المكشوفة منها لمهاجتمها.
في الساعة الرابعة فجرا، هاجمت سيارة بيضاء تنطلق بسرعة إحدى نقاط الدفاع الشعبي واخترقتها رغم مطاردة الشباب لها حتى وقعت في كمين للجيش بالميدان القريب من قصر الرئاسة في حدائق القبة.
كان التحام الشيوخ في العقد الثامن من العمر وجيل الوسط في العقدين الرابع والخامس مع جيل الشباب من سن 16 فما فوق رائعا أحيا الأمل في قلوب الجميع بأن أهل مصر على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة.
وأكد عدد من هؤلاء في هذه الليلة الطويلة التي انتهت في السادسة بتوقيت غرينتش أن الفجر الجديد الذي تنتظره مصر لاستقبال عهد الحريات والعدالة هو الذي يتناسب مع شعب رفع سقفا من المطالب، ولن يتنازل عن ذلك بعد أن قدم تضحيات حقيقية بل ومستعد لتقديم المزيد منها حتى يقطف الثمرة المرجوة.