فوضى عارمة سادت سجون تونس

25/1/2011
توازيا مع الثورة التي أطاحت بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي يوم 14 يناير/كانون الثاني الجاري، شهد عدد من سجون البلاد حالات تمرد وفرار جماعي شبهها أحد السجناء الفارين في لقاء مع الجزيرة نت بحرب عصابات تسببت في سقوط عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى.
وقد تضاربت الروايات بشأن أسباب "ثورة المساجين" بين قائل إنها من تدبير النظام السابق لإدخال البلبلة والفوضى في البلاد، ومعتبر أنها تحرك عادي أقدم عليه السجناء عندما تلقوا خبر سقوط بن علي فاستغلوا حالة الانفلات الأمني للفرار، خاصة المحكوم عليهم بمدد طويلة.
حامد (23 عاما) أحد الفارين من سجن برج العامري بالعاصمة التونسية، روى للجزيرة نت ملابسات التمرد الذي انتهى بفرار المساجين ومقتل وجرح العشرات، وذلك مباشرة بعد سماعهم خبر هروب بن علي وما أعقبه من فوضى عارمة وعمليات سلب ونهب وترويع للناس عمت سائر المدن.

وقال حامد -الذي كان بحالة إيقاف منذ أربعة أشهر- إن المساجين بدؤوا يطالبون بإطلاق سراحهم للالتحاق بمنازلهم وحماية عائلاتهم وذويهم، مشيرا إلى أن تبادلا لإطلاق النار كان يسمع من حين لآخر خارج السجن, رجح أن يكون بين حراسه ومليشيات حاولت اقتحامه.
وأضاف محدثنا أن حراس السجن عمدوا رغم هذه الأوضاع إلى حجزهم في غرفهم وتمديد تجويعهم يوما ثالثا، كما قاموا بتسريب غازات سامة عبر مجاري التطهير بهدف إضعافهم والسيطرة على تمردهم.
إعلان
إضرام النار
وأوضح الشاب الذي قال إن قضية مخدرات لفقت ضده بسبب نشاطه السياسي والنقابي، أن بعض المساجين في تلك الليلة أضرموا النار في بعض أجنحة السجن، في محاولة أخيرة لإجبار الحراس على فتح الأبواب، وهو ما تم فعلا بعد وقت قصير عندما طلبوا منهم المغادرة لصدور عفو شامل.
وأوضح الشاب الذي قال إن قضية مخدرات لفقت ضده بسبب نشاطه السياسي والنقابي، أن بعض المساجين في تلك الليلة أضرموا النار في بعض أجنحة السجن، في محاولة أخيرة لإجبار الحراس على فتح الأبواب، وهو ما تم فعلا بعد وقت قصير عندما طلبوا منهم المغادرة لصدور عفو شامل.
لكنه قال إنه اكتشف لدى خروجه أن قوات الجيش هي التي طوقت السجن وفتحت أبوابه وأمرت بإطلاق المساجين حفاظا على أرواحهم، لكن حرس السجن أطلقوا رغم ذلك الرصاص على السجناء وقتلوا وجرحوا عددا منهم، بينما تمكن نحو ثلاثة آلاف من نزلاء السجن من الهروب.
ولم يكن سجن برج العامري الوحيد الذي شهد هذه الظروف، فقد لقي العشرات حتفهم وفر المئات من سجون مرناق بالعاصمة وبرج الرومي ببنزرت شمالا والمنستير والمهدية بالوسط الشرقي، والقصرين بالوسط الغربي وقفصة بالجنوب الغربي.

اغتصاب وفوضى
وأضاف محدثنا -الذي فضل عدم ذكر اسمه- أن المساجين المحكومين بمدد طويلة كانوا يهددون البقية بالأسلحة البيضاء للمشاركة في العصيان والتمرد وإضرام النيران في أجنحة السجن التي نجحوا في الوصول إليها بعدما أحدثوا ثقوبا كبيرة في حيطانها بواسطة أجهزة إطفاء الحرائق.
وتابع الشاب (30 عاما) الذي قال بدوره إن تهما بالسرقة وتعاطي المخدرات لفقت ضده لتبرئة أشخاص آخرين، أنه لولا تدخل الجيش وسيطرته على الأوضاع لكان عدد القتلى بالمئات لأن الحراس كانوا يطلقون الرصاص بشكل عشوائي.
وعن مصير السجناء الفارين من الناحية القانونية، قال المحامي رمزي الجبابلي إن وزارة العدل أصدرت بلاغا تطالبهم فيه بتسوية وضعياتهم في أقرب وقت.
إعلان
المصدر : الجزيرة