رفع المتظاهرون لافتات تطالب حكومة المستشارة أنجيلا ميركل بإجراء إصلاح جذري عاجل بمجالي الإنتاج الزراعي والحيواني (الجزيرة نت)
خالد شمت-برلين
شارك عشرات الآلاف في مظاهرة جرت بعد ظهر أمس في العاصمة الألمانية برلين مطالبين بوقف استخدام الجينات الوراثية في المجالين الزراعي والحيواني، داعين الحكومة لدعم الفلاحين بدلا من مساعدة الشركات الزراعية الخاصة المتهمة بفضيحة تلوث كميات كبيرة من البيض واللحوم بمادة الديوكسين المسببة للسرطان.
وحملت هذه المظاهرة عنوان "فاض الكيل" ودعا إليها اتحاد من 120 اتحادا للفلاحين وجمعيات حماية المستهلك والبيئة والرفق بالحيوان، وتقدم 70 جرارا لفلاحين من مدن مختلفة المظاهرة التي جابت المربع الحكومي ببرلين حيث دائرة المستشارية ومقر البرلمان "بوندستاغ" وعدد من الوزارات.
وتزامنت المظاهرة مع مؤتمر زراعي شارك فيه عدد كبير من وزراء الزراعة بدول مختلفة، ضمن فعاليات الأسبوع الأخضر ببرلين الذي يعد أكبر معرض للمنتجات الزراعية والحيوانية في العالم.
محاسبة ورقابة ورفع المتظاهرون لافتات تطالب حكومة المستشارة أنجيلا ميركل بإجراء إصلاح جذري عاجل في مجالي الإنتاج الزراعي والحيواني بألمانيا والاتحاد الأوروبي، ووضع نهاية لما أسموه " تصنيع الزراعة، وازدحام المزارع والمذابح بأعداد هائلة من الحيوانات المنتجة للحوم بشكل غير طبيعي".
إعلان
وشدد متحدثون بمهرجان خطابي أقيم في ختام المظاهرة أمام بوابة براندنبورغ التاريخية، على أهمية المحاسبة الصارمة لشركات الأعلاف الحيوانية المتهمة بالضلوع في فضيحة الديوكسين، وفرض رقابة مشددة عليها لمنع تكرار تلوث المنتجات الحيوانية بالسميات والمواد المسرطنة.
ودعا رئيس الاتحاد الألماني لحماية البيئة هوبرت فايجا حكومة ميركل "لدعم الفلاحين والمزارعين بدلا من ضخ المليارات لمساعدة الشركات الزراعية الخاصة". واعتبر أن عدم إجراء إصلاح جذري عاجل في المجال الزراعي سيقود قريبا إلى فضيحة جديدة بالمواد الغذائية مماثلة لفضيحة الديوكسين.
وقالت رئيسة اتحاد الجمعيات الفلاحية الألمانية ماريا هويبوخ إن استمرار استخدام الهندسة الجينية في الإنتاج الزراعي والحيواني، وزج قطعان كبيرة من الحيوانات المنتجة للحوم في أماكن ضيقة بالحظائر والمذابح، سيتسبب في تداعيات خطيرة للفلاحين، ويؤدي لرفع مخاطر الإصابة بالسرطان بين المستهلكين.
ودعا توماس فيرناور من اتحاد المزارع العضوية -في تصريح للجزيرة نت- لاعتماد أي إصلاحات تجري في المجال الزراعي على التوسع في الزراعة العضوية، واتباع سياسة إنتاج زراعي بلا هندسة وراثية، وتحسين ظروف تربية الحيوانات المنتجة للحوم، وفرض رقابة صارمة على الشركات المنتجة للأعلاف الحيوانية.
واعتبر فيرناور أن شركات الأعلاف هي من تتحمل مسؤولية تلوث البيض والمنتجات الحيوانية الألمانية بكميات مرتفعة من الديوكسين المسبب للسرطان نافيا مسؤولية الفلاحين، مطالبا بإنشاء مواقع لتعريف المستهلكين بمخاطر المواد الغذائية الملوثة بالديوكسين على الصحة العامة.
فضيحة الديوكسين تزامنت المظاهرة مع مؤتمر زراعي شارك فيه وزراء زراعة من دول مختلفة (الجزيرة نت)
ومن جانبه توقع الحائز على جائزة نوبل البديلة ورئيس جمعية أصدقاء الأرض النيجيري ننيمو باسي أن يكون للسياسات الزراعية الأوروبية تداعيات وخيمة العواقب على الدول النامية، وأوضح للجزيرة نت أن شركات الإنتاج الزراعية والحيوانية الأوروبية تقوم سنويا بإتلاف 30% من إنتاجها للحفاظ على بقاء الأسعار عند وضع يحقق مصالحها.
وأضاف أن معظم سكان العالم يتطلعون لإستراتيجية أمن غذائي رفيقة بالبيئة، ويرفضون تصنيع الزراعة واستخدام الهندسة الجينية في الإنتاج الزراعي والحيواني، ويعارضون سياسة خفض أسعار المواد الغذائية لتحقيق منافسة تصديرية.
إعلان
وجاءت المظاهرة الداعية لإصلاح زراعي في ألمانيا بعد إعلان وزيرة الزراعة إلزا أيغنر عن خطة رقابية صارمة لمواجهة تداعيات فضيحة اكتشاف الديوكسين بنسب مرتفعة في كميات كبيرة من البيض ولحوم الدواجن والخنازير.
ويسبب الديوكسين السرطان ويضر بالجهاز التناسلي للجنسين كما يتلف الجهاز المناعي، وانتقلت هذه المادة السامة إلى المنتجات الحيوانية الألمانية عبر كميات من العلف الملوثة بالديوكسين قدرتها السلطات بـ150 ألف طن.
وذكرت هيئة حماية المستهلك في برلين أن السلطات منعت خمسة آلاف مزرعة للدواجن والخنازير في البلاد من التصرف في منتجاتها من البيض واللحوم إلا بعد التأكد من خلوها من الديوكسين.
وأشارت الهيئة إلى أن هذه الفضيحة سببت تراجعا حادا في استهلاك الألمان للبيض واللحوم، وإلحاق خسائر بملايين الفلاحين.