مظاهرات ضد "التجمع" في تونس

شهدت عدة أحياء في العاصمة التونسية ومدن أخرى لليوم الرابع على التوالي مظاهرات تطالب بإبعاد أركان النظام السابق من الحكومة الانتقالية في وقت عاشت فيه البلاد اليوم أجواء حداد عام ترحما على أرواح الذين سقطوا في مواجهات مع قوات الأمن أثناء الاحتجاجات العارمة التي أطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
ففي تونس العاصمة، تجمّع المئات أمام مقر وزارة الداخلية رافعين شعارات منها "الشعب يريد إسقاط الحكومة" و"السفاح في السعودية والحكومة هيّ هيّ" و"الرحيل الرحيل يا عصابة إسرائيل".
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإنهاء أي دور لـحزب التجمع الدستوري الديمقراطي -الذي كان حاكما- في الحياة السياسية.
وعن أهداف هذه التحركات الشعبية، قال أحد المتظاهرين "جئنا إلى هنا لإتمام هذه الثورة وتوجيهها إلى غايتنا المرجوة وبشكل خاص للتخلص من هذا الحزب الخطر".
وردد المحتجون في شارع محمد الخامس وسط العاصمة شعارات تطالب بالإطاحة ببقية "اللصوص" بعد الإطاحة ببن علي وزوجته حيث أحرق المحتجون شعار التجمع الدستوري الديمقراطي وحملوا لافتات تطالب برحيل الحكومة.

رفض "التجمع"
وتشارك في هذه المظاهرات اتجاهات سياسية تونسية في مقدمتها الاتحاد التونسي للشغل وسط إجراءات أمنية مشددة فيما حلقت مروحية للجيش فوق المتظاهرين.
وبالإضافة إلى تونس العاصمة وعدد من المدن الكبرى، نظمت بلدات تونسية اليوم لأول مرة منذ الإطاحة ببن علي احتجاجات تدعو إلى إزالة بقايا النظام السابق.
جذير ذكره أن حكومة الوحدة الوطنية التونسية قررت في أول اجتماع لها مساء أمس جملة من التدابير بينها العفو التشريعي العام والاعتراف بكل الحركات والأحزاب المحظورة، ومن بينها "حركة النهضة" الإسلامية.
وأعلن الناطق الرسمي باسم هذه الحكومة الطيب البكوش أنها صادقت على مشروع قانون للعفو التشريعي العام، وأوصت بإحالته إلى البرلمان للمصادقة عليه.
كما أقرت الحكومة استعادة الممتلكات العمومية التي استولى عليها "التجمع" وإنهاء تفرغ كوادره، وذلك في إطار فصل الدولة عن الحزب.

القرضاوي ينصح
وعلاقة بالموضوع، قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي إنه ينصح الشعب التونسي بالاستمرار في مسيرته حتى تتحقق جميع مطالبه.
وأضاف القرضاوي، خلال خطبة الجمعة في الدوحة، أن الحكومة التونسية الانتقالية ينبغي ألا تضم في صفوفها من سماهم كهنة الصنم، وأن يُكتب دستورٌ جديد للبلاد يُطـَلـق المبادئ التي بني عليها دستور تونس الحالي.
حداد عام
في هذه الأثناء، نُكّست الأعلام في البلاد، وبدأ التلفزيون الحكومي ببث آيات من القران الكريم في أول أيام الحداد العام الذي يستمر ثلاثة أيام ترحما على أرواح ضحايا الانتفاضة.
وبحسب ما أعلنته الحكومة، فقد قتل 78 تونسيا في الاحتجاجات التي عاشتها البلاد على مدار الأسابيع الأخيرة، لكن منظمات حقوقية قالت إن عدد القتلى تجاوز المائة.