نذر مواجهات عسكرية جنوب الصومال

عبد الرحمن سهل-طوبلي الصومالية
تشهد المنطقة الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين الصومال وكينيا تحركات عسكرية تنذر بوقوع مصادمات مسلحة بين مقاتلي حركة الشباب المجاهدين الصومالية ومقاتلين موالين للشيخ أحمد مدوبي الذي انشق عن الحزب الإسلامي قبل إعلانه زعيما لحركة رأس كمبوني الإسلامية في مايو/أيار 2010.
وعززت حركة الشباب المجاهدين قواتها بعشرات من مقاتليها مدعمين بعربات عسكرية في بلدة طوبلي الحدودية الإستراتيجية، إثر شروع مقاتلي أحمد مدوبي بتحركات عسكرية في قرية ديف الصومالية التي تبعد نحو90 كيلومترا عن بلدة طوبلي (شمال غرب).
وأكد قائد عسكري بارز من رأس كمبوني للجزيرة نت أن فترة الهدوء قد انتهت، وأنهم بصدد استعدادات عسكرية شاملة ضد حركة الشباب المجاهدين، مشيرا إلى أن ساعة الصفر قد اقتربت.
لغة الحرب
وأضاف "لن نوقف الهجمات والقتال ضد حركة الشباب ما دمنا على قيد الحياة، واللغة الوحيدة التي نستخدمها ضدها هي القتال والحرب".
وعلمت الجزيرة نت من مصادر موثوق بها ومقربة من معسكر رأس كمبوني أن الحركة استجمعت قواها من جديد، وتعافت من الضربات العسكرية التي وجهتها لها حركة الشباب المجاهدين عند اندلاع المواجهات الدامية بينهما في كيسمايو في أكتوبر/تشرين الأول 2009.
وكانت الاشتباكات المتقطعة قد توقفت بين الجانبين في الأشهر الخمسة الماضية نتيجة صعوبات لوجستية واجهت مقاتلي أحمد مدوبي جراء انشقاقهم عن الحزب الإسلامي الذي اختفى من الساحة الصومالية نهائيا.
وفي سياق آخر، قال قائد ميداني من حركة الشباب المجاهدين -امتنع عن ذكر اسمه للجزيرة نت- "نحن على كامل الاستعداد لمواجهة تحركات مليشيات أحمد مدوبي المرتدة في الشريط الحدودي".
وأشار إلى أنهم في حالة الدفاع عن مواقعهم العسكرية وعن البلدات الواقعة تحت سيطرتهم، وعبر عن ثقته بإنهاء الوجود العسكري لما سماها بمليشيات مدوبي.
واتهم القائد مقاتلي أحمد مدوبي بأنهم يستقوون بمن وصفهم بالقوات الصليبية المعادية للصومال، غير أن قيادات معسكر رأس كمبوني تنفي دوما الاتهامات الموجهة إليها من قبل حركة الشباب المجاهدين.
يشار إلى أن التحركات العسكرية في المنطقة الحدودية تتزامن مع تحركات الحكومة الانتقالية في أكثر من جبهة في جنوب الصومال والعاصمة مقديشو.
وذكر رئيس الوزراء الصومالي محمد عبد الله فرماجو أن 8000 جندي سيشاركون في الحملة العسكرية الوشيكة لتقويض قدرة حركة الشباب ومجموعات القاعدة الأخرى، على حد وصفه.
غير أن حركة الشباب المجاهدين أجهضت تحركات عسكرية مماثلة نهاية العام المنصرم.
عصابات مسلحة
وفي شأن آخر قال والي بلدة طوبلي الصومالية الشيخ أوبو سعد في تصريحات للجزيرة نت إن "مجموعات مسلحة تنشط من داخل الأراضي الكينية وقرب بلدة طوبلي، وتنفذ اعتداءات وحشية على المسافرين وتنهب أموالهم، وتقتلهم أحيانا".
وأكد مقتل مواطن صومالي عمره 16 عاما وإصابة امرأتين في هجوم مسلح نفذته تلك العصابات المسلحة الثلاثاء الماضي.
وقال أوبو سعد إن "الحكومة الكينية هي المسؤولة عن حماية المسافرين وممتلكاتهم، إذ إن أحداث النهب والقتل تقع داخل أراضيها"، وذكر أن العصابات المسلحة تنحدر من أصول صومالية، وأنها معروفة لديهم بالأسماء، وأنهم يقيمون في القرى الواقعة داخل الأراضي الكينية.
ورغم إغلاق الحكومة الكينية حدودها مع الصومال فإن تنقلات اللاجئين من كينيا وإليها لم تتوقف حتى الآن، مما يجعلهم عرضة من حين لآخر لهجمات المسلحين وفق روايات أهالي بلدة طوبلي الحدودية.
تأتي هذه الأحداث وهذه التحركات العسكرية في وقت يواجه فيه 2.5 مليون صومالي مصيرا مجهولا، إذ يعيشون على مشارف المجاعة جراء الجفاف الذي ضرب جنوب الصومال ووسطه، في غياب كامل لدور الهيئات الدولية العاملة في المجال الإغاثي والإنساني.