مفارقات علوش وريفي اللبنانية

صورة للواء ريفي في منطقة باب التبانة بطرابلس

لبنانيون عبروا عن حبهم للواء ريفي فعلقوا صورته في شوارع طرابلس (الجزيرة نت)


محمد العلي-طرابلس
 
نائب سابق يدلي بتصريحاته السياسية انطلاقا من قسم الطوارئ في أحد المستشفيات، ورجل أمن يشهر أبناء مدينته حبهم له فيعلقون صوره لا على جدران بيوتهم, بل على الواجهات المطلة على الشوارع الرئيسية.
 
تلك هي أبرز المفارقات التي تحدث هذه الأيام في مدينة طرابلس الواقعة شمالي لبنان على هامش الأزمة السياسية التي تشهدها بلاد الأرز منذ أقل من أسبوع, والتي تلت سقوط حكومة الوحدة الوطنية جراء استقالة جماعية قدمها وزراء فريق 8 آذار.
 
النائب السابق هو مصطفى علوش، وهو ينتمي إلى تيار المستقبل الذي يترأسه سعد الحريري ويشغل حاليا منصب المنسق في منطقة شمال لبنان، وهو أيضا عضو في تكتل 14 آذار الذي يمثل تيار المستقبل نواتها الصلبة.
 
وقد ظهرت تلك المفارقة والمفاجأة المواكبة لها بعد تحديد موعد لموفد الجزيرة نت لإجراء مقابلة مع علوش المتخرج من إحدى الجامعات الأميركية والمعروف بانتقاداته لحزب الله.
 
فعوضا عن أخذ تصريح من النائب الخمسيني في منزله أو مكتب التيار الذي ينتمي إليه, تم تحديد الموعد –كسبا للوقت ربما- في مستشفى النيني الذي يعمل فيه علوش طبيبا جراحا.
 
وعند وصول الموفد والمصور, كان ملفتا للنظر أن سيارة دفع رباعي من طراز تويوتا لاند كروزر تحمل الجهاز المعروف بـ"أس أن جي" للبث الفضائي رابضة في باحة المستشفى من جهة مدخل الطوارئ.
 
وبعد اجتياز الممرات الموصلة إلى حيث يقع مكتب علوش برفقة أحد حراسه المتواجدين في الخارج كانت أجواء المستشفى وقسم الطوارئ فيه حاضرة بكل تفاصيلها: أقرباء المرضى في الباحة, وممرضات, وإداريون, وعمال صيانة, وأجهزة ضخمة لغسيل أغطية الأسرة وتعقيمها.
 
لكن المفاجأة كانت بوجود كاميرا تلفزيونية تحمل شارة فضائية "أم بي سي" منصوبة بمواجهة مكتب علوش مباشرة بانتظار ما قال النائب نفسه عند سؤاله عن الأمر إنه مشاركة في تعليق سياسي ضمن نشرة إخبارية.

ولم ينته مسلسل الطرائف عند هذه الواقعة المتصلة بعلوش الموصوف بالكفاءة المهنية. فقد أكد صحفي عارف بشؤون المدينة أن مالك المستشفى هو عضو قيادي في تيار المردة الذي يمثل جزءا من المعارضة التي تخاصم التيار الذي ينتمي إليه علوش، مما يدل على أن عمل شخصية عامة لبنانية في إطار مؤسسة مملوكة من خصمه السياسي لا يفسد للود قضية.

صورة اللواء ريفي تتوسط صورة الراحل الحريري وابنه سعد (الجزيرة نت)
صورة اللواء ريفي تتوسط صورة الراحل الحريري وابنه سعد (الجزيرة نت)

محبة وتقدير

وفي مفارقة طرابلسية أخرى، علق بعض تجار المدينة وأسرها المعروفة صورة المدير العام لجهاز الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي على واجهات بعض مباني المدينة التي ينحدر منها. وأضافوا إليها عبارات الترحيب والمحبة لقائد الجهاز المعروف محليا بالدرك.
 
وصورة ريفي كانت تعلق في بعض المواضع إلى جانب صورة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ووالده الذي اغتيل عام 2005، مما يوحي بعلاقة الرجل بآل الحريري وما يمثلون سياسيا ومذهبيا, وكذلك علاقة رافعي الصور بالشخصيات الثلاث.
 
لكن ما فات رافعي صورة ريفي على الأرجح أنه يختلف عن الراحل رفيق الحريري وابنه سعد في أنه موظف دولة ما زال على رأس عمله.
 
ومن المفترض بموظف عمومي بهذا الوزن أن يكون محايدا في العلن على الأقل, وأن لا ينسب إلى تيار أو حزب سياسي بصورة علنية, سواء كانت نيات رافعي الصورة سيئة أو حسنة. وهي حسنة على الأرجح.
المصدر : الجزيرة

إعلان