حزب البشير يجدد دعمه لنتيجة الاستفتاء

جدد الحزب الحاكم في السودان استعداده لقبول انفصال الجنوب إذا صوت الناخبون لصالح ذلك في استفتاء تقرير المصير المتواصل منذ الأحد الماضي. وجاء هذا الموقف بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة أنها سترفع السودان من قائمة "راعية الإرهاب" في حال قبوله بنتيجة الاستفتاء.
وأثناء زيارة قام بها للجنوب قبل يوم من انتهاء التصويت، قال أمين العلاقات السياسية في حزب المؤتمر الوطني إبراهيم غندور "نحن في الحزب الحاكم سنقبل بنتيجة الاستفتاء ونتطلع إلى علاقات أخوية مع الدولة الوليدة في الجنوب".
وأشار إلى أن الرئيس عمر حسن البشير ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير-وهو أيضا زعيم الحركة الشعبية لتحرير الجنوب ونائب رئيس الجمهورية- اتفقا على الالتقاء في الخرطوم في الأيام القادمة لمناقشة مرحلة ما بعد الاستفتاء.
ومن جهة أخرى، أشاد غندور بسير عملية الاستفتاء، وقال "التصويت جار بطريقة سلسلة ومقبولة"، مشيرا إلى أنه من السهل الاستنتاج أن الجنوب ذاهب نحو الانفصال.

يذكر أن مفوضية استفتاء جنوب السودان أكدت منذ أيام أن نسبة المشاركة بلغت 60%، وهي النسبة المطلوبة لاعتماد نتائجه. علما بأن النتائج الأولية يتوقع إعلانها أوائل فبراير/شباط المقبل، على أن تعلن النتائج الرسمية بعد أسبوعين.
وجاء تصريح المسؤول في الحزب الحاكم بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة عبر مبعوثها الخاص في السودان سكوت غريشن تمسكها برفع الخرطوم من قائمة الدول التي تعدها الولايات المتحدة "راعية للإرهاب" بحلول يوليو/تموز المقبل، إذا قبلت نتيجة استفتاء حق تقرير المصير للجنوب.
وقال سكوت غريشن الجمعة إن العرض ما زال قائما، وأضاف للصحفيين في الخرطوم "قلنا لكل من الشمال والجنوب إن الاستفتاء إذا سار بسلاسة فإن الرئيس أوباما سوف يبادر بهذه الخطوات"، مشيرا إلى أن هذه الخطوات قد تستغرق بعض الوقت.
دعم إسرائيلي
من جهة أخرى، كشفت صحيفة جويش كرونيكل من لندن أمس الجمعة أن الحركات المسيحية المسلحة في جنوب السودان حصلت على دعم سري من إسرائيل في الحرب ضد حكومة الخرطوم.
وقالت الصحيفة إن الإعلان عن انفصال جنوب السودان بموجب الاستفتاء الجاري حاليا ستكون له تأثيرات بارزة على مصالح إسرائيل في أفريقيا، حيث من المتوقع أن تترجم هذه العلاقة إلى روابط دبلوماسية رسمية في المستقبل القريب.
" |
وأضافت أن المسؤولين الإسرائيليين التزموا الصمت حيال القضية السودانية، مشيرة إلى ما سمتها مؤشرات ظهرت أخيرا تفيد بوجود تعاون قائم بين الجانبين أعادت إسرائيل بموجبه 150 لاجئا سودانيا كانوا يعيشون على أراضيها إلى جنوب السودان طوعيا.
وقالت الصحيفة إن هذه الخطوة جاءت في إطار خطوة يمكن أن تقود إلى إعادة آلاف اللاجئين السودانيين الذين يعيشون دون إقامة رسمية في المدن الإسرائيلية.
ونسبت إلى سلفاكير ميارديت قوله "هناك علاقات دبلوماسية بين بعض الدول العربية وإسرائيل، فلماذا لا نقيم نحن مثل العلاقات؟"
وقالت جويش كرونيكل إن إسرائيل لديها مصالح أمنية في المنطقة وتقيم علاقات وثيقة مع إرتيريا وإثيوبيا، فيما يمثل جنوب السودان الممر الرئيسي لشحنات الأسلحة المتوجهة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله، لكن ظهور دولة جديدة فيه من شأنه أن يؤدي إلى إغلاق هذا الممر.