اعتصام تضامني مع تونس بالنرويج

15/1/2011
سمير شطارة-أوسلو
أقامت الجمعية التونسية لحقوق الإنسان في النرويج اعتصاما بعنوان "تونس تنزف" عصر الجمعة أمام البرلمان النرويجي، للتضامن مع مطالب الشارع التونسي، وللتعبير عن دعمهم الكامل لما أسموها انتفاضة الشعب التونسي ضد الظلم والغلاء والاستبداد.
وتجاهل المعتصمون برودة الجو ورفعوا لافتات وصورا وأعلاما تونسية، مرددين هتافات منددة بالرئيس زين العابدين بن علي، وتطالبه بالتنحي عن السلطة وإفساح المجال أمام الشعب الذي اختار الحرية.
وهتف المعتصمون بشعارات وأناشيد وطنية، ونددوا بـ"أعمال القمع المنظم الذي تمارسه الدولة، واستخدامها للتعذيب بشكل روتني، وقمع حرية الرأي والتعبير، والضغط على الناس بقوتهم ورزقهم وحياتهم".
شرارة البوعزيزي

وكانت ضمن الصور المرفوعة صورة الشاب التونسي محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه منذ نحو أربعة أسابيع في مدينة سيدي بوزيد احتجاجا على التهميش والقمع، وكان الشرارة التي أطلقت الاحتجاجات في الشارع التونسي.
وأكد فخر الدين شليق -أحد منظمي الاعتصام- أن الشرارة التي أطلقها الشاب محمد البوعزيزي خلقت انتفاضة في الشارع التونسي، وحركت التونسيين حول العالم، للمشاركة في انتفاضتهم لترسيخ الحرية والسلام بعد إحداث تغييرات جذرية في تركيبة البلد السياسية.
إعلان
وأوضح شليق للجزيرة نت أنهم سيواصلون المظاهرات والاعتصام ليس في النرويج فحسب، بل هناك لجنة تنسيقية على مستوى أوروبا تقوم بالاتصالات والتنسيق لمواصلة تلك المظاهرات والاعتصامات في كافة الدول الأوروبية حتى يتحقق الهدف، مؤكدا أن تونس تنزف والجثث ملقاة في الشوارع، ورصاص الحكومة لا يفرق بين كبير وصغير ورجل وامرأة.
وقال إن "الحكومة التونسية خلال الـ23 عاما وعدت بالكثير، ولم تحقق التنمية التي وعدت بها، وكل ما حققته هو الفشل الاقتصادي والسياسي، في ظل حالة إرهاق اقتصادي طالت معظم طبقات الشعب التونسي، مصحوبا بكبت سياسي وغياب الحرية".
انتفاضة
ومن جانبه أعرب الماطري عبرود -وهو أحد منظمي الاعتصام- عن دعم التونسيين في الخارج لـ"انتفاضة الداخل"، وقال "علينا مواصلة التحركات في كامل الدول الأوروبية لإظهار حقيقة بن علي وزمرته، وسنبقى نواصل نضالنا في الداخل والخارج حتى نحقق الحرية".
وأضاف عبرود للجزيرة نت في تعليقه على خطاب بن علي، أن الأخير فهم الآن أن الشعب التونسي يحب الحرية، كما "نحن فهمنا الآن أن الحرية لن تأتي من عنده، وأن 23 عاما من الوعود، ووعود أخرى في 7 نوفمبر/تشرين الثاني لم يتحقق شيء منها، وكل ما نريده من بن علي هو أن يتنحى ويستقيل ليقرر الشعب التونسي بحرية رئيسه".

استنكار
وفي سياق متصل استنكرت وزارة الخارجية النرويجية العنف الذي تستخدمه الحكومة التونسية مع شعبها، وأعربت في بيان لها عن بالغ قلقها إزاء ارتفاع عدد القتلى المدنيين، وارتفاع حدة العنف الذي تمارسه الحكومة.
وأكد البيان أن الخارجية النرويجية تراقب عن كثب من خلال التقارير أحداث العنف التي تمر بها تونس، وسقوط عشرات القتلى والجرحى بشكل يومي، والخوف من زيادة العدد مع تواصل الاضطرابات والاحتجاجات.
ومن جهته أبدى نائب وزير الخارجية النرويجة إسبين آيدا استنكاره الشديد من لجوء الحكومة التونسية للعنف مع انتفاضة الشعب التونسي.
إعلان
وقال للجزيرة نت إن التقارير الواردة من هناك والصور "تشعرنا بمزيد من القلق والخوف لارتفاع عدد القتلى والجرحى"، ودعا الحكومة التونسية إلى احترام حرية التعبير، وإطلاق سراح المعتقلين من المدونين والصحفيين وسجناء الرأي.
المصدر : الجزيرة