بن علي يعد بإصلاحات ديمقراطية

Tunis, -, TUNISIA : A Tunisian family watches TV as Tunisian President Zine El-Abidine Ben Ali gives his speech on January 13, 2011. Police opened fire on demonstrators in the centre of the Tunisian capital Thursday, killing at least one person, witnesses said as weeks of spreading anti-government protests intensified. AFP PHOTO

وعد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مساء الخميس في خطاب للشعب بإصلاحات ديمقراطية وإرساء الحريات العامة، مؤكدا أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. ودعا في الوقت نفسه إلى وقف إطلاق النار على المحتجين، في محاولة لوقف الاضطرابات التي تشهدها تونس منذ شهر.
 
وجاء خطاب بن علي الذي بثه التلفزيون الرسمي واستقبلته المعارضة بترحيب حذر بعد توسع الاحتجاجات إلى مختلف مناطق البلاد التي بدأت تتجه نحو فوضى عارمة مع سقوط مزيد من القتلى برصاص الشرطة في عدد من المدن بما فيها تونس العاصمة.
 
وقال الرئيس التونسي -الذي استخدم في أحيان كثيرة اللهجة المحلية- إنه فهم مطالب المحتجين الاجتماعية منها والسياسية, وقد أمر وزير الداخلية الجديد أحمد فريعة بأن تكف قوات الأمن عن إطلاق الرصاص الحي على المواطنين إلا في حالات قصوى, وتحديدا عند تعرض أعوان الأمن لمحاولة افتكاك سلاحهم.
 
وأشار بن علي إلى أنه أعطى تعليمات حتى يتم التفريق بين ما سماها العصابات و"مجموعات المنحرفين" وبين الناس العاديين.
 
كما حث جميعَ التونسيين على دعم جهود التهدئة وقال "لم أقبل يوما أن تسيل قطرة من دماء التونسيين"، مضيفا أنه يتألم لسقوط ضحايا في المواجهات التي اندلعت يوم 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي من ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب) عقب إحراق الشاب محمد البوعزيزي نفسه أمام مقر الولاية.
إعلان
 

خطاب بن علي الثالث منذ بدء الاحتجاجاتجاء بعد بلوغ الوضع منعطفا خطيرا (الفرنسية)
خطاب بن علي الثالث منذ بدء الاحتجاجاتجاء بعد بلوغ الوضع منعطفا خطيرا (الفرنسية)
وعود بالتغيير

وفي هذا الخطاب -وهو الثالث له منذ اندلاع الاحتجاجات- تعهد بن علي بعدم تعديل الدستور مرة أخرى, وبالتالي عدم الترشح لولاية سادسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة عام 2014.
 
وقال إنه يشكر الذين دعوه إلى الترشح لكنه يرفض ذلك, مؤكدا أنه سيصون الدستور الذي ينص على أنه لا يحق لشخص تجاوز سن الخامسة والسبعين الترشح للرئاسة.
 
ويبلغ الرئيس التونسي -الذي يرأس أيضا حزب التجمع الدستوري الحاكم- من العمر حاليا 74 عاما.
 
وقال بن علي الذي كان دعا إلى ندوة وطنية الشهر المقبل، إن بعض مستشاريه ومعاونيه نقلوا إليه معلومات مضللة حجبت عنه كثيرا من الحقائق.
 
وأضاف أنه ينبغي خلال الفترة الباقية من ولايته الحالية تحقيق وفاق مدني حقيقي يشمل كل الأحزاب والمنظمات الوطنية.
 
وقال في هذا الإطار إنه قرر توسيع المشاركة السياسية أمام جميع مكونات المجتمع المدني بهدف تعزيز الديمقراطية, وإعطاء الحرية الكاملة للإعلام بكل وسائله, والتوقف عن فرض الرقابة على الإنترنت.
 
وتشمل وعود الإصلاح التي أطلقها الرئيس التونسي مراجعة قانوني الانتخابات والصحافة، وأن تتولى لجنة مستقلة التحقيق في ممارسات الفساد على ألا يستثني التحقيق أحدا, فضلا عن التحقيق في عمليات القتل التي استهدفت محتجين.
 
وفي محاولة ترمي أيضا إلى احتواء الغضب الشعبي, أعلن بن علي أن حكومته ستخفض أسعار مواد أساسية مثل السكر والحليب والخبز.
 
ضمانات وآليات
من جهتها رحبت المعارضة التونسية بحذر بوعود الرئيس زين العابدين بن علي, مؤكدة على ضرورة تقديم ضمانات لتنفيذ تلك الوعود.
 
وقال الصحفي لطفي حجي للجزيرة إن النخبة السياسية تطالب بضمانات لتطبيق ما وعد به بن علي في ما يتعلق بإنهاء الانغلاق السياسي واحترام الحريات العامة والفردية.
إعلان
 
وأضاف حجي أن هذه النخبة تطالب أيضا بتغيير المسؤولين الحاليين, وتتساءل عن مصير الجهاز الأمني بعد كل ما قام به من قتل وتعذيب.
 
وفي تصريحات للجزيرة أيضا, شكك رئيس حركة النهضة التونسية المعارضة المحظورة راشد الغنوشي في وعود بن علي بما في ذلك ما يخص محاسبة المتورطين في الفساد.
 
الغنوشي: على بن علي أن يستقيل (الجزيرة)
الغنوشي: على بن علي أن يستقيل (الجزيرة)

وتساءل الغنوشي "من سيحاسب من؟"، بما أن السلطة هي التي يفترض أن تشكل لجنة التحقيق, قائلا إنه كان على الرئيس بن علي أن يعلن استقالته، ومشيرا إلى أن الخطاب خلا من خطوات كان ينبغي الإعلان عنها في هذا الظرف ومنها إعلان عفو عام.

 
أما الرئيس السابق لحركة النهضة حمادي الجبالي فقال من جهته للجزيرة إنه لا يمكن الحديث عن بدء إصلاح حقيقي إلا حين تعترف السلطة بجميع التنظيمات السياسية وتطلق حرية الرأي وتضمن نزاهة القضاء, مشددا على أن هناك أزمة ثقة بين النظام والشعب.
 
ورأى مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض أحمد نجيب الشابي أن الخروج من الأزمة الراهنة يمر عبر تشكيل حكومة ائتلافية، وقال للجزيرة إن من مهام تلك الحكومة تهيئة الأجواء لانتخابات رئاسية وتشريعية حرة.
 
من جانبه رأى عضو المكتب السياسي للحزب عبد الجبار الرقيقي أنه كان يتعين على الرئيس التونسي أن يتخذ مبكرا إجراءات أكثر جرأة حقنا للدماء، بما في ذلك حل البرلمان الحالي الذي يهيمن عليه التجمع الدستوري الحاكم.
 
وقال الرقيقي في تصريحات للجزيرة إن هناك انعداما للثقة بين السلطة والشعب جسده الانفلات التام للأوضاع, معتبرا أن الوضع مفتوح على كل الاحتمالات.
 
وفي اتصال مع الجزيرة, قال عميد المحامين التونسيين عبد الرزاق الكيلاني إن هيئة المحامين ستمضي في الإضراب المقرر اليوم الجمعة تضامنا مع أهالي الضحايا, موضحا أنه لا علاقة للإضراب بخطاب بن علي.
إعلان
 
وأشار الكيلاني إلى إيجابيات في الخطاب, لكنه أشار إلى أنه تجاهل مسائل جوهرية على رأسها العفو العام وضمان نزاهة القضاء.
المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان