المسيرية والدينكا يتفقان لفض النزاع

محمد الطيب

الهدوء عاد إلى أبيي بعد اشتباكات أوقعت عشرات القتلى (الجزيرة)

توصلت قبيلتا المسيرية ودينكا نقوك في منطقة أبيي السودانية إلى اتفاق لإنهاء نزاع أوقع عشرات القتلى خلال الأيام الماضية، في حين قال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر رئيس وفد المراقبين الدوليين لاستفتاء جنوب السودان إن كل الأطراف متفقة على حل القضايا العالقة عبر التفاوض خاصة منطقة أبيي.

وبعد يومين من التفاوض بين الجانبين، تم الاتفاق على دفع ديات القتلى في الاشتباكات الأخيرة، إضافة إلى فتح طرق الرعي، وتأمينُ الطريق الخاص بالعودة الطوعية للنازحين الجنوبيين من الخرطوم إلى جنوب السودان مرورا بأبيي.
 
من جانبه، قال والي ولاية جنوب كردفان أحمد هارون إن التوتر الذي شهدته منطقة أبيي المتنازع عليها، قد تم احتواؤه من خلال ترتيبات وضعتها الأطراف المعنية بالملف في الولاية.

وقال هارون إن اجتماعات بدأت بين قبيلتي المسيرية والدينكا نقوك في مدينة كادقلي عاصمة جنوب كردفان، تعمل على ترتيب الأوضاع الاجتماعية والتعايش السلمي في أبيي، وذلك لتهيئة الأجواء لحل المشكلات السياسية.

من جانب آخر قال عبد الرسول النور أحد وجهاء المسيرية، إن قبيلته متمسكة بحدود أبيي للعام 1956، وتعتبر المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية شمال تلك الحدود، مناطق محتلة. وشدد النور على أن المسيرية سيحررون هذه المناطق بشتى الوسائل ومهما طال الزمن، على حد قوله.

عبر التفاوض
أما كارتر الذي يرأس وفد مراقبي استفتاء جنوب السودان، فأكد من جانبه أن كل الأطراف متفقة على حل القضايا العالقة بين الشمال والجنوب عبر التفاوض, خاصة بشأن منطقة أبيي.

ووصف كارتر الأحداث التي وقعت في المنطقة بأنها معزولة مؤكدا أن جيشي الشمال والجنوب لا يشاركان في المصادمات، وموضحا أن الأجواء باتت هادئة وسلمية.

وكان من المقرر أن تجري أبيي الأحد الماضي استفتاء منفصلا لتقرير ما إذا كانت ستنضم إلى الشمال أم إلى الجنوب، لكن هذا الاستفتاء تأجل بسبب خلافات بين المسيرية والدينكا حول الحدود ومن يحق له التصويت، في حين حذر المراقبون مرارا من أن هذه المنطقة قد تثير صراعا متجددا بين شمال وجنوب السودان.

نسبة المشاركة
وكانت مفوضية الاستفتاء أعلنت أمس أن نسبة المشاركة تجاوزت 60% ما يجعله مقبولا وفقا للقانون، علما بأن النتائج الأولية يتوقع إعلانها أوائل فبراير/شباط المقبل على أن تعلن النتائج الرسمية بعد أسبوعين.

وجرى استفتاء الجنوبيين على الانفصال أو الوحدة تطبيقا لاتفاق سلام أبرم عام 2005 وأنهى حربا استمرت عقودا بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية التي قادت تمرد الجنوب، علما بأن معظم التوقعات تشير إلى أن الجنوبيين في طريقهم لاختيار الانفصال.

ويقول مراسل الجزيرة هيثم أويت، إن الحديث في جوبا عاصمة الجنوب لم يعد يدور حول الاستفتاء وإنما تجاوزه للحديث عن المستقبل بعد الانفصال الذي يراه الكثيرون أمرا واقعا، مشيرا إلى أن قضية أبيي في مقدمة القضايا محل الاهتمام.

إعلان
المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان