الحريري بتركيا والمشاورات تبدأ الاثنين

f_A picture released by the Lebanese photo agency Dalati and Nohra shows Lebanese Prime Minister Saad Hariri (R) shaking hands with his Turkish counterpart Recep Tayyip

الحريري (يمين) التقى أردوغان في بيروت قبل أقل من شهرين (الفرنسية)

يتوقع أن يجري رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري اليوم الجمعة محادثات في أنقرة مع المسؤولين الأتراك في إطار مساعيه لاحتواء الأزمة الناجمة عن انهيار حكومته، في حين يتوقع أن تبدأ الاثنين المقبل المشاورات النيابية لتشكيل حكومة جديدة.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن الحريري سيلتقي اليوم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، في وقت تكثف فيه تركيا جهودها الدبلوماسية لتفادي أزمة سياسية في لبنان.

وأضاف أوغلو -الذي سيجري بدوره مباحثات مع الحريري- أن تركيا ستقيّم الخطوات التي يمكن أن تتخذ في لبنان، مشيراً إلى أن أنقرة على غرار أطراف دولية كثيرة، تراقب التطورات في لبنان عن كثب.

موسى: الفرصة حاليا للتدخل الفرديخاصة السعودية وسوريا (الفرنسية-أرشيف)
موسى: الفرصة حاليا للتدخل الفرديخاصة السعودية وسوريا (الفرنسية-أرشيف)

اهتمام عربي ودولي
وفي هذا الصدد أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أنه سيواصل مشاوراته مع عدد من الدول العربية للتحرك بعد سقوط الحكومة اللبنانية.

وقال موسى إنه يعطي الفرصة في الوقت الراهن للتدخل الفردي خاصة السعودية وسوريا، والعمل بهدوء للتوصل إلى حل يخدم العدالة قبل دعوته إلى عقد اجتماع استثنائي لمجلس الجامعة العربية لبحث الأزمة.

وفي وقت سابق قال بيان رئاسي لبناني إن الرئيس السوري بشار الأسد أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس ميشال سليمان بحث فيه آخر التطورات، دون أن يذكر أي تفاصيل.

ودوليا قالت الولايات المتحدة إنها تتابع عن كثب الوضع في لبنان بعد انهيار حكومة الوحدة الوطنية جراء استقالة وزراء محسوبين على المعارضة.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع ديفد لابان إن بلاده تعرف أن "التوتر السياسي والشغب والعنف الذي يمكن أن ينجم عن ذلك هي تهديدات لاستقرار المنطقة وأمنها".

وأشار لابان إلى أن بلاده لم ترسل أي سفن حربية إلى السواحل قبالة لبنان لإجراء دوريات، مؤكدا أن واشنطن تريد من الأطراف اللبنانية أن تستعمل طرقا سلمية لحل الأزمة.

وكانت الولايات المتحدة قد أعربت فور إعلان انهيار الحكومة اللبنانية عن تأييدها للحريري والمحكمة الدولية التي تحقق في ظروف اغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، والتي تشكل حاليا جوهر الخلافات في الساحة اللبنانية.

ومن جانبها قالت فرنسا على لسان وزيرة خارجيتها ميشال إليو ماري إنها ترغب عبر الحوار الدولي في تجاوز لبنان الأزمة واستعادة استقراره واحترام مؤسساته.

سليمان كلف الحريري برئاسةحكومة تصريف أعمال (الفرنسية)
سليمان كلف الحريري برئاسةحكومة تصريف أعمال (الفرنسية)

مشاورات نيابية
في غضون ذلك أعلن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أن المشاورات النيابية لاختيار رئيس حكومة جديد في لبنان ستبدأ الاثنين المقبل.

وجاء إعلان بري عقب اجتماعه مع الرئيس سليمان في القصر الجمهوري, بعد تكليف الحريري برئاسة حكومة "تصريف أعمال" إثر استقالة وزراء حزب الله وحلفائهم بسبب خلاف متصاعد بشأن التحقيق في اغتيال رفيق الحريري.
 
وقال بيان رئاسي إنه نظرا لأن الحكومة فقدت أكثر من ثلث أعضائها المحدد في مرسوم تشكيلها في نوفمبر/تشرين الثاني 2009, فقد طلب رئيس الجمهورية من الحكومة الاستمرار في تصريف الأعمال ريثما تشكل حكومة جديدة.
 
وتلزم المشاورات النيابية رئيس الجمهورية تسمية رئيس الحكومة المقبل من بين الذين ينالون أكثرية أصوات مجلس النواب.
 
جاء ذلك بينما كشف رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الله النائب محمد رعد عن خطط للتقدم بمرشح لرئاسة الحكومة "له تاريخ في المقاومة الوطنية". وقال رعد إن المعارضة تتشاور مع كل الأحزاب وتأمل التوصل إلى حلول من شأنها دعم لبنان ضد التدخلات الأجنبية.
 
وكان الوزراء الذين ينتمون لحزب الله وحركة أمل التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري، والتيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون قد أعلنوا استقالتهم في بيان طالبوا فيه الرئيس سليمان بتأليف حكومة جديدة, وانضم إليهم الوزير عدنان السيد حسين.
 
وجاءت استقالة وزراء المعارضة بعد إعلان عون الثلاثاء الماضي فشل المبادرة السورية السعودية لحل أزمة القرار "الاتهامي" المنتظر صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري، والذي تردد أنه سيوجه إلى عناصر من حزب الله، وهو ما يرفضه الحزب بشدة.
 
أولوية الأمن
في هذه الأثناء شدد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي على أن الحفاظ على الأمن يمثل أولوية مطلقة لدى الجيش "لأنه القاعدة لإعادة إنتاج التوافق السياسي في لبنان".
 
وأعرب قهوجي في كلمة أثناء استقباله وفد رابطة الملحقين العسكريين العرب والأجانب، عن ثقته في أن لبنان سيتمكن من "تجاوز الأوضاع الراهنة".
 
وفي خضم المخاوف من اندلاع أعمال عنف جراء انهيار الحكومة، ذكر تقرير إخباري أن مجهولين هاجموا أمس الخميس مركزا تابعا للتيار الوطني الحر مما أسفر عن وقوع أضرار مادية، دون وقوع إصابات.

وحسب الوكالة الوطنية للإعلام فإن مجهولين ألقوا قنبلتين على مركز "التيار الوطني الحر" في قرية بيت شباب التي تبعد عن بيروت نحو 20 كلم، وقد انفجرت إحداهما دون الثاني.

إعلان
المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان