ربيكا تحلم بالانفصال منذ 70 عاما

ربيكا كادي المسنة ذات ال115 عاما التي شاركت باستفتاء المصير من مراسلنا في جوبا مثاينق شريلو
ربيكا كادي قبل إدلائها بصوتها ترفع لافتة تدعو للانفصال (الجزيرة نت)

مثاينق شريلو-جوبا

 
منذ أكثر من سبعين عاما ظلت ربيكا كادي تحلم بأن تشارك في تقرير مصير جنوب السودان وقد تحقق حلمها، هكذا قالت تلك المرأة المسنة البالغة من العمر 115 عاما بعد أن أدلت بصوتها في الاستفتاء.
 
بدأ المشهد احتفاليا، أربع سيارات تنطلق من داخل منزلها بحي رقم 3 أحد أعرق أحياء مدينة جوبا حيث تقطن ربيكا كادي مع بناتها وأحفادها في مسيرة حاشدة وزغاريد لا تتوقف وسط هتافات من المارة، عندما خرجت كادي من السيارة كانت تحمل في يدها اليمنى لافتة تروج لخيار الانفصال لتخبر الجميع بأن صوتها ليس سرا .
 
وبعد أن أدلت بصوتها هتفت قائلة "هللويا هللويا" -وهي كلمة تهليل عند الجنوبيين المسيحيين- ليمتلئ مركز الاقتراع بالزغاريد ودموع من إحدى حفيداتها حيث قالت للجزيرة نت "تحقق حلم جدنا الأكبر الذي لطالما كان يحلم باليوم الذي يرى فيه الجنوبيين يذهبون للاقتراع على تقرير مصيرهم سواء بالكفاح المدني أو بحمل السلاح".
 
ظلم وتشريد

بطاقة الاقتراع الخاصة بكادي (الجزيرة نت)
بطاقة الاقتراع الخاصة بكادي (الجزيرة نت)

تروي كادي قصتها للجزيرة نت قائلة "لقد عاصرت معاناة هذا الشعب من الظلم والقتل والتشريد ومحاولات الاغتيال المتعمدة لقيادات هذا الشعب، كان يجب أن يتوقف كل ذلك، في مثل هذا اليوم كان لابد من أن أتذكر هؤلاء القادة السياسيين والعسكريين الذين منحوا حياتهم من أجل الجنوب".

 
وبعد أن أدلت بصوتها قالت "بإمكاني بعد اليوم أن أموت فلقد ساهمت من أجل السلام للأجيال القادمة حتى ينعموا بالاستقرار".
إعلان
 
ولم تنس أن توجه رسالة لرئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت، بأن "يواصل الدرب بعد تقرير المصير من أجل بناء هذه الأمة، وأن يعامل هذا الشعب بكل محبة كتلك التي منحها له الرب بأن يكون قائدا لنا". وختمت حديثها قائلة "أتمنى له أيضا عمرا مديدا مثل عمري".
 
وبلا شك فإن إدلاء كادي بصوتها سيمثل دافعا كبيرا للذين لم يصوتوا للمشاركة بأول اختبار لشعب الجنوب في الاختيار ما بين الوحدة أو الانفصال وسط توقعات بأن يصوت الغالبية منهم لخيار استقلال الإقليم.
المصدر : الجزيرة

إعلان