جدل حول اتهام روسيا بقمع الإسلام

13/1/2011
الطيب الزين-موسكو
أثارت تصريحات رئيس مجلس المفتين في روسيا الشيخ راوي عين الدين –والتي وجه فيها انتقادات لاذعة للسلطات الروسية متهماً إياها بالسعي لقمع الإسلام بالبلاد- ردود فعل واسعة في الأوساط الدينية والسياسية هناك بين من يؤيدها وبين من يرفضها.
واتهم الشيخ راوي عين الدين السلطات بمحاولة قمع الإسلام، والعمل على إذلال المسلمين وحرمانهم من حقوقهم المدنية، مشيراً في مثال على ذلك إلى قلة عدد المساجد في موسكو. وبرر تدفق المهاجرين إلى روسيا لعدم قدرة السكان الأصليين على العمل.
وفي مقابلة أجراها معه القسم التتاري لراديو "سفوبودا" (الحرية) اتهم الشيخ راوي الدولة بالعمل على منع وحدة المسلمين. وأوضح أن اقتراح توحيد دور الإفتاء الثلاث لم يلق إعجاب السلطات الرسمية، وتم إبلاغ من تقدم بهذه المبادرة بأنها "لا تتطابق مع سياسة الدولة".
وجاءت انتقادات عين الدين على خلفية تأسيس دار إفتاء رابعة في روسيا. ويرى أن المفتين الجدد "يسعون بدون شك لقمع الإسلام في روسيا من خلال معارضتهم لنشاط تنامي المسلمين، خاصة وأنهم يدركون أن الإسلام في روسيا اليوم عامل مهم ويسعون لمنع نموه".

انتقاد
ووجه رئيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا، الشيخ طلعت تاج الدين، انتقادات بالغة الحدة لما ورد في تصريحات الشيخ عين الدين، وقال إنه من الحمق القول إن الإسلام يتعرض للاضطهاد في روسيا.
ووجه رئيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا، الشيخ طلعت تاج الدين، انتقادات بالغة الحدة لما ورد في تصريحات الشيخ عين الدين، وقال إنه من الحمق القول إن الإسلام يتعرض للاضطهاد في روسيا.
إعلان
وأوضح إن كل شيء تغير في روسيا السنوات الأخيرة، مذكرا بأنه قبل عشرين عاما لم يكن لدى المسلمين سوى 94 مسجدا، بينما يوجد في البلاد اليوم أكثر من 7500 مسجد.
وأشار تاج الدين إلى أنه يوجد في روسيا سبع جامعات إسلامية وعشرات المدارس الشرعية، وبمساعدة ديوان الرئاسة تم تأسيس صندوق دعم الثقافة والتعليم والعلوم الإسلامية.
وفي السياق قال مسؤول رفيع بمجلس المفتين للجزيرة نت، إن الشيخ راوي عين الدين رجل دولة مسؤول له إسهامات فاعلة وإيجابية في جميع المجالات السياسية والفكرية والاجتماعية، ولا يمكن أن تصدر منه تصريحات من شأنها تأجيج الفتنة أو تمس بشرف وكرامة أي قومية روسية.
وأوضح المسؤول الذي لم يكشف اسمه أن هناك جهات حاولت عن قصد تشويه تصريحات الشيخ عين الدين. كما وصف علاقتهم مع السلطات على مستوى القيادة بأنها جيدة، وأكد أنهم في مجلس المفتين حريصون على تعزيز التعاون مع السلطات الرسمية.
ولفت المسؤول إلى أن ما قصده الشيخ عين الدين في تصريحاته هو أن بعض الجهات المحسوبة على السلطة تسعى للهيمنة على الإدارات الدينية وتوجيهها حسب رغباتها.

فرق تسد
ووصف ذلك المسؤول قرار تأسيس دار إفتاء رابعة بأنه تجسيد لسياسة "فرق تسد" ومؤامرة مكشوفة تهدف للعمل على عدم توحيد الإدارات الدينية، وخوف لا مبرر له من تنامي المد الإسلامي.
وأشار إلى أن هناك جهات في السلطة تريد فرض أفكارها الخاصة من خلال نفوذها بالدولة.
وألمح إلى جدل أُثير بخصوص منع إدارة جامعة بيتي غورسك الحكومية الطالبات من ارتداء الحجاب. وأضاف أن الدستور لا يمنع الطالبات من ارتداء الحجاب، لكن أمثال هؤلاء يريدون أن يفسروا مواد الدستور حسب رأيهم.
يُذكر أن الصحافة الروسية أثارت مؤخراً موضوع منع إدارة جامعة بيتي غورسك الحكومية الطالبات من ارتداء الحجاب، وقد نفى مدير الجامعة ذلك لكنه أبدي تخوفه من انتشار الظاهرة باعتبار أن الجامعة علمانية وتخضع لقانون دولة علماني، وناشد الطلاب الالتزام بالزي الذي يعكس هوية الدولة.
إعلان
المصدر : الجزيرة