إقبال وتجاوزات باستفتاء الجنوبيين بمصر

مركز اقتراع المعادي.JPG
الجنوبيون في مصر يصوتون في ثلاثة مراكز تتميز بكثافة سكانية جنوبية (الجزيرة نت)الجنوبيون في مصر يصوتون في ثلاثة مراكز تتميز بكثافة سكانية جنوبية (الجزيرة نت)

محمود جمعة-القاهرة
 
لم يختلف مشهد تصويت أبناء جنوب السودان في الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، في مصر عنه في السودان، بعد مرور خمسة أيام من التصويت، وسط اتهامات للحركة الشعبية بممارسة ضغوط على مؤيدي الوحدة من الجنوبيين المقيمين بمصر للتصويت لصالح الانفصال.

وشهد اليوم الأول والثاني للتصويت إقبالا ملحوظا من قبل أبناء الجنوب المقيمين بمصر، وتحولت مقار التصويت إلى ساحات امتلأت بالشباب والفتيات المتحمسين للانفصال الذين قضوا ساعات طويلة في الرقص على إيقاعات الموسيقى الجنوبية، في حين شهدت الأيام الثلاثة التالية هدوءا وإقبالا ضعيفا على التصويت.

 

وتجرى عملية التصويت في ثلاثة مراكز بالقاهرة هي المعادي ومدينة نصر وعين شمس، وهي الأماكن التي تتميز بوجود كثافة سكانية من أبناء الجنوب، حيث تم اختيار هذه الأماكن بمعرفة مفوضية استفتاء جنوب السودان، وبعد التشاور مع الجهات الأمنية المصرية حول القدرة على تأمين عملية التصويت.

عدد المقترعين تراجع بعد اليوم الأول للاستفتاء (الجزيرة نت)
عدد المقترعين تراجع بعد اليوم الأول للاستفتاء (الجزيرة نت)

إحصائيات

وفي ظل عدم وجود إحصائيات دقيقة بأعداد الجنوبيين الموجودين بمصر، تفاوتت  التقديرات حول أعدادهم، فبينما يقول الانفصاليون إن العدد لا يتجاوز خمسة آلاف مواطن جنوبي يقول الوحدويون إن العدد لا يقل بحال من الأحوال عن 12 ألف مواطن، ويتهمون الانفصاليين بأنهم يسعون لخفض عدد الجنوبيين بمصر نظرا لأنهم أقرب للتصويت للوحدة.
إعلان
 
وتقول ممثلة المفوضية العليا للاستفتاء بمصر ميري إيزاك إن عدد المسجلين بالاستفتاء الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم هو ثلاثة آلاف و349 ناخبا، موزعين على المراكز الثلاثة وإن المستهدف هو تصويت كل المسجلين ومشاركتهم في الاستفتاء.

وقد وصل عدد المصوتين بالمراكز الثلاثة إلى 2626 بعد مرور خمسة أيام، حيث أدلى ما يزيد على ألف خمسمائة  ناخب بأصواتهم باليوم الأول نظرا لكون أول أيام التصويت إجازة لدى الجنوبيين، بعدها شهد التصويت انخفاضا ملحوظا نظرا لانصراف المواطنين إلى أعمالهم.

 
لا ضغوط
ونفت إيزاك بتصريح للجزيرة نت وجود أية ضغوط على المقترعين للإدلاء بأصواتهم لصالح الانفصال، مؤكدة أن الاقتراع شأن شخصي ولا يحق لأحد أن يتدخل فيه، وأشارت إلى أن التصويت يتم بصورة سرية وخلف الستار، لا سيما في ظل وجود مراقبين محليين ودوليين بكل لجنة اقتراع.
 
وأضافت أن هناك لجنة خماسية، تضم مندوبين من السفارة السودانية بالقاهرة ومكتب اتصال حكومة جنوب السودان والحركة الشعبية والمؤتمر الوطني والمفوضية، تدور على لجان التصويت وتستمع إلي أية شكاوى من المقترعين مؤكدة أنه لم تسجل حتى الآن أية ملاحظات من قبل هذه اللجنة.
 

وفي استقصاء لآراء المصوتين خارج مقار الاقتراع كانت غالبية الأصوات تتجه نحو التصويت لصالح الانفصال، ومن بين كل عشرة مصوتين وجد سبعة يتجهون للانفصال وثلاثة للوحدة.

لجنة خماسية تراقب الاقتراع وتتلقى شكاوى المصوتين (الجزيرة نت)
لجنة خماسية تراقب الاقتراع وتتلقى شكاوى المصوتين (الجزيرة نت)

ويقول إيزالو ماكويت، وهو جنوبي يقيم في مصر للدراسات العليا للجزيرة نت "لقد جربنا الاستمرار في الوحدة أو الشراكة مع الشمال طوال السنوات الماضية لكننا فشلنا في الوصول إلى تفاهمات على خلفية النظرة الاستعلائية للحكومة في الشمال تجاه الجنوبيين".

أما جيفور ماكوي ضو البيت، وهو يرأس ما يسمى الهيئة الشعبية لدعم الوحدة، فقد أكد أنه وإن كان الاستفتاء سيسفر عن الانفصال فإن ذلك ليس نهاية المطاف حيث سيكون للانفصال ما بعده إذ ستكون دولة الجنوب المقبلة هي دولة جوار للسودان وليست دولة جوار لواشنطن.

ويؤكد الأمين العام لمكتب الشعبية بالقاهرة نصر الدين كوشيب أن هذا الحماس من المشاركين بالتصويت يشير إلى أنهم متعطشون للعيش بدولة مستقلة، وهو حلم وعدت به الحركة الشعبية أبناء الجنوب وحققته بعد سنوات من الكفاح.

تجاوزات
بالمقابل اتهم مدير مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة الدكتور وليد سيد أحمد الحركة الشعبية بالعاصمة نفسها بالتضييق على أبناء الجنوبيين الراغبين في التصويت لصالح الوحدة، وملاحقتهم بالتهديدات في المنازل والمقاهي، لإجبارهم على التصويت لصالح الانفصال.

وأكد سيد أحمد للجزيرة نت أن 18 طالبا جنوبيا بالجامعات المصرية كانوا يتلقون منحة شهرية من مكتب الشعبية، تقدر بمائة دولار شهريا، تعرضوا لوقف هذه المنحة لمجرد إعلانهم أنهم سيصوتون للوحدة.

وأشار إلى أنه لولا احترام المؤتمر الوطني للعهود التي قطعها على نفسه لما أجري الاستفتاء بموعده رغم تشكيك الكثيرين بنوايا الوطني للالتفاف على اتفاقية نيفاشا.

المصدر : الجزيرة

إعلان