إقبال وتجاوزات باستفتاء الجنوبيين بمصر

لم يختلف مشهد تصويت أبناء جنوب السودان في الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، في مصر عنه في السودان، بعد مرور خمسة أيام من التصويت، وسط اتهامات للحركة الشعبية بممارسة ضغوط على مؤيدي الوحدة من الجنوبيين المقيمين بمصر للتصويت لصالح الانفصال.
وشهد اليوم الأول والثاني للتصويت إقبالا ملحوظا من قبل أبناء الجنوب المقيمين بمصر، وتحولت مقار التصويت إلى ساحات امتلأت بالشباب والفتيات المتحمسين للانفصال الذين قضوا ساعات طويلة في الرقص على إيقاعات الموسيقى الجنوبية، في حين شهدت الأيام الثلاثة التالية هدوءا وإقبالا ضعيفا على التصويت.
وتجرى عملية التصويت في ثلاثة مراكز بالقاهرة هي المعادي ومدينة نصر وعين شمس، وهي الأماكن التي تتميز بوجود كثافة سكانية من أبناء الجنوب، حيث تم اختيار هذه الأماكن بمعرفة مفوضية استفتاء جنوب السودان، وبعد التشاور مع الجهات الأمنية المصرية حول القدرة على تأمين عملية التصويت.

إحصائيات
وقد وصل عدد المصوتين بالمراكز الثلاثة إلى 2626 بعد مرور خمسة أيام، حيث أدلى ما يزيد على ألف خمسمائة ناخب بأصواتهم باليوم الأول نظرا لكون أول أيام التصويت إجازة لدى الجنوبيين، بعدها شهد التصويت انخفاضا ملحوظا نظرا لانصراف المواطنين إلى أعمالهم.
ونفت إيزاك بتصريح للجزيرة نت وجود أية ضغوط على المقترعين للإدلاء بأصواتهم لصالح الانفصال، مؤكدة أن الاقتراع شأن شخصي ولا يحق لأحد أن يتدخل فيه، وأشارت إلى أن التصويت يتم بصورة سرية وخلف الستار، لا سيما في ظل وجود مراقبين محليين ودوليين بكل لجنة اقتراع.
وفي استقصاء لآراء المصوتين خارج مقار الاقتراع كانت غالبية الأصوات تتجه نحو التصويت لصالح الانفصال، ومن بين كل عشرة مصوتين وجد سبعة يتجهون للانفصال وثلاثة للوحدة.

ويقول إيزالو ماكويت، وهو جنوبي يقيم في مصر للدراسات العليا للجزيرة نت "لقد جربنا الاستمرار في الوحدة أو الشراكة مع الشمال طوال السنوات الماضية لكننا فشلنا في الوصول إلى تفاهمات على خلفية النظرة الاستعلائية للحكومة في الشمال تجاه الجنوبيين".
أما جيفور ماكوي ضو البيت، وهو يرأس ما يسمى الهيئة الشعبية لدعم الوحدة، فقد أكد أنه وإن كان الاستفتاء سيسفر عن الانفصال فإن ذلك ليس نهاية المطاف حيث سيكون للانفصال ما بعده إذ ستكون دولة الجنوب المقبلة هي دولة جوار للسودان وليست دولة جوار لواشنطن.
ويؤكد الأمين العام لمكتب الشعبية بالقاهرة نصر الدين كوشيب أن هذا الحماس من المشاركين بالتصويت يشير إلى أنهم متعطشون للعيش بدولة مستقلة، وهو حلم وعدت به الحركة الشعبية أبناء الجنوب وحققته بعد سنوات من الكفاح.
تجاوزات
بالمقابل اتهم مدير مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة الدكتور وليد سيد أحمد الحركة الشعبية بالعاصمة نفسها بالتضييق على أبناء الجنوبيين الراغبين في التصويت لصالح الوحدة، وملاحقتهم بالتهديدات في المنازل والمقاهي، لإجبارهم على التصويت لصالح الانفصال.
وأكد سيد أحمد للجزيرة نت أن 18 طالبا جنوبيا بالجامعات المصرية كانوا يتلقون منحة شهرية من مكتب الشعبية، تقدر بمائة دولار شهريا، تعرضوا لوقف هذه المنحة لمجرد إعلانهم أنهم سيصوتون للوحدة.
وأشار إلى أنه لولا احترام المؤتمر الوطني للعهود التي قطعها على نفسه لما أجري الاستفتاء بموعده رغم تشكيك الكثيرين بنوايا الوطني للالتفاف على اتفاقية نيفاشا.