أوباما يعلن تأييده للحريري

U.S. President Barack Obama (R) meets with Lebanon's Prime Minister Saad al-Hariri in the Oval Office of the White House in Washington, January 12, 2011. Obama met al-Hariri on Wednesday amid a coalition crisis in Beirut that threatened the collapse of the Lebanese government.
أوباما (يمين) أثناء لقائه الحريري في البيت الأبيض (رويترز)

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعرب عن تأييده لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ولمحكمة تدعمها الأمم المتحدة، وذلك في محادثات جرت اليوم الأربعاء وسط أزمة في بيروت أدت إلى انهيار حكومة الائتلاف التي يرأسها الحريري.

 
وأضاف أن أوباما والحريري اتفقا على أنه ينبغي لجميع الأطراف "تجنب التهديدات أو الأفعال" التي من شأنها أن تفاقم حالة عدم الاستقرار.
 
وأوضح البيت الأبيض أن استقالة حزب الله من الحكومة تظهر "خوفه الخاص وتصميمه على تقويض قدرة الحكومة على العمل".
 
وعقب لقائه أوباما، دعا الحريري فرنسا وقطر ودولا أخرى لبحث أزمة بلاده، وتوجه إلى باريس حيث يلتقي الرئيس نيكولا ساركوزي، حسبما أفاد مسؤول لبناني في واشنطن لوكالة رويترز.
 

وزراء المعارضة أثناء اجتماعهم في منزل ميشال عون لتقديم استقالاتهم (الجزيرة)
وزراء المعارضة أثناء اجتماعهم في منزل ميشال عون لتقديم استقالاتهم (الجزيرة)

الاستقالات
وكان عشرة وزراء من المعارضة قد أعلنوا استقالتهم من الحكومة اللبنانية في مؤتمر صحفي عُقد في منزل رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون، وهم وزراء حزب الله وحركة أمل وتيار المردة بزعامة سليمان فرنجية.
 
بينما أعلن وزير آخر هو عدنان السيد حسين من حصة رئيس الجمهورية استقالة خطية في وقت لاحق، مما جعل الحكومة بحكم المستقيلة.
إعلان
 
وقال وزير الطاقة جبران باسيل إن الاستقالة لم يكن منها بد بعد استنفاد محاولات الحل، مضيفا أن على اللبنانيين أن يختاروا بين بيروت وواشنطن.
 
وتابع "أنه إفساحا للمجال لحكومة جديدة تتحمل مسؤوليات المرحلة وتحفظ استقرار لبنان، فإن الوزراء يتقدمون باستقالتهم من الحكومة ويأملون من رئيس الجمهورية الإسراع باتخاذ إجراءات لقيام حكومة جديدة".
 
وجاءت هذه الخطوة بعد يوم من إعلان سياسيين لبنانيين فشل المبادرة السورية السعودية في التوصل إلى اتفاق للحد من التوتر بشأن محكمة تدعمها الأمم المتحدة من المتوقع أن توجه الاتهام إلى أعضاء في حزب الله في مقتل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري عام 2005.
 
ونفى حزب الله أي دور له في التفجير الذي أودى بحياة الحريري و22 آخرين عام 2005، وندد الحزب بالمحكمة التي وصفها بأنها "مشروع إسرائيلي"، وحث رئيس الوزراء على رفض نتائجها وهو مطلب لم يلق استجابة.
 

حمد بن جاسم وكلينتون أثناء المؤتمر الصحفي في الدوحة (الجزيرة)
حمد بن جاسم وكلينتون أثناء المؤتمر الصحفي في الدوحة (الجزيرة)

ردود فعل

وفي إطار ردود الفعل على تطورات الأزمة السياسية اللبنانية المتسارعة، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون استقالة وزراء المعارضة من الحكومة اللبنانية "محاولة سافرة لتخريب سير العدالة"، وتعهدت باستمرار عمل المحكمة الخاصة التي تدعمها الأمم المتحدة بشأن الحريري.
 
وأضافت في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في الدوحة "نعتبر ما حدث محاولة مفضوحة من جانب تلك القوى داخل لبنان وخارجه لتخريب سير العدالة وتقويض استقرار وتقدم لبنان".
 
من جهته أكد رئيس الوزراء القطري أن المنطقة فيها ما يكفي من المشاكل، وأن قطر تدعم المبادرة السعودية السورية وتثق بجهود قائدي البلدين.
 
وفي أنقرة قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إن استقالة وزراء المعارضة من الحكومة اللبنانية ستشق الصف اللبناني, في حين يحتاج لبنان -أكثر من أي وقت مضى- إلى وحدة الصف.
إعلان
 
وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو أن هذا الانشقاق إذا أدى إلى صراع, فسيكون خطرا شاملا على منطقة الشرق الأوسط برمتها.
 
أما أوغلو فأكد أن بلاده تدعم المبادرة السعودية السورية، معلنا استعداد أنقرة للتوسط بين الأطراف اللبنانية.
 
وفاقم التوتر بشأن المحكمة التي يتوقع أن تصدر مسودة قرار الاتهام هذا الشهر من الخلافات القائمة بين الحريري وحزب الله. وتسببت الخلافات في شل عمل حكومة الوحدة التي تشكلت قبل 14 شهرا، واجتمع مجلس الوزراء مرة واحدة فقط خلال الشهرين الماضيين.
 
وقال محللون إن الاستقالات قد تمهد الطريق لاضطرابات سياسية طويلة الأمد في لبنان الذي عانى من أزمات متلاحقة منذ اغتيال الحريري بما في ذلك سلسلة تفجيرات واقتتال طائفي في شوارع بيروت عام 2008.
 


وزراء المعارضة أثناء إعلانهم استقالاتهمفي المؤتمر الصحفي (رويترز)
وزراء المعارضة أثناء إعلانهم استقالاتهمفي المؤتمر الصحفي (رويترز)

تمسك

وكان عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار والمتحدث الرسمي باسمها فارس سعيد قال للجزيرة في وقت سابق اليوم، إن المعارضة تفرض على لبنان من خلال استقالتها اليوم عملية التعطيل الكامل، فقد قاطعت جلسات الحوار واليوم تتقدم بخطوة إضافية ونحن بأمس الحاجة للحكومة".
 
وأكد أن قوى 14 آذار تتمسك بثلاث نقاط: أولها أنه لا تسوية على حساب العدالة، والثانية هي لا للتعطيل ولا رئيس سوى سعد الحريري، والثالثة هي لا للتلاعب بالاستقرار الأمني، مضيفا "تحت هذا السقف لدينا كل الاستعداد للحوار مع الكل".
 
وأضاف "نرحب بأي مسعى عربي لتسوية الأوضاع.. لا نريد دخول لبنان في أي أتون من عدم الاستقرار الأمني، ونؤكد أن لا مساومة على المحكمة وأن يكون سعد الحريري رئيس الحكومة، وتحت هذا السقف نحن منفتحون وسنتمسك بثوابت الإجماع في الطائف والدوحة".
 
وكان وفد من المعارضة اللبنانية قد طلب من الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس الثلاثاء عقد جلسة لمجلس الوزراء لبحث حل للأزمة اللبنانية إثر الإعلان عن فشل المبادرة السعودية السورية.
إعلان
 
وأبلغ الوزير محمد فنيش -وهو من وزراء حزب الله- الصحفيين إثر انتهاء اجتماع قادة المعارضة، أن وزراء المعارضة بانتظار جواب من رئيس الجمهورية بعد اتصاله برئيس الحكومة بشأن طلبها دعوة مجلس الوزراء إلى اجتماع لبحث حل للأزمة.
 
وأضاف أن المسعى السعودي السوري "الذي راهنا عليه" وصل إلى طريق مسدود "بسبب الضغوطات الأميركية وعدم قدرة الفريق الآخر على تجاوزها"، والمطلوب من اللبنانيين البحث عن حل، معتبرا أن التدخل السعودي السوري كان إيجابيا.
 

جبريل باسيل: كان لا بد من تقديم الاستقالة (الجزيرة)
جبريل باسيل: كان لا بد من تقديم الاستقالة (الجزيرة)

طلبات تعجيزية

أما عضو كتلة المستقبل النيابية أحمد فتفت فقال إن قوى 8 آذار طرحت طلبات تعجيزية للتسوية، وإنها ربطت بين هذه التسوية وبين إسقاط محكمة الحريري.
 
ويطالب وزراء المعارضة بعقد الجلسة الطارئة لاتخاذ قرار بوقف تمويل المحكمة وسحب القضاة اللبنانيين وإلغاء مذكرة التفاهم مع المحكمة.
 
من جهة أخرى حمل رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون فريق رئيس الحكومة سعد الحريري مسؤولية الفشل، وقال إن المبادرة السورية السعودية انتهت بدون نتيجة.
 
وأضاف للصحفيين أن حزب الله وحركة أمل -التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري- أبلغا بفشل المبادرة السعودية السورية من قبل المعنيين (في سوريا)، ووجه شكره للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد على جهودهما.
المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان