حداد بمنزل الأزهري في أم درمان

عماد عبد الهادي-الخرطوم
في محاولة للفت الانتباه للحزن الذي مثله ما اعتبروه تفريطا في جنوب السودان، في ظل توقعات كبيرة بانفصاله في الاستفتاء الذي يجرى على تقرير مصير الإقليم، لم يجد مؤيدون للحزب الاتحادي الديمقراطي بالسودان غير تنكيس علم السودان بمنزل الزعيم إسماعيل الأزهري رئيس الوزراء الأسبق وأول من رفع علم البلاد بعد الاستقلال.

حزن
وتؤكد جلاء إسماعيل الأزهري -الأمينة العامة للحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد- أن توشيح المنزل باللون الأسود دليل حزن على انفصال جنوب السودان "الذي كان من الأولى الحفاظ على وحدة أراضيه كما ورثناه من أهلنا".
وتقول في حديثها للجزيرة نت إلى أن ذهاب الجنوب سيغري ولايات أخري للتفكير في الانفصال مثل جبال النوبة (جنوب كردفان) والنيل الأزرق ودارفور، داعية لاستدامة السلام بين شمال وجنوب السودان بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء.
وحملت المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ما أسمتها المسؤولية التاريخية في فصل جنوب السودان "بعد فرض أجندتهما الإقصائية على المواطنين في السودان". لكنها طالبت في ذات الوقت باعتماد الجنسية المزدوجة بين الشمال والجنوب حتى تمكن من عودة الوحدة في المستقبل.
أما عضو المكتب التنفيذي للحزب حسين الرفاعي فاعتبر أن الوشاح تعبير عن "عدم الرضا والغضب وحزن على فصل جنوب البلاد الذي لا يمثل الإرادة الحقيقية للمواطن السوداني".
تنكيس العلم
ويأتي توشيح المنزل بالسواد وتنكيس علم الاستقلال الأول للسودان بالتزامن مع احتفالات البلاد بذكرى الاستقلال هذه الأيام "مع اتجاه عضو من أجزائه للبتر والفصل التام".

وحفيدة الزعيم الأزهري عبير أحمد شريف التي ارتدت الأسود الكامل بدت حزينة وهي تقول إنها لا تعلم كيفية التعامل مع وطن جديد وبخريطة جديدة تمزقه الأهواء السياسية.
وترى في تعليقها للجزيرة نت أن الصمت أبلغ تعبير من الحديث، مشيرة إلى أن تنكيس العلم خلال أعياد الاستقلال محاولة "لإرسال رسالة تذكير بأنه آخر احتفال ربما بوطن موحد غير ممزق".
من جهته فقد حمل عضو المكتب التنفيذي للحزب محمد الهادي المؤتمر الوطني مسؤولية انفصال الجنوب مبديا عدم تصوره لخريطة الوطن بدون الجنوب.
غير أن الأمين العام لحركة الشباب الديمقراطي حاتم شنان فاعتبرها دعوة للحداد على المصير المجهول الذي يواجهه السودان، مشيرا إلى إمكانية أن تمضي ولايات أخرى في ذات طريق الجنوب.
وقال للجزيرة نت إن ضياع وحدة السودان يمثل كارثة ربما لن تندمل جراحها مهما فعل السودانيون في الشمال والجنوب "لكنها ربما تكون بمثابة دعوة للشباب للقيام باستبدال الحال".