تواصل استفتاء السودان وتمديد الاقتراع

epa02522551 South Sudanese people queue to cast their votes during the referendum on the independence of South Sudan outside a polling station in Juba, southern Sudan, 10 January 2011. Voting in the South Sudan
مقترعون يصطفون خارج مركز انتخابي في جوبا عاصمة الجنوب (الأوروبية)

يواصل الناخبون الإدلاء بأصواتهم في استفتاء تقرير مصير جنوب السودان بعد إقبال كثيف خلال اليومين الماضيين، وقد مددت مفوضية الاستفتاء التصويت ساعة إضافية لضمان مشاركة أكبر في العملية. في حين ساد هدوء منطقة أبيي بعد اشتباكات لثلاثة أيام أسفرت عن سقوط ثلاثين قتيلا.

 
وقال مراسل الجزيرة في جوبا عادل فارس إن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها كالمعتاد في الثامنة من صباح اليوم وسط إقبال متوسط يتوقع أن يزيد خلال فترة الظهيرة خاصة بعد تمديد التصويت ساعة إضافية.
 
وأكد المراسل أن هناك مؤشرات على أن نحو مليون شخص أدلوا بأصواتهم حتى الآن في الولايات الجنوبية، مشيرا إلى أن التصويت يجرى من دون أي مشاكل سوى اتهام أطلقته أمس قيادات بحزب المؤتمر الوطني قطاع الجنوب بحدوث تجاوزات في الاستوائية لم تعلق عليه المفوضية حتى الآن.
 
وفي واو أيضا انطلقت عمليات التصويت ولكن دون الكثافة التي طبعت اليومين الماضيين، بحسب موفد الجزيرة حسن الراشدي، مشيرا إلى أن المؤسسات والشركات أعطت العاملين إجازة لتمكينهم من المشاركة في الاستفتاء.
 
ولفت موفد الجزيرة إلى توتر في السوق المحلي لنفاد بعض المواد التموينية الأساسية التي تأتي أساسا من الشمال، ويعود السبب في ذلك –حسب المراقبين- إلى أن قوافل الشاحنات قد تعرضت لبعض المشاكل أثناء سيرها نحو واو عبر أبيي بسبب الاشتباكات التي شهدتها الأخيرة.
 
جنوبية عقب إدلائها بصوتها في مركز بالولايات المتحدة (الجزيرة)
جنوبية عقب إدلائها بصوتها في مركز بالولايات المتحدة (الجزيرة)

وفي الخرطوم أكد مراسل الجزيرة أسامة سيد أحمد أن عمليات الاقتراع تتواصل وسط إقبال ضعيف بسبب أن عدد المسجلين بالشمال لا يتجاوز 116 ألفا مقارنة بنحو أربعة ملايين بالجنوب.

 
بموازاة ذلك تتواصل عمليات التصويت في ثمانية مراكز خارج السودان هي مصر وكينيا وأوغندا وإثيوبيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية وكندا وأستراليا، وأكدت مفوضية الاستفتاء أن الاقتراع يتواصل في هذه المراكز دون معوقات.
إعلان
 
ساعة إضافية
ومن المقرر أن تستمر عمليات التصويت أسبوعا كاملا، على أن تعلن نتيجته النهائية لاحقا. ويَلزم لتنفيذ نتائج الاستفتاء أن يشارك فيه 60% على الأقل من الناخبين المسجلين.
 
وقد مددت مفوضية الاستفتاء فترة الاقتراع خلال الأيام المتبقية من الثامنة صباحا وحتى السادسة مساء بدلا عن الخامسة، لضمان مشاركة أكبر في الاستفتاء خاصة العاملين في الدولة.
 
وتميز اليومان الأولان بإقبال كثيف خاصة في عاصمة الجنوب جوبا وواو حيث شوهدت طوابير طويلة للمصوتين أمام مكاتب الاقتراع, بينما تراوحت نسبة الإقبال في الشمال بين الضعيفة والمتوسطة.
 
ويجرى الاستفتاء بموجب اتفاقية السلام الشامل عام 2005 التي أنهت 22 عاما من الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه، مع آمال وتطلعات بأن تتم العملية بكاملها حتى إعلان النتيجة في جو آمن ونزيه وحر يفضي لسلام دائم، سواء ظل السودان واحدا أو انقسم إلى دولتين.

 
وبدأت عمليات التصويت الأحد وسط مظاهر فرح عارمة. ونقل موفد الجزيرة نت إلى جوبا معاوية الزبير أن الأجواء الاحتفالية بدأت مع انبلاج الفجر حيث ترددت الأغاني والموسيقى الصاخبة في جنبات المدينة، وامتلأت الشوارع بالناس على غير العادة في هذا الوقت المبكر.
 

اجتماع حكومي لاحتواء الاشتباكات المسلحة في أبيي (الجزيرة)
اجتماع حكومي لاحتواء الاشتباكات المسلحة في أبيي (الجزيرة)

هدوء بأبيي


في غضون ذلك ساد هدوء منطقة أبيي بعد أن شهدت اشتباكات مسلحة لثلاثة أيام على التوالي بين قبيلتي الدينكا نقوك والمسيرية شمال غربي المدينة أسفرت عن سقوط نحو ثلاثين قتيلاً وعشرات الجرحى من الجانبين. وتتواصل الجهود والوساطات الرسمية والشعبية لاحتواء التوتر الأمني.
 
في هذه الأثناء أعلن والي ولاية جنوب كردفان السودانية أحمد هارون سلسلة اجتماعات على المستوى الحكومي والأهلي لاحتواء الإشكالات التي أدت إلى الاشتباكات التي وقعت بمنطقة أبيي أمس وراح ضحيتها 24 شخصا.
 
وأكد هارون -في تصريح له عقب اجتماع بالمنطقة- أن اجتماعا للإدارة الأهلية سينعقد في الـ12 من الشهر الجاري، إضافة لاجتماع آخر يضم وزير الداخلية الاتحادي ووزير داخلية حكومة جنوب السودان ورئيس إدارة منطقة أبيي ووالي ولاية جنوب كردفان، فضلا عن ممثلين لمجلس الدفاع المشترك.
 
ومن جهته أوضح رئيس إدارة منطقة أبيي عن الحركة الشعبية لتحرير السودان دينق أروب أن الاجتماع الحكومي سيناقش شرطة أبيي، أما الإدارة الأهلية فستبحث حركة الرحّل والأسباب التي أدت للاحتكاكات الأخيرة.
إعلان
 
وتمثل أبيي -الخصبة والواقعة على خط التماس- منطقة نزاع بين شمال السودان وجنوبه, وهي تشهد من حين لآخر صدامات بين قبيلتيْ المسيرية الشمالية والدينكا نقوك الجنوبية.
 
وكان من المفترض أن يجري استفتاء على تبعية أبيي إما للشمال وإما للجنوب بالتزامن مع استفتاء تقرير مصير جنوب السودان، لكن الخلافات بين المسيرية والدينكا بشأن الحدود ومن يحق له التصويت حالت دون إجرائه في موعده.
المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان