دعوة لهدنة بالصومال لمواجهة الجفاف

الجفاف يهدد المواشي في جنوب الصومال

الجفاف يهدد البشر والمواشي في جنوب الصومال (الجزيرة نت-أرشيف)


قاسم أحمد سهل-مقديشو
 
تعالت الأصوات المطالبة بتقديم مساعدات عاجلة وإغاثة للمتضررين من موجة الجفاف التي عمت معظم المناطق في الصومال شمالا وجنوبا -لاسيما المناطق الريفية- من خلال توفير مياه الشرب والطعام لهم.
 
وفي هذا الصدد أصدرت هيئة علماء الصومال السبت بيانا، ذكرت فيها أن مصيبة الجفاف نتجت بفعل "المعاصي"، الأمر الذي يحتم على الناس "التوبة والرجوع إلى الله ولزوم الاستغفار وإقامة صلاة الاستسقاء، عسى أن يرفع الله هذه المصيبة عنهم".
 
ودعا البيان الأطراف المتقاتلة في الصومال إلى توقيع ما سمته هيئة العلماء "ميثاق شرف"، والتوصل إلى هدنة تستمر ستة أشهر، ليمهد ذلك لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، مطالبا في نفس الوقت بعدم تسييس معاناة المتضررين من الجفاف.
 
كما دعا البيان المنظمات الدولية والإسلامية والعربية إلى الإسراع بإرسال مساعدات عاجلة إلى المناطق التي شملها الجفاف، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية مع مراعاة خصوصيات البلد وظروفه، وحثت الهيئة في بيانها أغنياء البلد على توفير مياه الشرب والطعام للمتضررين.
 

"
الأمطار لم تهطل في إحدى بلدات إقليم بونت لاند لمدة طويلة، مما أدى إلى نفوق عدد كبير من المواشي وزاد من صعوبة ظروف عيش أهالي المنطقة الذين اضطر بعضهم  للنزوح
"

وفد وزاري
وعلى صعيد آخر ذكر وزير التخطيط والعلاقات الدولية لإقليم بونت لاند -الذي يحظى بحكم شبه ذاتي- داود محمد عمر، أن نحو مليون شخص أكثرهم من سكان الأرياف تأثروا بالجفاف ويعيشون في ظروف صعبة جدا من عدم توفر الماء والطعام، وأن مواشيهم بدأت في النفوق.
 
وفي مؤتمر صحفي عقده في جرووي عاصمة الإقليم، قال عمر إنه زار -ضمن وفد كلفته حكومة الإقليم بمواجهة آثار الجفاف- مناطق كثيرة خاضعة لإدارة الإقليم. وتفقد الوفد مناطق في محافظتي باري ونوغال من الإقليم الواقع في شمال شرق الصومال.
 
وأوضح أن حكومة الإقليم بصدد إعداد خطة لإرسال مساعدة عاجلة إلى الذين يعانون من الجفاف في الإقليم، كما ذكر أن المتضررين من ظروف الجفاف الشديدة طلبوا من منظمات الإغاثة أن تتحمل مسؤولياتها وترسل مساعدات بصورة عاجلة إلى المناطق المتضررة.
 
موت من العطش
وأفاد أحد سكان إقليم بونت لاند في حديث للجزيرة نت بأنه لم تهطل الأمطار على بلدتهم لمدة طويلة، مما أدى إلى نفوق عدد كبير من المواشي، وزاد من صعوبة ظروف عيش أهالي المنطقة الذين اضطر بعضهم إلى الانتقال إلى بلدة عالولا لإنقاذ ما تبقى من مواشيهم.
 
وفي المناطق الوسطى من الصومال أفادت الصحافة المحلية بأن عشرة أشخاص أكثرهم أطفال ماتوا جراء العطش في الأيام القليلة الماضية، في مناطق مجاورة لمدينة هوبيو بوسط البلاد، من بينها عيلهور وداباغلو وجالوين وغيرها.
 
وبسبب تأخر هطول الأمطار عدة سنوات، فقد سكان تلك المناطق كثيرا من مواشيهم ونزحوا بالباقي إلى مدينة هوبيو للحصول على الماء، إلا أنهم غير قادرين حاليا على شراء برميل واحد من الماء.
إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان