تباين بشأن مصالحة عباس والقدومي

afp - Palestinian leader Mahmud Abbas (L) looks as Faruq Qaddumi (R), the head of the mainstream Palestine Fatah movement offers his hand for a
فاروق القدومي (يمين) مستقبلا محمود عباس في مقر إقامته في تونس (الفرنسية-أرشيف)
عوض رجوب-الضفة الغربية
محمد الخضر-دمشق
 
أثارت المصالحة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي ردود أفعال متباينة في الساحة الفلسطينية.
 
وتباينت الروايات والتفسيرات لخلفيات ودلالات تلك الخطوة وتداعياتها على الانقسام بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
 
فقد قال أمين مقبول أمين سر المجلس التشريعي ومستشار الرئيس عباس، إن اللقاء بين المسؤوليْن الذي تم قبل نحو أسبوع في تونس هو نتيجة طبيعية لظروف حدثت، بعد أن أصيب القدومي بوعكة صحية فسعى الرئيس عباس للاطمئنان على صحته.
 
وأكد مقبول في حديث للجزيرة نت أنه لا علاقة بين مصالحة عباس والقدومي من جهة، ومسعى المصالحة بين فتح وحماس من جهة أخرى.
 
أما رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد فقد هون من أبعاد الخطوة قائلا إنه "لا علاقة لأي وضع تنظيمي خاص بحركة فتح بموضوع إنهاء الانقسام، أي موضوع تنظيمي هو خاص بفتح، وأي حديث خارج هذا السياق هو نوع من الثرثرة الموجهة للتخريب وتنفيذ سياسات تكريس الانقسام".
 
وفي محاولة لتفسير ما حصل، قال المحلل السياسي خليل شاهين إن المصالحة بين الرجلين إنما تعبر عن حاجة كلا الطرفين لذلك وخاصة الرئيس عباس في ظل إطلاق تحقيق مع عضو اللجنة المركزية محمد دحلان.
إعلان
 
وأضاف شاهين في حديث للجزيرة نت أن المستفيد الأكبر من هذه المصالحة هو عباس الذي يسعى في هذه المرحلة لتأكيد قدرته على قيادة حركة فتح بشكل موحد في مواجهة أي محاولات للتشكيك في مدى انسجام أو على الأقل وحدة الحركة خلفه.
 
وعن تداعيات تلك المصالحة على الساحة الفلسطينية، قال شاهين إنه لا ينبغي المبالغة بشأن موضوع تأثيرات قضية دحلان أو المصالحة بين عباس والقدومي على المصالحة الفلسطينية الداخلية.
 

أنور عبد الهادي: الخلاف بين عباس والقدومي لم يكن شخصيا (الجزيرة نت)
أنور عبد الهادي: الخلاف بين عباس والقدومي لم يكن شخصيا (الجزيرة نت)

خلافات ثانوية

وفي تعليقات سابقة عن الموضوع، قال أنور عبد الهادي مدير الدائرة السياسية في المنظمة والمستشار الإعلامي للقدومي إن مبادرة المصالحة جاءت من القدومي بعد لقاء بين الرجلين في عمان منتصف الشهر الماضي.
 
وعن مدى تجاوز الرجلين الخلاف العميق بينهما، قال عبد الهادي في حديث مع الجزيرة نت إن "الخلاف بين عباس وأبو اللطف (القدومي) لم يكن شخصيا"، موضحا أنه خلاف حول وسائل وأساليب الوصول إلى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
 
وأضاف أن عباس والقدومي بحثا في لقائهما في تونس بكل صراحة وشفافية الوضع الفلسطيني والمرحلة السابقة بكل ما فيها، وأشار إلى أنه "من الطبيعي أن يتجاوزا تلك الخلافات الثانوية مقارنة بما تواجهه فتح والقضية الفلسطينية".
 
وبشأن مآل تلك المصالحة قال القيادي في حركة فتح موعد الموعد إن هناك تفاصيل كثيرة عن الموضوع ستبحث في اجتماعات قيادة فتح في رام الله خلال الأيام القليلة القادمة.

 
يذكر أن العلاقة بين الرجلين ساءت للغاية على خلفية تصريحات صحفية للقدومي في يوليو/تموز 2009 قال فيها إنه يمتلك محضر اجتماع قال إنه ضم عباس ودحلان ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون مساعد وزيرة الخارجية الأميركية الأسبق ووليام بيرنز، وتقرر فيه اغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
المصدر : الجزيرة

إعلان