مقتل 3 جنود للناتو في أفغانستان
أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) مقتل ثلاثة من جنوده في أفغانستان بالتزامن مع قيام الرئيس الأفغاني بزيارة رسمية إلى إسلام آباد، في وقت اتهمت حركة طالبان قائد القوات الأميركية هناك بتبني إستراتيجية تتركز على قتل المدنيين.
فقد أعلن اليوم الجمعة بيان لقوات الناتو العاملة في إطار القوات الدولية للمساعدة على تثبيت الأمن والاستقرار بأفغانستان (إيساف) مقتل ثلاثة من جنوده في حادثين منفصلين بعبوة ناسفة جنوب البلاد أمس الخميس.
وعلى الرغم من أن البيان لم يكشف هوية الجنود القتلى، فإن مصادر إعلامية ذكرت أنهم من القوات الأميركية العاملة تحت لواء إيساف.
وبهذا يرتفع عدد قتلى الجنود الأجانب بأفغانستان خلال العام الحالي فقط إلى 408 جنود 86 منهم سقطوا خلال الشهر الجاري و102 قتلوا في يونيو/ حزيران الماضي الذي يعتبر من أكثر الشهور دموية للقوات الدولية بهذا البلد منذ اندلاع الحرب عام 2001.
وكانت السلطات المحلية الأفغانية قد أكدت العثور على جثة الجندي جارود نيولوف ملقاة في أحد الأنهار الأربعاء الماضي، في حين تم العثور الخميس على جثة زميله جاستن ماكينلي في موقع آخر.

وأوضحت مصادر أميركية أن التحقيق سيعمل على كشف الملابسات التي دفعت بجنديين قليلي الخبرة لقيادة السيارة بمفردهما بمنطقة خطرة تسيطر عليها طالبان لا سيما وأن قادة عسكريين أكدوا أنه لم يتم تكليف الجنديين للقيام بأي مهمة بالمنطقة التي تم فيها العثور على جثتيهما.
بيد أن مصادر أفغانية محلية أكدت أن الجنديين شوهدا معا في سوق بمديرية شرخ يوم الجمعة الماضي، وأن عناصر طالبان على الأرجح لاحظوا وجودهما وأبلغا مجموعة أخرى رصدت لهما على الطريق وحاولت إيقافهما لكنهما رفضا الوقوف فأطلق المسلحون النار على السيارة.
ونسبت وكالة الأنباء الفرنسية لموقع إلكتروني نقله عن مسؤولين بطالبان قولهم إن قتل المدنيين هو "الإنجاز الوحيد" الذي تمكن بترايوس من تحقيقه منذ توليه قيادة القوات الأميركية والناتو بأفغانستان، متسائلين عما إذا كان القتل الجماعي للمدنيين بمثابة الإستراتيجية الجديدة التي يعتمدها بترايوس في إدارة الحرب.
وأضافت الحركة أن تسعين مدنيا أعزل "استشهدوا في القصف الأميركي الأعمى لمناطق متفرقة في أفغانستان" خلال الأسبوعين الماضيين، مؤكدة أن هذه التصرفات ستكون سببا لزيادة العمليات ضد القوات الأجنبية.
" |
وكان الرئيس الأفغاني قد قال، في تصريحات أدلى بها الخميس في كابل، إن الحرب على الإرهاب يجب ألا تدور في قرى ومنازل الأفغان بل المواقع التي تجد فيها من وصفها بالمجموعات الإرهابية بالحماية والمال والتدريب، في إشارة مبطنة إلى باكستان.
وأوضح كرزاي أن السؤال الأهم يبقى في عدم قيام المجتمع الدولي -الذي يمتلك الإمكانيات- بعمل ما ضد هذه التجمعات، في إشارة إلى ما ورد في الوثائق العسكرية الأميركية التي سربها موقع ويكيليكس.
وفي رده على تلك الوثائق التي تحدثت عن دعم باكستاني استخباري لطالبان، اتهم مجلس الأمن القومي الأفغاني واشنطن بالفشل والتقصير في ملاحقة وضرب قيادات وأنصار طالبان المختبئين في باكستان منذ تسع سنوات.