تساؤلات عن محكمة الحريري


الأسئلة عن المحكمة الدولية لا تنحصر في معرفة الحقيقة فقط، بل تطال كذلك الوقت الذي استغرقه تشكيلها، والاستقالات الكثيرة التي شهدها الطاقم العامل فيها الذين كان أبرزهم رئيس قلم المحكمة دايفد تولبرت الذي جاء خلفاً لسلفه المستقيل البريطاني روبين فنسنت، بالإضافة إلى القاضي هاورد موريسون، والمتحدثة باسم المحكمة سوزان خان وهي فلسطينية، ورئيس المحققين في مكتب المدعي العام الدولي الأسترالي نيك كالداس.
" الخبير القانوني محمد المجذوب: الوصول إلى الحقيقة قد يستغرق وقتاً طويلاً، وهي مهمة باتت أصعب اليوم بعد مرور خمس سنوات على ارتكاب الجريمة " |
الخبير في القانون الدولي الدكتور محمد المجذوب اعتبر أن الإجراءات التي كانت تجري قبل الإعلان عن المحكمة كانت ضمن سياق تحقيقات تقوم بها لجان تحقيق وليس المحكمة. فتشكيل المحاكم الدولية يستغرق وقتاً طويلاً لإيجاد مقر لها واختيار القضاة والعاملين فيها، كل هذه الأمور لا يمكن الإسراع في إنجازها.
واعتبر المجذوب في حديثه مع الجزيرة نت أنه بات ضرورياً في الفترة القادمة التعجيل بالإجراءات المتبقية، لأن جميع التحقيقات أنجزت، ولم يبقَ سوى الانتهاء من إعداد الاتهام.
واستبعد أن يكون للاستقالات التي حصلت تأثير على عمل المحكمة، فقد جاءت في سياق انتهاء مهمة الموظفين أو توفر فرص أخرى لهم، ويجب عدم تحميلها أكثر مما تحتمل، خاصة أن قضاة المحكمة معروفون بالنزاهة والتجرد.
وأشار إلى أن الوصول للحقيقة قد يستغرق وقتاً طويلاً، وهي مهمة باتت أصعب اليوم بعد مرور خمس سنوات على ارتكاب عملية الاغتيال، لأن العناصر الجرمية تكون انتهت، لذا فإن المطلوب اليوم هو أن تعلن المحكمة إما وصولها أو عدم وصولها إلى حقيقة المسؤولين عن اغتيال الحريري.
ومن جانبه قال المتخصص في القانون الجنائي الدكتور عمر نشابة إن المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه تنفرد بميزتين، الأولى تتعلق بصلاحيتها القانونية الضيقة التي تنحصر في جريمة واحدة وجرائم متلازمة معها خلال مدة زمنية محددة، والثانية هي أن المحكمة مختلطة بين القانون اللبناني والقانون الدولي وقضاتها لبنانيون وأجانب.

وأضاف نشابة أن التساؤل لا يدور حول أسباب تأخر عمل المحكمة، بل حول غياب تبرير هذا التأخر، والاستقالات العديدة التي شهدها طاقم المحكمة وسببها، وسبب تعيين موظفين لفترة سنة فقط في ملف شائك كهذا.. فعلى المحكمة أن تفصح عن أجوبة هذه الأسئلة للبنانيين الذين يدفعون 40% من ميزانيتها.
ومن جانبه اعتبر الأستاذ الجامعي المحامي أديب الفرزلي أن الحكم على مسار المحكمة يكون بعد صدور القرار الظني وليس قبله، وبناء عليه يمكن وضع تقييم علمي لمسار المحكمة.
وقال الفرزلي إنه على المحكمة الاستقرار بالطاقم الموجود، لأنها لم تعد في مراحل أولية بل في مرحلة متقدمة، ولم يعد مسموحاً بأن تشهد استقالات كالتي حصلت في المرحلة السابقة.