طالبان تشتبك مع المارينز في هلمند

اشتبك مقاتلو حركة طالبان مع مشاة البحرية الأميركية التي تقدمت في إطار القوات الدولية نحو مديرية مرجه بولاية هلمند، ضمن عملية واسعة النطاق تهدف إلى استعادة سيطرة الحكومة على هذه المنطقة الواقعة جنوب أفغانستان، وسط أنباء عن وقوع إصابات في صفوف القوات المهاجمة.
وأفاد مراسل الجزيرة في كابل ولي الله شاهين أن العملية التي أطلق عليها اسم "مشترك" بدأت عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي عبر موجة من القصف الجوي قامت به مروحيات قتالية على مديريتي ناد علي ومرجه.
وأشار المراسل إلى أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي هو من طلب من القوات الأميركية تنفيذ هذه المهمة ووقع أمرا حكوميا بهذا الشأن إلى القوات الأفغانية، وأنه تم إبلاغه بكامل الخطط العسكرية الخاصة بالعملية.
وذكرت مصادر إعلامية أخرى أن مروحيات أميركية من طراز "كوبرا" أطلقت صواريخ "هيلفاير" على مسلحي طالبان الذين أقاموا مواقع دفاعية تسد منافذ مرجه من كافة الجهات، بعدما أغرقوا القناة الرئيسية عند مدخلها بالمياه، وهو ما حرم القوات المهاجمة من إمكانية اقتحام المنطقة بواسطة جنود المشاة (المارينز).

طبيعة المعركة
وذكر مراسلون مرافقون للقوات الأميركية أن دوي المدافع والأعيرة النارية ترددت في سماء مرجه، قبل أن يفجر الجنود الأميركيون قنبلة من الوقود أطلقت ستارا كبيرا من الدخان فوق المنطقة.
وأضافت المصادر نفسها أن قوات المارينز أطلقت أربعة صواريخ على الأقل تجاه مواقع طالبان في مرجه، وردت الحركة على مصادر النيران مما أسفر عن إصابة جندي أميركي على الأقل.
" |
المدنيون
ولفت إلى أن طبيعة الأرض والزي المحلي لا تعطي للقوات المهاجمة فرصة التمييز بين المدنيين ومسلحي طالبان الذين ينحدرون أصلا من المنطقة نفسها، الأمر الذي سيصعب من إمكانية تجنب المدنيين في هذه المعركة وبالتالي قد تزيد الأمور سوءا بالنسبة للولايات المتحدة لجهة محاولاتها كسب التأييد الشعبي.
ووفقا لما ذكرته قيادة المنطقة الجنوبية في القوات الدولية للمساعدة على إرساء الأمن والاستقرار في أفغانستان (إيساف)، تشارك في العملية التي انطلقت في مرجه أربع كتائب من مشاه البحرية الأميركية برفقة كتيبة هندسية وأخرى للاستطلاع مزودة بدبابات خفيفة سريعة الحركة، في حين تشارك بريطانيا بثلاث كتائب مع فريق إعادة الإعمار وقوات خاصة.
أما بالنسبة للعمليات في مديرية ناد علي الواقعة شمال مرجه، فتشارك فيها قوات بريطانية وأميركية وكندية، وذلك بهدف استعادة المنطقة من طالبان وحرمانها من الموارد المالية التي تجنيها من مزارع الأفيون وتجارة المخدرات التي تؤمن لها الأموال اللازمة لتنفيذ عملياتها وتسليح مقاتليها، كما تقول القوات الدولية.