أنصار السلام بإسرائيل.. خونة

AFPIsraeli Peace Now activists protest on August 17, 2009 outside Shepherd Hotel in Jerusalem's Sheikh Jarrah Arab neighbourhood as US Republican presidential

من مظاهرة لناشطي السلام الإسرائيلي في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية (الفرنسية-أرشيف)

يواظب أنصار السلام في إسرائيل على التظاهر أسبوعيا ضد سياسات اليمين المتشدد لكنهم يواجهون في الوقت نفسه رأيا عاما ساخطا لا يتردد حتى في اتهامهم بالخيانة.

فمنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي يتجمع ناشطو السلام الإسرائيليون كل يوم جمعة في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة احتجاجا على سياسة طرد الفلسطينيين من منازلهم والسماح للمستوطنين اليهود بالاستيلاء عليها.

وفي المظاهرة التي جرت أمس الجمعة، تجمع نحو 250 ناشطا عند إحدى الطرق وهم يرددون هتافات مناوئة للمستوطنين في الوقت الذي كان عدد من رجال الشرطة يراقبون الوضع عن كثب بعصيهم وبنادقهم الآلية.

تراجع اليسار
وعلى الرغم من أنها تعتبر الأكبر في مسيرة اليسار الإسرائيلي منذ سنوات، لم يتعد عدد المشاركين في مظاهرات الشيخ جراح أكثر من 400 شخص، وهو رقم يعكس التراجع الجذري لشعبية اليسار وأنصار السلام بالمقارنة مع الأيام الخوالي التي كان فيها هذا اليسار يستقطب مئات آلاف المتظاهرين.

الشرطة الإسرائيلية تعتقل ناشطا من اليسار خلال مظاهرة ضد الاستيطان (الفرنسية-أرشيف)
الشرطة الإسرائيلية تعتقل ناشطا من اليسار خلال مظاهرة ضد الاستيطان (الفرنسية-أرشيف)

صحيح أن اليسار الإسرائيلي يتوزع على خلفيات سياسية وفكرية متعددة لكنه يجتمع على دعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة فوق الأراضي المحتلة عام 1967، وهي قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية بعد إخلائها كليا من المستوطنين اليهود.

لكن وفي الإطار العام، تحولت هذه المظاهرات إلى أشبه بصرخة ضد تراجع دور اليسار الإسرائيلي وسياسة تكميم الأفواه ضد المجاهرين برأيهم المعارض لليمين منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

حملة يمينية
فيما يتصل بهذه النقطة، يشير أنصار السلام الإسرائيليون تحديدا إلى الحملة اليمينية المركزة على تشويه صورة ناشطي حقوق الإنسان واعتقال المتظاهرين والمساعي الحثيثة من قبل مسؤولي الحكومة وأنصار الجماعات المتشددة لوقف الدعم المالي لكافة المنظمات المؤيدة لعملية السلام.

وعن هذا يقول الكاتب الإسرائيلي ديفد غروسمان -أحد أكبر ناشطي السلام- إن الوقت حان كي ينتفض اليسار الإسرائيلي ضد محاولة اليمين المتطرف خطف مستقبل الأجيال المقبلة، في إشارة إلى تصاعد التأييد الشعبي لليمين المتشدد وحكومته برئاسة زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو.

إذ توقع آخر استطلاع للرأي نشرته صحيفة هآرتس فوز الليكود –إذا أجريت الانتخابات البرلمانية في الوقت الحاضر- بـ35 مقعدا أي بزيادة 8 مقاعد عن تلك التي فاز بها في الانتخابات الأخيرة، في حين لن تتعدى حصة حزب ميرتس اليساري المؤيد للسلام ثلاثة مقاعد في أفضل الأحوال.

تقرير غولدستون
ويعزو العديد من المراقبين هذه التوقعات إلى أن تقرير غولدستون بشأن الحرب على غزة كان الوقود الذي غذى مشاعر الكره والحقد ضد اليسار وأنصار السلام على خلفيه اتهام العديد منهم بالشهادة أمام لجنة التحقيق ضد الجيش الإسرائيلي.

"
اقرأ أيضا:

 أدوات تغيير الهوية الفلسطينية
"

ولم يتوقف الأمر عند حد الاتهام بالخيانة وحسب، بل تجاوز ذلك إلى طلب المنظمات اليهودية المتشددة من الحكومة والبرلمان إيجاد طريقة ما لقطع التمويل الدولي عن المنظمات وجماعات السلام التي قدمت شهاداتها أمام لجنة غولدستون.

وأكبر دليل على تنامي مشاعر الحقد ضد أنصار السلام الحملة التي شنها اليمين الإسرائيلي خلال فبراير/شباط الجاري ضد النائبة الإسرائيلية السابقة ناعومي تشازان رئيسة إحدى المنظمات التي قامت بتمويل مجموعات من أنصار السلام شهدت أمام لجنة غولدستون للتحقيق في الحرب على غزة.

فقد صوّرت النائبة في رسم كاريكاتوري -نشر كإعلان مدفوع الأجر في إحدى الصحف- على شكل امرأة لديها قرن في رأسها، وهي الصورة الساخرة التي كانت تصف في الثلاثينيات من القرن الماضي الشخصيات الأوروبية المعادية للسامية.

المصدر : أسوشيتد برس

إعلان