واشنطن: كوريا الشمالية خطر متزايد

واصلت الولايات المتحدة حملتها ضد كوريا الشمالية، وقالت على لسان رئيس هيئة الأركان المشتركة إن بيونغ يانغ تمثل خطرا متزايد يتعين وقفه، لكنها اعتبرت أن أي رد فعل يجب أن يكون حذرا ومتوازنا كي لا يؤدي إلى تصعيد الصراع.
وفي الوقت نفسه دافع الأميرال مايك مولن عن المناورات التي أجرتها بلاده مؤخرا مع كوريا الجنوبية في البحر الأصفر، واعتبر أن هذا البحر يمثل مياها مفتوحة، مؤكدا أن الجيش الأميركي سيواصل القيام بعملياته هناك.
وكان مولن يتحدث اليوم الخميس إلى الصحفيين بعد اجتماعه مع وزير الدفاع الياباني توشيمي كيتازاوا في طوكيو التي وصل إليها قادما من كوريا الجنوبية.
وخلال وجوده في سول أمس دعا مولن إلى ضرورة إقامة حلف ثلاثي يضم بلاده واليابان وكوريا الجنوبية، كما أعلن إجراء مزيد من المناورات العسكرية مع سول لتوصيل رسالة ردع إلى بيونغ يانغ، بعد هجومها المدفعي على جزيرة يونغبيونغ الكورية الجنوبية في 23 نوفمبر/تشرين الثاني.
وتعد الولايات المتحدة حليفا رسميا لكوريا الجنوبية منذ عام 1954 حيث وقعتا على معاهدة للدفاع المتبادل في أعقاب الحرب الكورية، ويوجد ما يقارب 30 ألف جندي أميركي متمركزين في كوريا الجنوبية.

دور صيني
وفي الوقت نفسه، قال مولن إن بلاده ترى دورا "مهما للغاية" للصين في التعامل مع تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية باعتبارها واحدة من الدول القلائل التي لديها نفوذ على بيونغ يانغ.
ودعا بكين إلى العمل على كبح جماح كوريا الشمالية قائلا إن "لديها تأثيرا فريدا، وبالتالي عليها مسؤولية فريدة" في هذا الشأن.
كما حث المسؤول الأميركي أيضا اليابان على الاضطلاع بدور أكبر في تحقيق الاستقرار في المنطقة مثل المشاركة في تدريبات مشتركة مع الجيشين الأميركي والكوري الجنوبي.
وفي بكين، أعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" اليوم أن عضو مجلس الدولة الصيني داي بيغ قوه اجتمع بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل في بيونغ يانغ اليوم، دون أن تورد تفاصيل عما دار في الاجتماع.
ومن جانبه كشف حاكم ولاية نيو مكسيكو الأميركية عن اعتزامه السفر إلى كوريا الشمالية بعد نحو أسبوع، على أمل تخفيف التوترات المتصاعدة معها على خلفية برنامجها النووي، "وتصرفاتها لأخيرة بشأن كوريا الجنوبية"، موضحا أنه سيذهب بصفته الشخصية ولا يحمل أي رسائل.
موقف بيونغ يانغ
وفي الأثناء، نشرت كوريا الشمالية تقريرا اليوم يدافع عن قصفها المدفعي الشهر الماضي لجزيرة يونغبيونغ الذي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، متهمة سول وواشنطن "بتصعيد التوتر بشكل مستمر" في المياه المتنازع عليها قبالة ساحلها الغربي.
ووصف التقرير كوريا الجنوبية بأنها "دمية وداعية حرب"، وبأنها تسعى لتوسيع نطاق النزاع، حيث بدأت بإطلاق النار على الحدود تحت ذريعة إجراء مناورات عسكرية بشكل مثـّل تحريضا واضحا لدفع كوريا الشمالية إلى اتخاذ إجراء عسكري مضاد.
يذكر أن جزيرة يونغبيونغ تقع إلى الجنوب مباشرة من خط الحدود البحرية الذي وضعته الأمم المتحدة عقب الحرب الكورية التي استمرت ثلاث سنوات بين 1950 و1953، وانتهت بتوقيع اتفاق هدنة دون اتفاق سلام، علما بأن كوريا الشمالية لا تعترف بهذا الخط وتؤكد أن الجزيرة تقع ضمن حدودها.