تحرك للرد على رفض تجميد الاستيطان
قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن القيادة الفلسطينية تأمل من الإدارة الأميركية أن تعترف بالدولة الفلسطينية ضمن حدود عام 1967 في حين شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على أنه "لا يوجد الآن أي مساحة لمفاوضات مباشرة" بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وبالإضافة إلى هذه المواقف التي تأتي بعيد إعلان الولايات المتحدة فشلها في إقناع إسرائيل بوقف تجميد الاستيطان، يلتقي اليوم الخميس الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيره المصري حسني مبارك ضمن سلسلة مشاورات عربية تسبق عقد اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية مطلع الأسبوع القادم.
فقد اعتبر عريقات في تصريحات أمس أن عملية السلام "تمر الآن بمأزق خطير، وأن إفشال إسرائيل للمساعي الأميركية يضع المنطقة على مفترق طرق حقيقي".
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية أبلغت محمود عباس أنها لم تحصل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وقف الاستيطان، وعلق على ذلك بقوله "أفشلت الحكومة الإسرائيلية الجهود الأميركية، وكنا نأمل من واشنطن تحميل إسرائيل المسؤولية عما يجري".
وفي تعقيبه على طلب أميركي بإرسال مبعوث فلسطيني إلى واشنطن بشكل منفرد ومستقل للتشاور، قال عريقات إن الوقت حاليا ليس وقت الحديث عن محادثات تقريب فالمطلوب الآن قرارات.
وتابع "إن أرادت الولايات المتحدة الحفاظ على خيار الدولتين، عليها الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود يونيو/حزيران 1967".
وأشار عريقات إلى أن الرئيس محمود عباس سيتشاور مع الأشقاء العرب قبل أن يرد على الأفكار الأميركية، وخلال الأيام القادمة سينعقد اجتماع للجنة مبادرة السلام كما ستجتمع القيادة الفلسطينية وسيكون ذلك بعد زيارة ميتشل للمنطقة ولقائه محمود عباس.
عباس ومبارك
ومن أجل دراسة كيفية التعامل مع التطور الحاصل، يجري الرئيس المصري مباحثات اليوم الخميس مع نظيره الفلسطيني محمود عباس في القاهرة.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن السفير الفلسطيني في القاهرة بركات الفرا أن لقاء مبارك وعباس يبحث تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية وجهود تهيئة الظروف التي تساعد على استئناف المفاوضات ودفع عملية السلام قدما للأمام.
وأضاف الفرا أن محمود عباس سيطلع مبارك على آخر الاتصالات مع واشنطن التي تتعلق بالجهود الأميركية المبذولة لتجميد الاستيطان واستئناف المفاوضات والخطوات التي ستتخذها القيادة الفلسطينية في ضوء هذه الاتصالات.
وبعد وصوله إلى القاهرة أمس الأربعاء قادما من أثينا حيث التقى رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو، التقى الرئيس الفلسطيني، رئيس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن محمود عباس أطلع سليمان على المستجدات بشأن عملية السلام، والاتصالات لعقد اجتماع للجنة مبادرة السلام العربية.
جهود عربية
وفي نفس الإطار من المقرر أن تجتمع في القاهرة بداية الأسبوع المقبل لجنة مبادرة السلام العربية لبحث عملية السلام.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية إنه تلقى اتصالا من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي ترأس بلاده اللجنة، وطلب منه الإعداد لعقدها اجتماعا لبحث التحرك العربي في ضوء الرسالة التي تلقاها الرئيس الفلسطيني من الإدارة الأميركية.
وقال إن "لجنة المتابعة ستعقد اجتماعا في الأسبوع المقبل، وذلك الأسبوع سيتخلله أمران هما زيارة ميتشل للمنطقة حيث سيعرض بعض الأمور على الرئيس أبو مازن وعلى المعنيين بالأمر في هذه المنطقة والأمر الثاني هو أن تجتمع لجنة المتابعة العربية بعد انتهاء اجتماع الرئيس عباس مع ميتشل وغدا في الغالب سيتضح الموعد المحدد لهذا الاجتماع".
وبحسب موسى فإن العرب غير مستعدين لتسليم مفتاح القضية الفلسطينية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، وإنهم لن يستسلموا، وسيتعاملون مع هذا المستجد وفقا لرؤى ومتطلبات الرئيس الفلسطيني على حد تعبيره.
وقال موسى الذي التقى محمود عباس إن "الجانب الفلسطيني أجرى اليوم (الأربعاء) اتصالات مع مختلف الجهات العربية وغدا (الخميس) الرئيس أبو مازن سيلتقي مع الرئيس (المصري حسني) مبارك كما ستعقد لاحقا لقاءات تشاورية أخرى في عدد من الدول العربية".
لا للمفاوضات
وأضاف "واضح أن الإدارة الأميركية لم تستطع الوصول إلى وقف الاستيطان الأمر الذي يجعل أي مفاوضات بلا معنى، لأن معنى ذلك أن إسرائيل تواصل تغيير تركيبة الأراضي المحتلة السكانية وغيرها يوما بعد يوم مما يجعل المفاوضات مجرد منظر أو ربما غطاء لتمكين الاحتلال من مواصلة هذه السياسة".
وأضاف موسى الذي لم يستبعد إعادة القضية مرة أخرى إلى الأمم المتحدة "إننا نقدر جهود الرئيس (الأميركي باراك أوباما) وجهود ميتشل ولكن في الوقت ذاته نريد حلا عادلا.. للقضية الفلسطينية".
وأكد أنه "لا يوجد الآن أي مساحة لمفاوضات مباشرة لأن أي مفاوضات مباشرة والاستيطان مستمر يعني أن ما يباع لنا هو الشروط المفروضة من قبل سلطات الاحتلال وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا جمعيا".