برقية أميركية: اغتيال مغنية أربك دمشق
9/12/2010
أشارت برقية مرسلة من السفارة الأميركية في دمشق إلى أن أجهزة الاستخبارات السورية تبادلت الاتهامات فيما بينها حول التقصير الذي أدى لاغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية بدمشق في فبراير/شباط عام 2008.
جاء ذلك في برقية مرسلة من دمشق من قبل القائم بالأعمال مايكل كوبرن في 28 فبراير/شباط 2009 تركز أكثر من 80% من المعلومات الواردة فيها حول الضغوط التي يخضع لها نظام الرئيس بشار الأسد جراء الحملة الأميركية على رامي مخلوف رجل الأعمال المقرب من النظام والمتهم بقضايا فساد.
ويقول ملخص البرقية -المنشورة على موقع صحيفة الغارديان- إن الحملة على رجل الأعمال القوي رامي مخلوف ينظر لها باعتبارها تزيد الضغط على النظام، بعد الصدمة التي تعرض لها جراء اغتيال القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية في قلب دمشق.
" برقية أميركية: التقارير تشير إلى أن الاستخبارات العسكرية السورية وإدارة المخابرات العامة تنخرطان حاليا في جدال، وتلقي إحداهما اللوم على الأخرى جراء الخرق الأمني الذي أدى لاغتيال مغنية " |
جدل استخباري
ويقول الدبلوماسي الأميركي في برقيته إن إدراج مخلوف (على لائحة العقوبات الأميركية) ألقى بظلاله على النظام لأنه يأتي بعد أسبوع من اغتيال مغنية. والتقارير تشير إلى أن الاستخبارات العسكرية السورية وإدارة المخابرات العامة تنخرطان حاليا في جدال، وتلقي إحداهما اللوم على الأخرى جراء الخرق الأمني الذي أدى لاغتيال مغنية".
وتضيف البرقية أن "صحيفة الشرق الأوسط الممولة من السعودية نشرت سلسلة مقالات اعتبرت في سياقها أن سوريا غير مؤهلة لاستضافة القمة العربية، كما أن الرئيس حسني مبارك ربط مشاركته بالقمة بالسياسة السورية تجاه لبنان، وأن السوريين قلقون من الاتجاه الذي تسير فيه الأمور بلبنان".
ويقول السفير في برقيته إن "مصادرنا في دمشق تفيد بأن توقيت إدراج مخلوف على قائمة العقوبات جيد، ومن شأنه زيادة الضغط على النظام".
تقديرات خوجة
وتقول الغارديان إن السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة أبلغ دبلوماسيين أميركيين أن حزب الله يشك في أن السوريين كانوا وراء اغتيال مغنية.
" تقول الغارديان إن السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة أبلغ دبلوماسيين أميركيين أن حزب الله يشك في أن السوريين كانوا وراء اغتيال مغنية " |
ويشير السفير إلى أن أيا من المسؤولين السوريين لم يشارك في تشييع القائد العسكري لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، فيما أرسلت إيران وزير خارجيتها منوشهر متكي لتهدئة حزب الله ومنعه من القيام بأي عمل ضد دمشق.
وتنقل المصادر الدبلوماسية الأميركية عن السفير السعودي قوله إن هنالك إشاعة بأن مغنية قتل بموجب صفقة بين إسرائيل وسوريا.
ويفيد دبلوماسيون أميركيون -حسب الغارديان- بأن الاغتيال أدى إلى توتر بين دمشق وطهران، لأن الأخيرة تشاطر خوجة شكه في تورط دمشق في اغتيال المسؤول في حزب الله.
وتضيف الغارديان أن عاما قد مضى قبل أن تعود العلاقات السورية الإيرانية إلى التعافي بزيارة لمسؤول قليل الأهمية، هو قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني.
المصدر : غارديان