تقدمت مفوضية استفتاء الجنوب في السودان بطلب يقضي بتأجيل الاستفتاء لأسباب فنية، في حين أكد مسؤول سوداني رفيع المستوى أن استفتاء أبيي لن يجرى بالتزامن مع استفتاء الجنوب المقرر إجراؤه في التاسع من الشهر المقبل.
فقد علم مراسل الجزيرة نت في الخرطوم أن مفوضية استفتاء الجنوب تقدمت بطلب لرئاسة الجمهورية لتأجيل الاستفتاء المقرر إجراؤه في التاسع من يناير/كانون الثاني المقبل.
ونقل المراسل عن رئيس المفوضية محمد إبراهيم خليل قوله في تصريحات إعلامية أمس الأربعاء إن الوقت غير كاف لإجراء الاستفتاء، مشيرا إلى أن أكثر من 105 آلاف جنوبي تم تسجيلهم في 15 ولاية شمالية للمشاركة في الاستفتاء.
في حين تم تسجيل نحو 52 ألف مواطن في ثمانية مراكز بالخارج، فيما بلغ عدد المسجلين في الولايات الجنوبية أكثر من مليوني مواطن، كما ورد على لسان رئيس المفوضية الذي اتهم الحركة الشعبية لتحرير السودان بعدم الرغبة في التأجيل، واصفا ذلك بأنه شأن سياسي يخص الحركة.مبيكي (يسار) ترأس مباحثات بين شريكيْ الحكم لمرحلة ما بعد الاستفتاء (الجزيرة)
جولة مباحثات
يشار إلى أن جولة جديدة من المباحثات بين شريكيْ الحكم حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان بدأت الأربعاء في مدينة جوبا عاصمة الجنوب لوضع اللمسات الأخيرة على مرحلة ما بعد الاستفتاء.
وتبحث الاجتماعات -التي يرأسها رئيس لجنة حكماء أفريقيا ثابو مبيكي- عدة قضايا من بينها الاقتصاد والقانون والمعاهدات الدولية والمواطنة والأمن.
وفي هذا الإطار قال الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم إن المفاوضات تسعى للتوصل إلى اتفاق حول القضايا المطروحة، قبل إجراء الاستفتاء وتحديد القضايا التي سيتم النقاش حولها بعد الاستفتاء.
استفتاء أبيي
من جهة أخرى، أكد نائب الرئيس السوداني نافع علي نافع -في لقاء مع برنامج بلا حدود على شاشة الجزيرة- أن الاستفتاء على مستقبل أبيي -المقرر إجراؤه بالتزامن مع استفتاء الجنوب- لن يجري في موعده، مشيرا إلى أن قرار التأجيل جاء بسبب الخلاف القائم على هوية الناخبين، مع إصرار الحركة الشعبية على تبعية المنطقة لقبيلة دينكا نقوك.
ولفت نافع إلى أن أبيي منطقة سودانية تعيش فيها قبائل متعددة إلى جانب الدينكا مثل قبائل المسيرية العربية، محذرا في الوقت نفسه من أن استمرار الخلاف حول آبيي قد يؤدي إلى نشوب حرب في المنطقة.
علي نافع: استمرار الخلاف حول آبيي قد يؤدي إلى نشوب حرب في المنطقة
ومن جانبه، قال مسؤول ملف الترتيبات الأمنية في حزب المؤتمر الوطني علي حامد للجزيرة إن تنظيم استفتاء أبيي في موعده المحدد بات على المستوى العملي أمرا صعبا لأن الوقت لا يسمح بذلك.
اتفاقية السلام
وأشار حامد إلى أن مدة الشهر المتبقية على إجراء الاستفتاء لا تكفي للقيام بكل الإجراءات التي يتطلبها تنظيم هذا الاستحقاق، لكنه عاد فأكد أن الحكومة السودانية تتعامل مع كل المقترحات المطروحة بإيجابية، شريطة ألا تخرج عن بروتوكول أبيي الذي هو جزء من اتفاقية السلام الموقعة في نيفاشا.
وأكد المسؤول السوداني أن الطرفين يقومان بالتفاوض لتجنب خيار الحرب، مذكرا بأن اتفاقية السلام المبرمة تتوفر على آليات مشتركة لحل جميع الخلافات العالقة.
وفي تصريح للجزيرة الأربعاء، قال المتحدث الرسمي باسم حكومة جنوب السودان ووزير الإعلام برنابا مريال، إن المشاورات بشأن استفتاء أبيي ما زالت مستمرة، وإن القضية مطروحة الآن أمام رئاسة الجمهورية.
وعن الخيارات المطروحة للخروج من هذه الأزمة، شدد مريال على ضرورة السلام في السودان كله، وفي الجنوب وفي منطقة أبيي على وجه الخصوص، مجددا موقف الحركة المتمسك بخيار السلام وليس الحرب.