إيقاف موقع الأخبار اللبنانية بعد هجوم
نقولا طعمة-بيروت
تعرض الموقع الإلكتروني لصحيفة الأخبار اللبنانية لاختراق إلكتروني، إذ تمكن المهاجمون من إلحاق ضرر بالغ بالموقع، مما أوقفه عن العمل.
ولم يمنع ذلك الجريدة من الصدور، ونشر كل ما لديها مما هو مثير، خصوصا ما يتعلق بوثائق ويكيليكس التي دأبت الصحيفة منذ أيام على نشرها حلقة وراء أخرى، واعدة بالمزيد، وبما حصلت عليه من وثائق حصرية تخصها، بحسب إعلانها.
أما أبرز العناوين التي نشرتها الأخبار من وثائق ويكيليكس في عددها المستهدف اليوم فهي في الصفحة الأولى: "قوة عربية لمواجهة حزب الله"، و"المر (وزير الدفاع اللبناني إلياس) يحرض على مغنية"، و"جنس وأكاذيب وسفارات".
وفي الداخل نشرت محضر التحقيق مع "ضحيتي أسانج" (مؤسس موقع ويكيليكس)، ومقالة "من يحاسب المر" لرئيس مجلس إدارة الجريدة إبراهيم الأمين.
وفي قطعة بعنوان "المر: مغنية اغتال سياسيين لبنانيين"، تسليط للضوء على اقتراح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل اتخاذ إجراء عسكري ضد حزب الله، وأيده السنيورة (رئيس الحكومة السابق).
ومن القطع المثيرة مما يتعلق بالسعودية، جاء فيها عنوان "السعودية: مجون الأمراء.. والسيطرة على الإعلام"، توسطت القطعة صورة للأمير الملياردير الوليد بن طلال. وجاء في مطلع القطعة عن وثيقة من ويكيليكس "خلف الوجه الوهابي المحافظ في الشوارع، هناك حياة ليلية يحييها في الخفاء شباب النخبة في جدة".
تعطل الموقع الإلكتروني لـ"الأخبار" لم يمنع نشر ما تريد نشره لفترة من الوقت قبل تعرضها للهجوم، وبقي رائجا في متناول العامة على الورق.
وثائق ويكيليكس السبب
سكرتير التحرير في الأخبار حسان الزين قال للجزيرة نت "ما نشرناها مؤخرا من وثائق موقع ويكيليكس، خصوصا ما يتعلق منها بما نشرناه عن السعودية، وربما هناك أسباب أخرى، هي السبب المباشر للهجوم الذي تعرض له موقعنا الإلكتروني".
وعما جرى تحديدا، أجاب قائلا "لم نستطع تحديده بالضبط، وبصورة كاملة، غير أن الظاهر هو أن موقعنا الإلكتروني تعرض لهجمات، ولمحاولة قرصنة وتعطيل، وهي التي ألحقت مشاكل تقنية بالموقع، والعمل جار على إصلاحه، ولا شيء يستطيع منعنا من نشر الوثائق التي نصر على نشرها".
وأشار الزين إلى أنه "في الأيام الماضية، تعرض موقعنا لضغط شديد بسبب نشر وثائق ويكيليكس، وهو ضغط يفوق قدرة أي موقع عادي كموقعنا بقدراته المحدودة لاستيعاب كمية الزوار، ومن ضمنهم المخربون".
واعتبر عضو المجلس الوطني للإعلام غالب قنديل أن ما تعرضت له صحافة الأخبار حرية الإعلام والتعبير على شبكة الإنترنت، مهددة منذ تأسيس جهاز استخبارات أميركي متخصص بما سمي الحرب الإلكترونية، والتي اعتبرتها إستراتيجية الأمن القومي الأميركي محورا حاسما تنفق عليه عشرات المليارات اعتبارا من هذه السنة.
وقال للجزيرة نت إنه يبدو أن الكثير من الأنظمة والأجهزة والمؤسسات الدائرة في الفلك الأميركي تشارك في حرب غير مقدسة على الكثير من المواقع والمؤسسات الإعلامية التي تظهر عبر شبكة الإنترنت، خصوصا تلك التي تتبنى مواقف وخيارات تناقض حسابات السيطرة الأميركية.
وأضاف قنديل أنه "من المعروف أن جريدة الأخبار هي منبر وطني حر ومستقل ومقاوم لعب دورا مهما في مواجهة العدو الصهيوني، وفي احتضان خيار المقاومة، وبالتالي فالإعلام الإلكتروني العربي الحر والمقاوم، كما هو الإعلام الحر في العالم مستهدف بقرصنة منظمة يديرها الأميركيون وأعوانهم يتقدمهم الفصيل الإسرائيلي المجرم الذي هو القاعدة المركزية الأولى لهذه العصابة".