وصول بطاقات الاقتراع لجنوب السودان

الطاهر المرضي

أعلنت مفوضية استفتاء جنوب السودان وصول بطاقات الاقتراع إلى مراكز التصويت في جنوب السودان.

وقال شان ريج نائب رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان إن الترتيبات الخاصة بإجراء الاستفتاء اكتملت, وإن نحو سبعة ملايين بطاقة اقتراع تسلمتها المفوضية من مكتب الاستفتاء والانتخابات الموحد التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

إزدواج الجنسية
وفي هذا الإطار، كشف أمين العلاقات السياسية بحزب المؤتمر الوطني إبرهيم غندور أن حزبه قدم عرضا للحركة الشعبية لتجاوز الخلاف حول الجنسية بأن يكون الجنوبي المعرف في قانون الاستفتاء هو الذي ينال جنسية الجنوب إذا انفصل, واصفا طرح الجنسية المزدوجة بين الشمال والجنوب بأنه طرح لا يقبله العقل ولايستقيم مع مفهوم المواطنة.

كما رفض الحزب الوطني بشكل المطلق تشكيل حزب باسم الحركة الشعبية في الشمال في حال انفصال الجنوب.

وكان قطاع الشمال بالحركة قد أعلن في وقت سابق الخميس عزمه إنشاء حزب جديد في شمال السودان، ورفضه تطبيق الشريعة الإسلامية فيه.

وقال عضو المكتب القيادي بالحزب الحاكم محمد مندور المهدي إنه لن يُسمح بتكرار تجربة وصفها بالفاشلة، وستكون سببا في انفصال الجنوب.

وأضاف أن أفكار السودان الجديد التي تتبناها الحركة أثبتت عدم جدواها في الفترة الماضية.

يأتي ذلك ردا على دعوة أطلقها في وقت سابق عبد العزيز الحلو نائب والي جنوب كردفان والقيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان.

وبحسب الحلو فإن الحركة الشعبية ستقوم بما يلزم لاستمرارها كحزب سياسي في شمال السودان إذا اختار الجنوب الانفصال، مشددا على ضرورة صياغة دستور جديد يعترف بالتنوع في شمال السودان، خاصة في منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق.

كما رفضت الحركة الشعبية عزم الرئيس السوداني عمر البشر تعديل الدستور في شمال السودان في حال الانفصال.

وفي أول رد فعل على إعلان البشير أن الشريعة الإسلامية ستكون أساس الحكم في شمال السودان في حال الانفصال، قال رئيس قطاع الشمال للحركة ياسر عرمان إن الطريق الذي ذكره البشير "ليس الطريق الذي يؤدي إلى سلام دائم".

من جانبه طالب عبد العزيز الحلو بضرورة عرض أي تعديلات دستورية مقترحة على مواطني ولايتي النيل الأزرق وجبال النوبة للموافقة عليها وإلا فإنها تعتبر "غير دستورية، باعتبار أن المنطقتين تتمتعان بوضعية خاصة في اتفاقية السلام".

وشدد على أن مكاسب الاتفاقية لن تسقط برحيل الجنوب في يناير/كانون الثاني القادم، مؤكدا أن التنوع التاريخي والمعاصر سيظل موجودا في السودان ولا يمكن لأي شخص إنكاره.

البشير: سنقول لهم مبروك عليكمإن اختاروا الانفصال (رويترز-أرشيف)
البشير: سنقول لهم مبروك عليكمإن اختاروا الانفصال (رويترز-أرشيف)

خيار الانفصال
وتأتي هذه التطورات بينما شدد الرئيس البشير على تمسكه بوحدة السودان، لكنه أكد تقبله لخيار الانفصال إذا ما اختار الجنوبيون ذلك في الاستفتاء.

وأكد البشير في خطاب جماهيري في شرق السودان على استمرار التعايش والتعاون بين جنوب السودان وشماله في كافة المجالات إذا اختار الجنوبيون الانفصال، وأضاف "نريد سودانا موحدا كما وجدناه ونريد أن نسلمه موحدا للأجيال القادمة، لكننا سنقول لهم مبروك عليكم إن اختاروا الانفصال وسنعيش إخوانا وسنتعاون".

وكان البشير قد اتهم في وقت سابق قوى خارجية بتشجيع الجنوبيين على الانفصال، في حين أكد تقرير لجنة برلمانية بالسودان عرض الثلاثاء أمام المجلس الوطني أن هناك تعبئة عامة في الجنوب للترويج للانفصال خلال الاستفتاء.

دعم أميركي
وفي تطور ذي صلة جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما التزام بلاده بإجراء الاستفتاء بشكل سلمي في موعده المقرر، كما بحث مع رئيس جنوب حكومة السودان سلفاكير ميارديت مسار المفاوضات مع الخرطوم.

ووفقا للبيت الأبيض فإن أوباما حث سلفاكير خلال اتصال هاتفي بينهما أمس الأربعاء على التواصل بجدية مع الحزب الحاكم في الشمال لحل المسائل العالقة المرتبطة باتفاق السلام.

المصدر : الجزيرة + وكالات