ويكيليكس: إيران تمول طالبان


كشف مسؤول أفغاني بارز أن إيران تمنح مساعدات مالية لحركة طالبان وللرئيس حامد كرزاي في فبراير/شباط الماضي وتضمنت برقية أخرى سربها موقع ويكيليكس شكوى من دور إيران المتزايد بالبرلمان الأفغاني وشكوك الأميركيين بزرعها أجهزة تنصت فيه.
وتشير البرقية المنشورة على موقع صحيفة غارديان البريطانية إلى أن عمر داود زي -الذي يشغل منصب رئيس هيئة موظفي الرئاسة الأفغانية والسفير الأفغاني السابق في طهران- أبلغ السفير بأن إيران تدفع أموالا على مراحل وبشكل متقطع على خلاف المدفوعات الأميركية الدائمة.
وقال زي حسب ما جاء في برقية أرسلها السفير الأميركي في كابل كارل إيكنبري في 3 فبراير/شباط وكشفها موقع ويكيليكس إن لإيران وباكستان حلفاء بين جماعات المجاهدين السابقين وأن البلدين إضافة إلى السعودية تواصل دعم بعض حلفائها ضمن حركة طالبان.
وقال المسؤول الأفغاني إن الإيرانيين زادوا مساعداتهم لحركة طالبان خلال العامين المنصرمين رغم أنهم كانوا ينفون تقديمهم للدعم خلال تلك الحقبة. لكنهم لم يعودوا -وبينهم سفير إيران بكابل- في الشهور الستة الأخيرة ينفون ذلك, في حين أنهم الآن يلتزمون الصمت.
" قال داود زي إن الإيرانيين يجندون طلبة جامعات أفغان وخريجين وأن عدد حاملي الشهادات الجامعية الإيرانية بين الأفغان بلغ سبعة آلاف بينهم ثلاثة من موظفي إدارة الرئيس كرزاي " |
إيران تجند
وأبلغ المسؤول الأفغاني السفير الأميركي أن بعض الشبان الأفغانيين يعبرون الحدود أحيانا باتجاه إيران حيث يجري تجنيدهم وتدريبهم للعمل ضد الحكومة وقوات التحالف بأفغانستان.
وقال أيضا إن الإيرانيين يجندون طلبة جامعات أفغانيين وخريجين وإن عدد حاملي الشهادات الجامعية الإيرانية بين الأفغانيين بلغ سبعة آلاف منهم ثلاثة ضمن موظفي إدارة الرئيس كرزاي.
وقال زي –وفق البرقية– إن الإيرانيين يعرضون إقامة مدتها ثلاثة أعوام على الأفغانيين القادرين على إيداع مائة ألف دولار أميركي في بنك إيراني.
علاقة شخصية
وعرض زي على السفير فتح قناة للتعامل مع إيران عبر الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بعد غياب محمود أحمدي نجاد عن الساحة أو في أي وقت ترى الحكومة الأميركية ذلك مناسبا. ويضيف أن كرزاي ما زال يحتفظ بعلاقات شخصية ممتازة مع الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي وأنه استخدم تلك العلاقة عندما اقترح (المتحدث) كسفير في إيران.
ويقول المسؤول الأفغاني إن الأمور قد تعقدت بعد انتخاب أحمدي نجاد وهو ما لم يمكنه من الخدمة هناك أكثر من عام ونصف العام بين عامي 2004 و2005.
ويقول زي إن المرة الوحيدة التي استدعي فيها إلى مقر الخارجية الإيرانية كانت للاحتجاج على ما وصف بأنه دعم أفغاني لتنظيم جند الله وهو ما نفاه وقد تثبت الإيرانيون لاحقا من صحة النفي.
مفارقة إيرانية
ويضيف زي –حسب البرقية- إنه اكتشف في إيران مفارقة أن الإيرانيين يكرهون الأجانب باستثناء الأميركيين. ويقول زي إن الإيرانيين لم يعودوا يخفون دعمهم لطالبان.
" يقول زي إنه اكتشف في إيران مفارقة أن الإيرانيين يكرهون الأجانب باستثناء الأميركيين. وإن الإيرانيين لم يعودوا يخفون دعمهم لطالبان " |
وفي برقية ثانية أرسلها السفير الأميركي السابق بكابل وليام وود العام 2007 ينقل عن الرئيس كرزاي خلال اجتماعه بمساعد لوزير الدفاع الأميركي شكواه من محاولات طهران تهديد الوجود الأميركي بأفغانستان ومنعها عمليات الإعمار في المناطق القريبة من حدودها غربي أفغانستان.
وخلال اجتماع بين إريك إدلمان مساعد وزير الدفاع الأميركي والرئيس كرزاي في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2007 أقر الأخير بسعي إيران للتأثير على الأميركيين في أفغانستان وأنها تحاول عرقلة عمليات الإعمار في المحافظات الغربية وأنها تخشي من تحول أفغانستان لممر مهم في المنطقة وتريد عرقلة واردات الغاز من آسيا الوسطى إلى الهند وباكستان حفاظا على أسواقها.
تطفل
وتشير البرقية إلى أن إدلمان اعتبر أن "التطفل الإيراني" يتزايد بصورة مقلقة. ويضيف أن الوضع سيتعقد إذا كانت أفغانستان تريد تجنب الحرب على جبهتين. ويقول "نحتاج للعمل معا لتركيع الإيرانيين" مضيفا أن الحكومة الأميركية فرضت عقوبات جديدة على فيلق القدس.
وقال إدلمان "يتوجب وقف المساعدة الإيرانية الحيوية لطالبان قبل أن تصل إلى مستوى مواز للمساعدة المقدمة للمتمردين بالعراق. وشدد على أنه من المفترض أن يكون واضحا أن الدعم الإيراني لطالبان هو خطر على طهران وأفغانستان على حد سواء.
وشكا السفير كريستوفر ديل بدوره في رسالة سرية مرسلة في 3 أبريل/نيسان عام 2009 من محاولات الدبلوماسيين الإيرانيين في كابل التأثير على قرارات البرلمان عبر علاقاتهم مع عدد من النواب وبينهم برلمانيون ينتمون إلى الهزارة (شيعة أفغانستان).
" قالت برقية السفير ديل إن بعض موظفي البرلمان يعتقدون أن السفارة الإيرانية زرعت أجهزة تنصت في المكاتب الخاصة بالمستشارين القانونيين وبتكنولوجيا المعلومات " |
تجريم الأجانب
ويقول ديل في رسالته "أفادت مصادر عدة بأن أبرز أهداف إيران داخل البرلمان هي: الانتقاد المتزايد للخسائر المدنية الناجمة عن هجمات قوات التحالف, تشجيع البرلمان الأفغاني على وضع القوات الأجنبية تحت طائلة القانون, الدفاع عن حق الشيعة (بما في ذلك اعتماد نظام قضائي منفصل لهم) الترويج للثقافة الفارسية وتقليل الدعم الغربي لوسائل الإعلام الأفغانية. هذه هي المواضيع المسيطرة على مداولات البرلمان رغم أنها ليست مدرجة في برنامجه الرسمي.
وتضيف البرقية "أبلغ نائب رئيس البرلمان مرواس قانوني (بشتوني من ننغرهار) ضابطا في الشرطة أن مسؤولا استخباريا إيرانيا زاره بمكتبه أواسط فبراير/شباط بالتزامن مع زيارة الرئيس الإيراني إلى كابل للضغط عليه للسماح بإدخال الوضع القانوني لقوات التحالف على جدول الأعمال في 17 فبراير/شباط. وصادف أن رئيس البرلمان يونس قانوني كان غائبا وكلف مرواس بترؤس الجلسة. وقد عرض الضابط المساعدة على قانوني إذا وافق, لكنه رفض.
أجهزة تنصت
وقالت برقية السفير ديل إن بعض موظفي البرلمان يعتقدون أن السفارة الإيرانية زرعت أجهزة تنصت في المكاتب الخاصة بالمستشارين القانونيين وبتكنولوجيا المعلومات. وقال إن موظفا في مكتب الشؤون القانونية أبلغ ضابط شرطة أن مسؤوله كان يعيد صياغة أجوبة موظفي القسم القانوني على أسئلة طرحها أعضاء البرلمان كي تظهر فيها صورة إيجابية لإيران في الصياغات القانونية.
" سكرتير البرلمان غلام حسن غران يشكو دائما أمام ضباط الشرطة من أن معظم موظفي قسم تكنولوجيا المعلومات جرى تدريبهم في إيران وأنهم يمررون الاتصالات الإلكترونية إلى السفارة الإيرانية. وكنتيجة لذلك رفض غران استخدام نظام البريد الإلكتروني للبرلمان " |
وكان سكرتير البرلمان غلام حسن غران يشكو دائما أمام ضباط الشرطة من أن معظم موظفي قسم تكنولوجيا المعلومات جرى تدريبهم في إيران وأنهم يمررون الاتصالات الإلكترونية إلى السفارة الإيرانية. وكنتيجة لذلك رفض غران استخدام نظام البريد الإلكتروني للبرلمان. واحتفظ نائب لسكرتير البرلمان بقائمة بأسماء النواب الذين ينتقدون الولايات المتحدة ويلقون خطابات تحمل مواقف وتحليلات معادية لأميركا.
وفي برقية سرية ثالثة مرسلة من السفير كريستوفر ديل في 8 سبتمبر/أيلول عام 2007 لخص مضمون سلسلة اجتماعات لريتشارد باوتشر لمساعد وزيرة الخارجية مع عدد من المسؤول الأفغانيين عن التسلل عبر الحدود الأفغانية الباكستانية والشكوى الباكستانية من دعم كرزاي للمتمردين البلوش.
وتقول البرقية إن موضوع إيران طرح خلال لقاء باوتشر مع وزير الخارجية الأفغاني رانجين ظفر سبانتا وإن الأخير قال إن الرئيس كرزاي فاتح الرئيس محمود أحمدي نجاد خلال زيارته إلى كابل بتورط إيران بتهريب الأسلحة إلى أفغانستان. وقال إن نجاد نفى ذلك لكننا سجلنا موقفا.