عمر البرغوثي يحمل صورة شقيقه نائل وقريب له خلال مظاهرة للتضامن مع الأسرى (الجزيرة نت-أرشيف)
الجزيرة نت-خاص
اضطرت الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية إلى إطلاق سراح المعتقل عمر البرغوثي، بعد أن هدد أسرى فلسطينيون من عائلته محكومون بالسجن المؤبد بالإضراب عن الطعام، ما لم يفرج جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة عن قريبهم الذي اعتقله قبل 15 يوما.
والأسرى الذين هددوا بالإضراب هم فخري البرغوثي عميد أسرى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، ونجله شادي وهو من حركة فتح أيضا، وابن عمهم الأسير نائل البرغوثي القيادي في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ولم يهن على الشقيق وأبناء العم –رغم اختلاف انتمائهم الفصائلي- أن يتركوا قريبا لهم في سجون الأمن الوقائي، فأعلنوا نيتهم الإضراب عن الطعام وبعثوا برسالة إلى عيسى قراقع وزير شؤون الأسرى والمحررين في حكومة سلام فياض، وإلى حركة فتح حول اعتقال عمر البرغوثي (58 عاما).
تضامن
وما أن وصل التهديد إلى الجهة المعنية حتى أطلقت الأجهزة الأمنية سراح عمر البرغوثي، وهو ما رأى فيه المعتقل -الذي تحدث للجزيرة نت عقب الإفراج عنه- أمرا "مخجلا ومحزنا في الوقت نفسه".
وقال البرغوثي إن "الواجب أن نتضامن نحن مع الأسرى الفلسطينيين ضد الاحتلال وجرائمه بحقهم، لا أن نناصر أنفسنا ضد بعضنا البعض، بالرغم من تقديري الكبير للدور الذي لعبه شقيقي وابن عمي".
وأكد البرغوثي أن اعتقاله لم يكن سوى ثمن يدفعه هو وغيره نتيجة لعدم تحقيق المصالحة، وأشار إلى أن هذه المصالحة تحققت في السجن وبين الأسرى الذين يعانون الأمرّين، دون أن تتحقق على أرض الواقع.
ولفت إلى أنه طيلة 15 يوما من اعتقاله لم يتم توجيه أي تهمة له، وإنما تمت مساءلته عن أموال وغيرها، في إشارة منه إلى اتهامه بالانتماء لحماس.
توحد عمر عبد الرازق (الجزيرة نت-أرشيف)
وعبر النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني عمر عبد الرازق عن تقديره لهذه الخطوة التي قام بها الأسرى من عائلة البرغوثي، وتمنى أن يكون موقف الأسرى في سجون الاحتلال موحدا ورافضا لانتهاكات حقوق الإنسان وقضية الاعتقال السياسي بالضفة الغربية وقطاع غزة.
ورأى في حديثه للجزيرة نت أن عنصر القرابة والزمالة في سجون الاحتلال –حيث كان هو قد قضى قرابة عشر سنوات في سجون الاحتلال- لعبت دورا مهما في هذه الخطوة، غير أنه لم يستبعد اتخاذ كل من أسرى فتح وحماس موقفا موحدا لتحقيق المصالحة، خاصة أن للأسرى مواقف مشتركة وموحدة تصب في توحيد الفلسطينيين، "ولكن يبدو أن التحشيد والتنظير بحالة الانقسام أخذ مستوى عميقا بالتأثير، وهو ما تسبب في إشكالية كبيرة إزاء تحقيق المصالحة".
مواقف
من جهته أكد الناطق باسم مركز الإعلام الحكومي برام الله غسان الخطيب أن الأسرى الفلسطينيين طالما ساهموا في تقريب وجهات نظر الأطراف السياسية، انطلاقا من عيشهم المشترك رغم اختلاف انتماءاتهم، ولما يتمتعون به من مصداقية عالية لدى الشعب.
واستدل الخطيب -في تصريحه للجزيرة نت- بمواقف الأسرى السابقة ومبادراتهم للمساهمة في صياغة الخطاب الفلسطيني وتوحيده في السنوات الأخيرة، حيث اعتمدت أكثر من وثيقة كجزء من مرجعيات الحوار ومرجعيات العلاقة بين الأطراف، بما فيها اتفاق مكة.
ورأى الخطيب أن الخلل في تدهور العلاقات الوطنية يكمن لدى الجميع في الداخل والخارج، في السجون وغيرها، مشيرا إلى أن الحل يكمن في الاتفاق على إجراء الانتخابات فقط، والاحتكام إلى الشارع الذي له كلمة الفصل في ذلك، ولم يغيب أيضا الضغط العاطفي وقوة العلاقات الداخلية التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني لتحقيق المصالحة.