تباين حول إيقاف صحيفتين ليبيتين

خالد الديب

"قورينا" و"أويا" صدرتا في 2007 وفق توجهات مستقلة أعلنها سيف الإسلام القذافي (الجزيرة نت)

خالد المهير-ليبيا

تباينت آراء المسؤولين والإعلاميين عقب قرار شركة الغد المقربة من سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي الخميس إيقاف صحيفتي "أويا" و"قورينا" عن الصدور لأسباب قيل إنها مالية "صرفة".

وقال بيان صادر عن الشركة المالكة حصلت الجزيرة نت على نسخة منه إن المدير العام للهيئة العامة للصحافة التي تتولى الطباعة أبلغهم بأن صحيفتي "أويا" و"قورينا" ستصدران أسبوعيا بدلاً من الإصدار اليومي.

وذكر البيان أن ذات الهيئة قد قامت منذ نحو شهرين بتخفيض كبير في عدد النسخ المطبوعة من الصحيفتين، مما انعكس سلبا على حركة التوزيع وأحدث خللا في العلاقة مع القارئ.

وصدرت صحيفتا "قورينا" و"أويا" في 20 أغسطس عام 2007 وفق توجهات مستقلة أعلنها في ذلك الحين نجل القذافي سيف الإسلام.

محمد بعيو نفى استهداف المشروع السياسي لسيف الإسلام  (الجزيرة نت)
محمد بعيو نفى استهداف المشروع السياسي لسيف الإسلام  (الجزيرة نت)

نفي وهروب
وقد نفى أمين هيئة الصحافة محمد بعيو إيقاف صحيفتي "أويا" و"قورينا" مشيراً إلى تبليغه رئيس مجلس إدارة شركة الغد صالح عبد السلام بمقترح الإصدار الأسبوعي بدلاً من اليومي.

كما نفى المسؤول الليبي بشدة استهداف المشروع السياسي لمسيرة سيف الإسلام القذافي، معبراً في تصريح للجزيرة نت عن استيائه من القرار بصفته صحفياً ومواطناً ليبياً.

وقدر بعيو ديون شركة "الغد" لهيئة الصحافة بثلاثة ملايين دينار ليبي (حوالي ملونين ونصف مليون دولار)، وأشار إلى فشلها في إدارة مطابعها الجديدة.

ورفض ربط صلته بالقرار، قائلاً إنها محاولة من الشركة "للهروب إلى الأمام، بدلاً من مواجهة الحقيقة".

وكان يتوقع أن تقابل الشركة مؤسسته بالثناء والتقدير وليس الجحود والتزييف وتحميلهم مسؤولية إيقاف الصحيفتين، وتضمين البيان الصادر عنها عبارات "غير صحيحة".

وتأسف نقيب الصحفيين الليبيين وعضو مجلس إدارة شركة الغد عاشور التليسي على صدور قرار "غير ناضج" حسب قوله.

وقال في حديث مع الجزيرة نت إنه سجل تحفظه وعدم موافقته على القرار، مؤكداً أن "سوء" الإدارة وإسنادها لجهات بعيدة عن المهنة أديا إلى هذه النقطة الحرجة.

ودعا الجهات ذات العلاقة إلى البحث عن حل لاستمرار عمل الصحيفتين، ومجلس إدارة شركة الغد إلى إعادة النظر في قرار الإيقاف، مؤكداً أن توقف صحيفتي "أويا" و"قورينا" خسارة "فادحة".

محمود البوسيفي: إغلاق صحيفة أو مكتبة بمثابة فتح سجن (الجزيرة نت)
محمود البوسيفي: إغلاق صحيفة أو مكتبة بمثابة فتح سجن (الجزيرة نت)

خسارة فادحة
كما يؤكد رئيس تحرير صحيفة "أويا" محمود البوسيفي أن مجلس الإدارة وجد نفسه مضطراً تحت وطأة المستجدات الواردة في البيان إلى إصدار قراره، وهو يعي ويدرك مدى فداحة الإجراء.

واعتبر الرجل -المحسوب على تيار سيف الإسلام- في تصريح للجزيرة نت، إغلاق صحيفة أو مكتبة بمثابة فتح "سجن"، أو تخليق فيروس يهاجم في الظلام، مشيراً إلى جدوى الصحافة الوطنية الاحترافية في تشكيل الرأي العام المحلي بدلاً من ترك المواطن الذي بدأ يستشعر الثقة في "أويا" و"قورينا" عرضة لوسائل إعلام خارجية.

وبينما عزا الكاتب في "أويا" محمود السوكني القرار إلى إجراءات إدارية "متداخلة"، يعتقد الكاتب الصحفي ناصر الدعيسي في تصريح للجزيرة نت أن محاولة إجهاض هذه المحطة في تاريخ الصحافة المحلية "قمع" لتجربة بدأت مع بروز دور سيف الإسلام القذافي لصناعة صحافة تناقش المسكوت عنه بهدف خلق مناخ إيجابي في الوطن.

لكن السوكني تأسف على غياب التنسيق بين الجهات المعنية، مؤكداً في تصريحات للجزيرة نت أن إيقاف أو عرقلة صحافة الغد هو "إعاقة" لتطور الصحافة في هذا البلد.

المصدر : الجزيرة

إعلان