العجي: قبائل اليمن ضد القاعدة

عبده عايش-صنعاء
نفى الأمين العام لمجلس تحالف قبائل مأرب والجوف باليمن الشيخ علي العجي ما تردد مؤخرا من أن القبائل تأوي عناصر تنظيم القاعدة أو توفر لها محاضن آمنة، واعتبر ذلك "مجرد أقاويل غير صحيحة الغرضُ منها تشويه صورة القبائل والنيل منها".
وأكد الشيخ العجي في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت من العاصمة السعودية الرياض أن القبائل لا يمكن أن تساوم أبدا على مصلحة البلد وأمنه واستقراره.
وقال "إن موقفنا واضح وصريح وهو أن القبائل لن تتستر على أي مطلوب أمنيا، سواء كان من القاعدة أو من قطاع الطرق أو المتهمين بارتكاب جرائم جنائية، ومن حق أجهزة الدولة الأمنية أو الجيش ملاحقتهم، والقبائل ستكون سندا وعونا للدولة".
وبشأن الضربات الجوية ضد عناصر القاعدة بمناطق قبلية بينها محافظة مأرب، قال العجي "نرفض رفضا باتا هذه الضربات الجوية التي تتسبب في مقتل أناس أبرياء وتهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها لمجرد الاشتباه في وجود شخص ما من القاعدة في هذه المنطقة أو تلك".

تحذير ومسؤولية
في المقابل شدد العجي على أن القبائل لا توفر للقاعدة أي ملاذ آمن، وأشار إلى أن مجلس تحالف قبائل مأرب والجوف أصدر بيانا طالب فيه المحسوبين على تنظيم القاعدة بمغادرة مأرب والجوف فورا، كما حذر السلطة من مغبة الإفراط في الضربات الجوية، وحمل الدولة مسؤولية حماية المواطنين الأبرياء وممتلكاتهم.
من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء محمد الظاهري إن العلاقة بين القبائل والسلطة تبدو اليوم في حالة توتر وصراع، والقبيلة بدأت تستشعر أنها مهددة، حيث إن بعض عناصر القاعدة ينتمون إلى القبائل.
ولفت الظاهري في حديث للجزيرة نت إلى أن القاعدة استطاعت بذكاء أن توظف الأعراف القبلية لصالحها واستثمرت الجغرافيا اليمنية فلجأت إلى أماكن آمنة بالمحافظات الشرقية الجنوبية والشمالية وتحديدا الجوف ومأرب وشبوة وأبين، حيث توجد بنية اجتماعية قبلية تحتمي بها، إلى جانب ضعف سلطات الدولة بها.
واعتبر أن التعامل الأمني سواء مع عناصر القاعدة أو مع بعض القبائل التي تحمي بعض هذه العناصر، لا يجدي نفعًا بل سيجلب مزيدا من الضرر إلى الحكومة.
وقال الظاهري "إذا أرادت الحكومة فك الارتباط بين القاعدة وبعض القبائل فإن عليها إيجاد التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتلبية الحد الأدنى من مطالب القبائل، وعدم دفعها للتعبير عن مطالبها بانتهاج أسلوب العنف والسلاح".
وأضاف أن الخطاب الحكومي الذي كثيرا ما تباهى بأن هناك تنسيقا أمنيا بين اليمن والولايات المتحدة، يبدو أن نتائجه ستكون عكسية، وسيكون بمثابة زاد لعناصر القاعدة يثبتون به أن واشنطن تستهدف اليمنيين.

قديمة وحميمية
إلى ذلك رأى الباحث في شؤون تنظيم القاعدة سعيد عبيد الجمحي في حديث للجزيرة نت أن العلاقة بين القاعدة والقبائل قديمة وحميمية، وذلك لوجود أبناء للقبائل في القاعدة، ولذلك لا يمكن أن تساوم القبائل بشأنهم لا سيما أنهم من أبناء مشايخ القبائل.
وأشار الجمحي إلى أن العقل القبلي تثيره الحمية والحماسة، والقاعدة تستغل هذا إلى جانب حديثها المنطقي إلى شيخ القبيلة عن الظلم والنهب والفساد، وأن الدولة عميلة ومسؤوليها يوالون الغرب وأميركا، وأن اليمن معرض للاحتلال.
واعتبر أن استخدام المال لشراء القبائل وفض علاقتهم بالقاعدة أثبتت التجارب فشله، كما أن استخدام القوة باء بالفشل لأن القبائل لا تقبل بالإهانة.
وطالب الجمحي الحكومة بالبدء في عملية توعية كبيرة للقبائل وشيوخها بأضرار الإرهاب على البلد، وأن يتزامن ذلك مع عملية تنمية حقيقية للمناطق القبلية.