ضعف دعم العرب بتركيا لفلسطين

أطفال أتراك يكلمون لافتات كتب عليها كلنا فلسطينيون..كلنا مقاومون

أطفال أتراك يحملون لافتات كتب عليها "كلنا فلسطينيون.. كلنا مقاومون" (الجزيرة نت)
وسيمة بن صالح-إسطنبول

 
علامة استفهام كبيرة بدأت تطرح نفسها في تركيا حول أسباب ضعف مشاركة الجالية العربية في المظاهرات التي تنظم لدعم القضية الفلسطينية، حيث يحصل كثيرا أن تجد أسرة تركية مع أطفالها حتى الرضع منهم في مظاهرة ضد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، إلا أنه نادرا ما ترى أسرة عربية بجانبها.
 
ويرى أحمد أمين داغ المسؤول بهيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية -إحدى أكبر المنظمات التركية الداعمة للقضية الفلسطينية- أن الجالية العربية في تركيا ليست نشيطة مثل التي في أوروبا، لأنهم تناسوا القضايا الإسلامية في الشرق الأوسط، وأصبح تأمين قوتهم اليومي هاجسهم الأكبر".
 
وحمل داغ الجمعيات العربية في تركيا مسؤولية عدم تحفيز هذه الجالية للمشاركة بالشكل المطلوب، إذ يؤكد أن مؤسسته تحرص باستمرار على إرسال مواعيد وأماكن كل فعالياتها الخاصة بالقضية الفلسطينية إلى تلك الجمعيات دون تمييز.
 
وأضاف "مع الأسف أعتقد أن المسؤولين في تلك الجمعيات يعتبرون رسائلنا بروتوكولية.. لهذا عليها أن تعي أنهم حلقة الوصل الأهم بيننا وبين العرب في تركيا، ومن واجبهم نشر هذه المعلومات وعدم إبقائها ضمن جدران المؤسسة".
 
من جهته أكد سكرتير جمعية ""منبر الأخوة"" التركية عمر إكشي أن الانتماءات السياسية أقوى سبب يمنع العرب من المشاركة.
 
وأضاف أنه "عندما يرفع الأتراك أعلام (حركة المقاومة الإسلامية) حماس وحزب الله، فهذا ليس موقفا سياسيا بل موقفا إنسانيا ورسالة مفادها أن المسلمين عليهم محاربة الصهاينة.. على الفتحاويين وغيرهم أن يعوا هذا الجانب.. الأتراك يتوقون إلى وضع يدهم بيد العرب والاتحاد معا لدعم القضية بشكل أكبر".
 
وأكد أن الأتراك لا يعاتبون الشعوب العربية، بل يلومون حكوماتها التي تقمع شعوبها وتمنعهم من ممارسة أبسط حق ألا وهو التعبير عن مشاعرها.
 
وأضاف أن "تركيا دولة علمانية رغم توجه الحكومة الإسلامي، فالجيش ما زال ممسكا بزمام الأمور، وتنظيمنا لمثل هذه المظاهرات من شأنه الزج بنا في مشاكل كبيرة، لكننا مستعدون لدعم إخواننا الفلسطينيين مهما كان الثمن.. فهم يُقتلون ويُسجنون، فهل سنخشى التعرض إلى أسوأ من ذلك؟".
 

undefinedأسباب لضعف المشاركة
وأكد رئيس الجالية الفلسطينية في إسطنبول منير شاهين أن الجالية العربية والفلسطينية موجودة في معظم المظاهرات والاحتجاجات لدعم القضية الفلسطينية، لكن ليس بالحجم المطلوب.
 
وقال إنه يوجد نحو 400 شخص فلسطيني في إسطنبول، وهو عدد قليل مقارنة مع عدد الفلسطينيين في أوروبا. كما أن صعوبة الحصول على الجنسية التركية والحصول على إذن عمل وعدم الاستقرار في البلد، إلى جانب طبيعة عمل أبناء الجالية وكبر مساحة إسطنبول.. من أسباب عدم المشاركة بكثافة.
 
لكن شاهين أيضا يرجع سبب عدم مشاركة الفلسطينيين المستقرين والحاملين للجنسية التركية -نسبة 30% تقريبا- إلى عدم الوعي الكافي بأهمية المشاركة، إضافة إلى عدم التعود على المشاركة في المظاهرات، والخوف من المساءلة عند العودة إلى البلد الأصلي، سواء تعلق الأمر بفلسطين أو الدول العربية الأخرى.
 
وأكد ما قاله إكشي عن موضوع الانتماءات السياسية قائلا "أعتقد أن تغييب لائحات حزب معين وحمل لائحات أحزاب أخرى، سبب لتقليل المشاركة العربية".
 
يذكر أن 70% من الفلسطينيين عبارة عن عائلات، و30% غير متزوجين وطلاب. وبالنسبة لطبيعة عمل أبناء الجالية الفلسطينية، فنحو 35% أطباء ومثلهم رجال أعمال ومهندسون، و25% طلبة و5% يعملون في مهن أخرى.
المصدر : الجزيرة