بكين تحذر واشنطن بشأن غوغل

حذرت الصين الجمعة الولايات المتحدة من تضرر علاقات القوتين العالميتين على خلفية أزمة عملاق الإنترنت غوغل في الصين، التي دفعت واشنطن لانتقاد السياسة الصينية لإدارة الإنترنت واتهامها بأنها تقيد الحرية على الشبكة العنكبوتية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ما تشاو شيوي إن الانتقادات الأميركية يمكن أن تضر بالعلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر وثالث أكبر اقتصاد على مستوى العالم.
وشدد المسؤول الصيني على أن بلاده لا تريد أن يطغى الخلاف بشأن غوغل على التعاون مع الإدارة الأميركية، التي قال إنها سعت للحصول على دعم بكين في السياسة الاقتصادية والمواجهات الدبلوماسية مع إيران وكوريا الشمالية، ودعا الجانبين للتعامل بشكل ملائم مع الخلافات والقضايا الحساسة لحماية النمو الصحي والمستقر للعلاقات بينهما.

وأكد المصدر نفسه تطور الإنترنت في الصين، وقال إن بلاده شهدت أكبر حملة لتطوير الإنترنت في العالم، وأشار إلى أن عدد مستخدمي الشبكة العنكبوتية بالصين بلغ نهاية العام الماضي 384 مليون شخص.
وقال إن الدستور الصيني يحمي حرية التعبير عند المواطنين، غير أنه أكد أن بلاده لديها وضعها الداخلي الخاص وتقاليدها الثقافية، "والأعراف الدولية تعطي الصين الحق بإدارة الإنترنت وفقا لقوانينها وسياساتها".
وأكدت الوزارة في بيان لها على موقعها الإلكتروني أن اتهامات واشنطن لها بأنها تقيد الحرية على الإنترنت أمر يتناقض مع الحقيقة، ودعت واشنطن إلى "احترام الحقائق، والتوقف عن استخدام ما يسمى بحرية الإنترنت لتوجيه اتهامات لا أساس لها ضد الصين".
قلق أميركي
على الصعيد الأميركي قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ما زال يشعر بالانزعاج مما أسماه الانتهاك الأمني الإلكتروني ضد شركة غوغل بالصين، الذي دفع الشركة للتهديد بسحب عملياتها من هذا البلد.
وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض أن أوباما يتفق مع وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون التي دعت لمعاقبة الدول أو الأشخاص الضالعين في هجمات إلكترونية، وإدانتهم دوليا.
وكانت كلينتون طالبت في خطاب لها في واشنطن الخميس الصين بالتحقيق في هجمات إلكترونية على غوغل وغيرها من الشركات الأميركية للإنترنت.
ورأت أن تزايد القيود على الإنترنت تعادل جدار برلين, قائلة "نحن مع شبكة إنترنت واحدة يكون فيها للإنسانية كلها حقوق متساوية للحصول على المعلومات والأفكار"، وأضافت "في عالم مترابط بقوة يعد الهجوم على شبكات دولة ما هجوما على جميع الدول".