إسرائيل تشرد عرب النقب

23/1/2010
محمد محسن وتد-المثلث
يتباهى الاحتلال عبر وسائل إعلامه بدوره الإنساني في إغاثة منكوبي زلزال هايتي، لكنه بالوقت ذاته يواصل حملته باستهداف فلسطينيي 48 بالنقب وتشريدهم في ظل محاولات وضع يده على قرابة مليون دونم تتبع لحوالي ثمانين ألف فلسطيني يقطنون أربعين تجمعا سكنيا ترفض إسرائيل الاعتراف بها.
وفي حين كانت الفيضانات تهدد وتحاصر الفلسطينيين بالنقب حيث فقد المئات منهم منازلهم وشردوا بسبب الفيضانات، قام أفراد الدوريات الخضراء الإسرائيلية بمداهمة قرية رخمة لتشريد قاطنيها وهدم خيامهم بدلا من إغاثتهم.

خط المواجهة
وفي خط المواجهة، كانت هناك عجوزان متقدمتان بالسن وهما الحاجة نافلة الوج (110 سنوات) وابنتها الحاجة صالحة الكلاّب (80 سنة) في الخيمة برفقة الحفيدة سليمة البالغة (25 عاما) عندما قام أحد المفتشين بهدم الخيمة على رأس الحاجة نافلة فأصابها بجراح، بينما اعتدى آخر بالضرب على حفيدتها.
وجلست العجوز على أنقاض خيمتها في العراء تعاني الأمطار والبرد القارس محاطة بالفيضانات.
وقالت المسنة الحاجة نافلة للجزيرة نت "قاموا بهدم خيمتي فوق رأسي واعتدوا على ابنتي وحفيدتي بالضرب وهم يريدون منا أن نرحل عن هذه الأرض".
وتساءلت "لماذا هدموا خيمتي ونحن في البرد والمطر، أما لديهم ضمير؟ ماذا فعلنا حتى يهدموا الخيمة فوقنا؟! وقالوا لنا أنتم غزاة على هذه الأرض وعليكم أن ترحلوا من هنا".
الحفيدة وبعد تلقيها العلاج توجهت للشرطة لتقديم شكوى لكنها اعتقلت بشبهة الاعتداء على أفراد الدورية، ثم اخلي سبيلها بعد تدخل المحامي محمد مصابحة، كما أن صالحة الكلاب أُبلغت بعد اتصالها بالشرطة بأنها استولت "على أراض تابعة للدولة".
الحفيدة وبعد تلقيها العلاج توجهت للشرطة لتقديم شكوى لكنها اعتقلت بشبهة الاعتداء على أفراد الدورية، ثم اخلي سبيلها بعد تدخل المحامي محمد مصابحة، كما أن صالحة الكلاب أُبلغت بعد اتصالها بالشرطة بأنها استولت "على أراض تابعة للدولة".

اعتداءات متكررة
وكانت جرافات الهدم الإسرائيلية التي ترافقها قوات الشرطة باللحظة ذاتها تداهم مدينة رهط، وهدمت منزل عائلة الهزيل بحجة أن البناء غير المرخص.
وقال رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها "الوضع مأساوي، كانت نساء في الخيمة ولم يكن أي رجل واعتدوا عليهن، وهدموا البيت بدون أي وجه قانوني، علما أن رجال الدوريات الخضراء يتعاملون مع العرب في النقب بصورة غير قانونية، وتساندهم الشرطة بالتستر على هذه الاعتداءات".
وأضاف إبراهيم الوقيلي للجزيرة نت "نتحدث عن اعتداءات متكررة والجاني فيها معروف، نقدم الشكاوى للشرطة لكن دون جدوى، فنحن الضحايا نتحول إلى جناة".
وكان مفتش الدوريات الخضراء قد هاجم المسنة وهدم خيمتها للمرة الأولى أواخر يوليو/ تموز الماضي، وكان قبل هدم الخيمة بشهرين تقريباً طلب من المرأة إزاحة خيمتها إلى منطقة قريبة ووعدها بأن أحداً لن يتعرض لها.
وكان مفتش الدوريات الخضراء قد هاجم المسنة وهدم خيمتها للمرة الأولى أواخر يوليو/ تموز الماضي، وكان قبل هدم الخيمة بشهرين تقريباً طلب من المرأة إزاحة خيمتها إلى منطقة قريبة ووعدها بأن أحداً لن يتعرض لها.
واتضح لاحقًا أن المفتش قام بهذه الخطوة كي يتسنى له الادعاء بأن المسنة قامت "بغزو" المنطقة مؤخرًا واستوطنت بها بشكل غير قانوني ومن حقه هدم الخيمة دون الحاجة إلى أمر قضائي.

استغلال وضيع
وأكد المحامي علاء محاجنة من مركز عدالة للجزيرة نت أن تصرف المفتش "استغلال وضيع لجهل المسنة بالقوانين والأحكام".
وعقب النائب طلب الصانع على عملية الهدم والاعتداء على النساء بالقول "هذا عمل إجرامي وتعسفي ويعبر عن الحقد والكراهية لدى الدوريات، وخاصة أنها قامت بعملية الهدم في أيام البرد الشديد والفيضانات التي اجتاحت المنطقة".
المصدر : الجزيرة