إنفلونزا الخنازير تهدد مخيمات لبنان

طلاب في مخيمات فلسطينية في لبنان

تلاميذ مدارس مخيمات لبنان مهددون بالأمراض المعدية (الجزيرة نت)

أواب المصري-بيروت

مع اقتراب فصل الخريف وفتح المدارس لأبوابها، أطلقت العديد من التحذيرات من انتشار مرض إنفلونزا الخنازير بين الطلاب، الأمر الذي دفع بالعديد من البلدان لتأجيل موعد بدء العام الدراسي ريثما يتم تأمين لقاح للمرض.

وبما أن التجمعات البشرية المزدحمة وغياب التدابير الوقائية من أسباب انتشار المرض، فإن المخيمات الفلسطينية في لبنان ومدارسها تكون مكاناً مثالياً لهذا الانتشار، الأمر الذي بات يفرض على الجهات المعنية كوكالة الأونروا والهلال الأحمر الفلسطيني القيام بجهود مضاعفة لمنع إصابة الطلاب بالمرض وانتشاره بينهم.

فالمخيمات الفلسطينية في لبنان تعاني من ترهل بناها التحتية، وتصدّع مجاري الصرف الصحي واختلاطها بمجاري مياه الشرب، مما يساهم في تكاثر الذباب والجراثيم وانتشار الأمراض والروائح الكريهة، إضافة إلى الاكتظاظ السكاني وتلاصق سطوح المنازل مما يمنع أشعة الشمس من دخولها، وارتفاع نسبة الرطوبة فيها لانعدام التهوئة.

كما أن انتشار مكبات النفايات عند بوابات المخيمات وفي الأزقة وقرب آبار المياه والمدارس، يهدد بوقوع كارثة صحية وبيئية في المخيمات الفلسطينية بلبنان.

كل ذلك دفع بمؤسسة "شاهد" لحقوق الإنسان للقيام بجولة ميدانية في المخيمات، والاطلاع عن كثب على الإجراءات والتدابير المتخذة لمواجهة مخاطر انتشار مرض إنفلونزا الخنازير، وقد أصدرت في ختام جولتها تقريراً حذرت فيه من تقاعس الجهات المعنية عن اتخاذ التدابير المطلوبة لحماية الطلاب من إصابتهم بالأمراض.

"
المدارس الفلسطينية تفتقد مياه الشرب وتعاني من ندرة مياه الاستعمال في الحمامات، الأمر الذي يساهم بشكل كبير في انتشار الجراثيم والأمراض المعدية
"

بيئة نظيفة
وطالبت بتوفير دورات مياه نظيفة ومزودة بالمياه والصابون والمطهرات للمحافظة على بيئة مدرسية نظيفة، إضافة إلى تنظيم حملات توعية تشمل اللاجئين في جميع المخيمات الفلسطينية.

الدكتور مجدي كريم –وهو رئيس جمعية طبية تعمل في أحد المخيمات- قال للجزيرة نت إن المدارس الفلسطينية تكتظ بالطلاب، فكل صف يحوي قرابة ستين طالباً، مما يعني أنه إذا أصيب أحد الطلاب -لا سمح الله- بمرض معد كإنفلونزا الخنازير، فإنه سينتشر بسرعة قياسية في المدرسة وفي المخيم كله، لأن الاكتظاظ في المخيمات لا ينحصر بالمدرسة وحدها.

واعتبر كريم أن المدارس الفلسطينية تفتقد مياه الشرب وتعاني من ندرة مياه الاستعمال في الحمامات، الأمر الذي يساهم بشكل كبير في انتشار الجراثيم والأمراض المعدية، هذا عدا عن غياب الرقابة على المحلات التي تبيع في المدارس، فنجد الكثير من السلع قاربت صلاحيتها على الانتهاء أو هي انتهت فعلاً دون التحذير من ذلك.

ولفت إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون في مخيم نهر البارد تحديداً، خاصة الذين ما زالوا يقطنون في بيوت الصفيح (البركسات) التي شيّدت بعد تدمير منازلهم في المخيم، وهي غرف حارة جدا في الصيف وشديدة البرودة في الشتاء.

محمود حنفي: مدارس الأونرواأرضية خصبة للأمراض المعدية (الجزيرة نت)
محمود حنفي: مدارس الأونرواأرضية خصبة للأمراض المعدية (الجزيرة نت)

ندوات وبرامج
أما مدير مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان محمود حنفي فاعتبر أن مواجهة المخاطر الممكنة التي يمكن أن تصيب آلاف الفلسطينيين إذا انتشر مرض إنفلونزا الخنازير خلال فصليْ الخريف والشتاء، تكون بحملات توعية عبر ندوات وبرامج معدة تتناسب مع واقع المخيمات.

ولفت إلى أن مدارس الأونروا بسبب اكتظاظها بالطلاب وبسبب غياب الطب الوقائي فيها، يمكن أن تشكل أرضية خصبة لانتشار العديد من الأمراض المعدية، لذلك هي مطالبة بالاهتمام بالنظافة العامة والتخفيف من عدد الطلاب في صفوفها.

وأشار حنفي إلى أن الدولة اللبنانية يجب أن تتحمل جزءاً من المسؤولية، إذ "لو انتشرت إنفلونزا الخنازير في المخيمات فإن انتشارها خارجها أمر سهل جداً، خاصة إذا علمنا أن هناك علاقات اجتماعية بين الشعبيْن اللبناني والفلسطيني، وأن هناك تداخلا كبيرا بين المخيمات وخارجها، لذلك على الدولة اللبنانية أن تشمل خدماتها التوعوية وتقديم اللقاحات لسكان المخيمات أسوة بالمدن والقرى اللبنانية.

المصدر : الجزيرة

إعلان