ساركوزي يعد الحقيقة بقضية تيبحيرين

وقال ساركوزي الاثنين إنه عازم على الوصول إلى الحقيقة، فـ"العلاقات بين الدول الكبيرة مبنية على الحقيقة لا على الأكاذيب".
وحسب المصدر أبلغ ملحق فرنسا العسكري في الجزائر حينها فرانسوا بوشفالتر قاضيا فرنسيا في قضايا الإرهاب الشهر الماضي بأن عسكريا جزائريا أخبره بعد أيام من دفن الضحايا أن أخاه -وهو قائد سرب جوي- شارك في عملية جوية انتهت بمقتل الرهبان خطأ بعد مهاجمة معسكر للجماعة الإسلامية المسلحة.

وتبنت الجماعة خطف الرهبان في مارس/آذار 1996 بعد رفضهم مغادرة الجزائر رغم التهديد بقتلهم خلال ما يعرف بالعشرية السوداء التي خلفت مقتل 150 ألف شخص في صراع السلطات مع الجماعات المسلحة.
وفاوضت الجماعة فرنسا على مصير الرهبان الذين خطفوا من دير "سيدة الأطلس" في تيبحيرين في ولاية المدية، وقالت بعد انهيار المفاوضات إنها ستجز رؤوسهم، وهو أسلوب قتل اتبع كثيرا بالجزائر في تسعينيات القرن الماضي.
وعثر على رؤوس الرهبان نهاية مايو/أيار من العام نفسه، لكن لم يعثر على الأجساد، في قضية صدمت فرنسا ووترت كثيرا علاقاتها بالجزائر.
وتحدث الملحق السابق عن تقارير إلى قيادة الأركان الفرنسية والسفير الفرنسي لم تحظ بالمتابعة بحسب ما نقل عنه المصدر، الذي قال أيضا إنه أبلغ القاضي بأن أجساد الضحايا كانت مخرومة بالرصاص، وكان السؤال المطروح هو هل قُطّعت أوصالهم لإخفاء علامات العيارات النارية؟
وفتح الادعاء الباريسي تحقيقا في 2004 في القضية بناء على دعوى رفعتها عائلة أحد الرهبان، وعضو في أخويتهم.
وقال باتريك بودوان وهو أحد محامي المدعيّن إن الإفادة "دليل على وجود محاولة تستر مارستها السلطات الفرنسية وبالتأكيد السلطات الجزائرية أيضا"، وإنه سيطلب تزويده بتقارير بوشفالتر وباستجواب وزير خارجية فرنسا آنذاك إيرفي دو شاريت وعملاء استخباراتها ممن لهم صلة بالقضية، وأيضا بإعادة استجواب سفير فرنسا في الجزائر حينها ميشال لوفيك.

وقال دو شاريت الاثنين إنه لا يشك في أن بوشفالتر نقل التقارير إلى وزارة الدفاع الفرنسية، لكنه أضاف أنه "كانت توجد خلال تلك الفترة تأويلات كثيرة لما حدث فعلا".