ثماني اتفاقيات بقمة ميدفيديف وأوباما

وبموجب مذكرة تفاهم، يراد لها أن تنير سبيل المفاوضين في محادثات لإيجاد بديل لاتفاقية ستارت للحد من الأسلحة النووية، ستخفض الرؤوس النووية في كل بلد إلى ما بين 1500 و1675، بعد سبع سنوات من تاريخ سريان الاتفاقية التي تعهد الرئيسان بأن تكون جاهزة مع نهاية العام.
وقبلت روسيا الاتفاق -الذي ينتهي في ديسمبر/كانون الثاني القادم- رغم غياب تنازل أميركي واضح في قضية الدرع الصاروخي، باستثناء حديث أوباما عن مراجعته، وإقرار أميركي ضُمّنَ بيانا مشتركا –حسب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف- بأن الأسلحة الدفاعية والهجومية مترابطة، في إشارة إلى قول المسؤولين الأميركيين إن الدرع دفاعي فقط.
ولا يعرف بالضبط حجم الترسانة الصاروخية النووية، لكن "نشرة علماء الذرة" ومقرها الولايات المتحدة، قدرت هذا العام عدد الرؤوس الأميركية بـ2200 وعدد الرؤوس الروسية بـ2790.
وقال بيان للبيت الأبيض إن رئيسي البلدين اتفقا أيضا على لجنة خبراء مشتركة تقيم أخطار الصواريخ الباليستية.

عبور أجواء
وأثمرت الزيارة قبول روسيا عبور القوات والأسلحة الأميركية أجواءها في طريقها إلى أفغانستان، بعد أن اقتصرت الموافقة سابقا على العتاد غير العسكري.
وتحدث مسؤول أميركي رفيع عن 12 رحلة يوميا تحمّل بالجنود والأسلحة والعتاد والعربات وقطع الغيار، دون رسوم ملاحة، لكنه أضاف أن الطائرات لن تتوقف في روسيا في طريقها إلى أفغانستان حيث تقدر موسكو "الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة وبلدان أخرى لتفادي الخطر الإرهابي".
كما اتفق البلدان على استئناف التعاون العسكري الذي علق بسبب الحرب الروسية الجورجية، لكن أوباما شدد في مؤتمر صحفي على ضرورة احترام "سيادة جورجيا وسلامتها الترابية" وهو تصريح حياه الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي كدعم غير مشروط لبلاده.
وأقر الرئيسان بوجود خلافات رغم الاتفاقات التي توصلا إليها والتي شملت أيضا إنشاء لجنة حكومية مشتركة جديدة وتبادل المعلومات حول سجناء الحرب.
بداية جديدة
واعتبر ميدفيديف توقيع الاتفاقيات بين البلدين بداية جديدة في العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة، بغض النظر عن خلافات الرأي المستمرة بينهما.
ومن جانبه أثنى أوباما على الجهود الروسية في مكافحة التهديدات النووية في العالم، قائلا في المؤتمر الصحفي إن البداية الجديدة في علاقات البلدين قد انطلقت بصورة موفقة.
كما أكد على أهمية الجهود المشتركة التي يبذلها البلدان من أجل توقيع معاهدة جديدة للحد من السلاح النووي تحل محل اتفاقية ستارت.

زلة لسان
ويلتقي أوباما اليوم المعارضة الروسية ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين، الذي ينظر إليه في بعض الدوائر الغربية على أنه الماسك الفعلي بزمام السلطة، وقد خان أوباما لسانُه عندما تحدث عن الاجتماع بوصفه اجتماعا مع "الرئيس" بوتين، قبل أن يتدارك الزلة بسرعة.
وظهر حرص أوباما على التأكيد أنه يتعاطى مع الرئيس لا مع رئيس الوزراء واضحا عندما قال "ما أفهمه هو أن الرئيس ميدفيديف هو الرئيس ورئيس الوزراء بوتين هو رئيس الوزراء".