تجاذبات بالمشهد الانتخابي بموريتانيا

غادر المرشح الرئاسي رئيس الوزراء الأسبق اسغير ولد امبارك السباق داعما للمرشح المستقيل من رئاسة المجلس العسكري الجنرال محمد ولد عبد العزيز.
وولد امبارك أول مرشح ينسحب بعد تزكية المجلس الدستوري عشرة مرشحين للانتخابات التي تجرى يوم 18 يوليو/تموز الجاري.
وقال في مهرجان جماهيري إنه انسحب لأنه أحس بتحقق هدفه الذي من أجله تقدم للانتخابات التي كان مقررا إجراؤها يوم السادس من الشهر الماضي قبل تغيير منوعدها باتفاق الفرقاء السياسيين.
وأضاف أنه ليس من المتعطشين للسلطة، وترشح سابقا لإنقاذ موريتانيا من فتنة داخلية وحصار خارجي، واليوم وقد اتفقت الأطراف السياسية وزال شبح الأزمة فلا مبرر لمواصلة ترشحه.
وقال إنه دعم ولد عبد العزيز لأنه "أمل موريتانيا المستقبل، رئيسا للفقراء ومدافعا عن قيم موريتانيا وثقافتها، وحاميا لوحدتها وتجانسها"، مضيفا أن برنامجه السياسي يتقاطع مع محاور كثيرة من برنامجه هو.
وقال سيدي أحمد ولد الرايس مدير حملة ولد عبد العزيز إن ولد امبارك قدم سابقا خدمة كبرى لموريتانيا حين ترشح في وقت أعرض فيه الكثيرون، ويقدم اليوم خدمة كبيرة بانسحابه ودعمه ولد عبد العزيز.

وقال ولد باب للجزيرة نت إن ذلك التحالف كان واقعا بالفعل، وتفرق بفعل تباين مواقف المرشحين للرئاسة، وقد اختار حزبه "بعد دراسة متروية" دعم ولد عبد العزيز.
أما رئيس الوزراء السابق الزين ولد زيدان فأعلن دعم مرشح حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه.
وحل ولد زيدان ثالثا في انتخابات 2007، وحصل في جولتها الأولى على 15% من الأصوات، ودعم الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في جولة الإعادة وفق اتفاق على تقاسم السلطة تولى بموجبه رئاسة الوزراء عاما بعد تولي ولد الشيخ عبد الله السلطة.
وكان حزبان من الأغلبية الداعمة للمرشح ولد عبد العزيز قد أعلنا أيضا دعمهما للمرشح المعارض أحمد ولد داداه، وهما حزب تجمع الشعب برئاسة النائب لوليد ولد وداد الذي ظل لنحو عقدين يشغل منصب مدير ديوان الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، وحزب البديل الذي يرأسه محمد يحظيه ولد المختار الحسن وهو من أبرز رجالات ولد الطايع.
وأعلنت حملات مرشحين آخرين جملة من الانضمامات لمرشحيهم قبيل أيام من الاقتراع.
ويقول المحلل السياسي البشير ولد بابانا للجزيرة نت إن البحث عن ميزان القوى وتقلباته بين المرشحين يدفع الكثيرين إلى تغيير مواقفهم بين عشية وضحاها، دون أن يعني ذلك أن هناك فروقا في البرامج، زد إلى ذلك التأثير المالي والعامل القبلي.