اتفاق روسي أميركي نوويا وعسكريا

afp : US President Barack Obama (2L) and Russian President Dmitry Medvedev (R) watch as General Nikolai Makarov, Chief of the General Staff of the Russian Armed
ديمتري ميدفيديف وباراك أوباما يتابعان تبادل وثائق بين قائدي أركان جيوش البلدين بموسكو (الفرنسية)

أثمر اليوم الأول من زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى روسيا اتفاقين كبيرين، قضى أولهما بخفض الرؤوس النووية والثاني باستئناف التعاون العسكري، إضافة إلى قبول روسي بمرور القوات الأميركية بأسلحتها بالأجواء الروسية في طريقها إلى أفغانستان.

وبموجب مذكرة تفاهم، يراد لها أن تنير سبيل المفاوضين في محادثات لإيجاد بديل لاتفاقية ستارت للحد من الأسلحة النووية، ستخفض الرؤوس النووية في كل بلد إلى ما بين1500 و1675، بعد سبع سنوات من تاريخ سريان الاتفاقية التي تعهد الرئيسان بأن تكون جاهزة مع نهاية العام.

وقبلت روسيا الاتفاق -الذي ينتهي في ديسمبر/كانون الثاني القادم- رغم غياب تنازل أميركي واضح في قضية الدرع الصاروخي، باستثناء حديث أوباما عن مراجعته، وإقرار أميركي ضُمّنَ بيانا مشتركا –حسب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف– بأن الأسلحة الدفاعية والهجومية مترابطة، في إشارة إلى قول المسؤولين الأميركيين إن الدرع دفاعية فقط.
 
ولا يعرف بالضبط حجم الترسانة الصاروخية النووية، لكن "نشرة علماء الذرة" ومقرها الولايات المتحدة، قدرت هذا العام عدد الرؤوس الأميركية بـ2200 وعدد الرؤوس الروسية بـ2790.

وقال بيان للبيت الأبيض إن رئيسي البلدين اتفقا أيضا على لجنة خبراء مشتركة تقيم أخطار الصواريخ الباليستية.

الأجواء الروسية
وأثمرت الزيارة قبول روسيا عبور القوات والأسلحة الأميركية أجواءها في طريقها إلى أفغانستان، بعد أن اقتصرت الموافقة سابقا على العتاد غير العسكري.
 

باراك أوباما قال في لقاء صحفي إن فلاديمير بوتين ما زال يعيش في الماضي السوفياتي (الفرنسية-أرشيف)
باراك أوباما قال في لقاء صحفي إن فلاديمير بوتين ما زال يعيش في الماضي السوفياتي (الفرنسية-أرشيف)

وتحدث مسؤول أميركي رفيع  عن 12 رحلة يوميا تحمّل بالجنود والأسلحة والعتاد والعربات وقطع الغيار، دون رسوم ملاحة، لكنه أضاف أن الطائرات لن تتوقف في روسيا في طريقها إلى أفغانستان حيث تقدر موسكو "الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة وبلدان أخرى لتفادي الخطر الإرهابي".

كما اتفق البلدان على استئناف التعاون العسكري الذي علق بسبب الحرب الروسية الجورجية، لكن أوباما شدد في مؤتمر صحفي على ضرورة احترام "سيادة جورجيا وسلامتها الترابية" وهو تصريح حياه الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي كدعم غير مشروط لبلاده.

وأقر الرئيسان بوجود خلافات رغم الاتفاقات التي توصلا إليها والتي شملت أيضا إنشاء لجنة حكومية مشتركة جديدة وتبادل المعلومات حول سجناء الحرب.

بوتين "الرئيس"
ويلتقي اليوم أوباما المعارضة الروسية ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين، الذي ينظر إليه في بعض الدوائر الغربية على أنه الماسك الفعلي بزمام السلطة، وقد خان أوباما لسانُه عندما تحدث عن الاجتماع بوصفه اجتماعا مع "الرئيس" بوتين، قبل أن يتدارك الزلة بسرعة.

وظهر حرص أوباما على التأكيد أنه يتعاطى مع الرئيس لا مع رئيس الوزراء واضحا عندما قال "ما أفهمه هو أن الرئيس ميدفيديف هو الرئيس ورئيس الوزراء بوتين هو رئيس الوزراء".

وقال أوباما الأسبوع الماضي في لقاء صحفي إن رئيس الوزراء الروسي، عميل كي جي بي السابق، ما زال يحتفظ بإحدى قدميه في الماضي السوفياتي، وجاء رد بوتين الغاضب قائلا إنه ليس "مقوس الساقين" وهو يتقدم بكلتا قدميه إلى الأمام.

ويرى مراقبون أن بوتين، الذي اختار ميدفيديف لمنصب الرئاسة في مايو/أيار 2008 حين انتهت ولايته الثانية، يمهد للعودة للرئاسة في انتخابات تجرى في 2012.

ويتطلع مراقبون ليروا ما إن كان أوباما سيسمع من بوتين الرسائل ذاتها التي سمعها من ميدفيديف، كقول الأخير في المؤتمر الصحفي أن "لا أحد يقول إن الدرع الصاروخية مؤذية في حد ذاتها أو أنها تشكل خطرا على أي أحد".

المصدر : وكالات